قضايا و آراء
رسالة مفتوحة إلى الإدارة الأمريكية
تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٢
جميل أن تعبر الإدارة الأمريكية عن قلقها بشأن سقوط السيد نبيل رجب على الأرض خلال التدافع الذي حصل في التجمع غير المرخص للصبية والمراهقين الذي قاده المذكور في منطقة سكنية مكتظة.
جميل أن يشعر الأمريكان بالقلق على هذا «الحقوقي» الذي وجد منبطحا في الأرض بعد فض التجمع غير المرخص للخارجين عن القانون كان يتقدمهم.
جميل هذان التعاطف والعطف على الممارسات الخارجة عن القانون وعلى التصرفات العشوائية التي تزج بالتجمعات السكانية الآمنة في أتون المشاكل ليلا.
اللهم لا اعتراض مادام الأمريكان قد أباحوا لأنفسهم التدخل في شئوننا الداخلية بأصغر تفاصيلها «وعلى يمكن في المستقبل التعليق حتى على حادث مروري يكون قد اشترك فيه نبيل رجب على سبيل المثال فقط وليس على سبيل السخرية).
اللهم لا اعتراض ولكن طالما اننا «قبلنا» هذا التدخل الإنساني اللطيف الرقيق، فإننا كنا نتمنى على هذه الإدارة الأمريكية أن تتعاطف معنا نحن أبناء شعب البحرين الذين تتعرض حقوقهم يوميا للانتهاك من قبل الخارجين عن القانون الذين يسدون الطرق ويعرضون حياتنا وحياة أبنائنا ونسائنا وعجائزنا إلى الخطر المحتوم، حيث لم نسمع ولم نقرأ بيانا واحدا من المتدخلين في الشأن الإنساني والحقوقي من الأمريكان حول هذا التعدي السافر والإجرامي على مدارسنا وعلى شوارعنا وعلى حقنا في المرور وعلى حقنا في أن نمارس حياتنا الطبيعية وأن نذهب حيث ما شئنا في هذا الوطن.
كنا نتمنى على هؤلاء المتعاطفين مع الحقوقي الخارج عن القانون أن يلتفتوا يمينا ويسارا وأن ينظروا إلى ما نتعرض له يوميا وخاصة مع نهاية كل أسبوع من هؤلاء المجرمين العابثين بأمننا وحياتنا ومن انتهاكات غير مسبوقة، ام أن شعب البحرين المسالم لا يستحق أن تعبر الإدارة الأمريكية وسفارتها في المنامة عن تعاطفهما مع المواطنين المسالمين الذين ينشدون الحياة ولا شيء غير الحياة في حين تتعاطفان مع المهرجين الخارجين عن القانون المفبركين للأخبار والمزيفين للحقائق الزاجين بالصبية والأطفال في الممارسات العشوائية ضاربين عرض الحائط بالحقوق الأساسية للسكان مواطنين كانوا أم وافدين ومقيمين.
لقد أثارني شخصيا هذا الإعلان المستفز لأن الإدارة الأمريكية «قلقة» على نبيل رجب اللهم لا اعتراض فلتقلق على نبيل رجب الذي سقط أرضا أثناء تدافع المتظاهرين في حين أنها لم تقلق على تعرض منزل سميرة رجب للاعتداء بالمولوتوف، ولم تقلق أبدا لا في بيان أو تصريح عن تعرض 22 مدرسة مسالمة للاعتداء بالزجاجات الحارقة أو التكسير أو التخريب خصوصا أن هذه المدارس ليست ثكنات عسكرية أو مجمعات أمنية، إنها مؤسسات مدنية أنشأتها الدولة لخدمة المواطنين والمقيمين، تعرض هذه المدارس للاعتداءات لم يحرك شعرة واحدة من شعرات الإدارة الأمريكية أو السفارة الأمريكية أو الناطق الرسمي الأمريكي.
علامات استفهام وتعجب في رسالتي هذه إلى الإدارة الأمريكية أو السفارة الأمريكية أو للناطق الرسمي الأمريكي أو الناطقين الرسميين المنتشرين في شتى أنحاء العالم بمختلف مسمياتهم ومناصبهم، أقول فيها: إننا لا نقبل أبدا التدخل في شئوننا مثلما لا نتدخل في شئون أحد فاحترموا حقوقنا واستقلال قرارنا وحقنا في التصرف مع المجرمين والخارجين عن القانون حتى إن كانوا بمرتبة ناشط حقوقي أو ناشط سياسي، فالنشاطان الحقوق والسياسي محكومان بالقانون وليسا مطلقين، وكل من تجاوز القانون وتعرض أثناء ذلك لحادث أو عنف أو حتى قتل فإنه يتحمل المسئولية عن ذلك لأن من يتجاوز إشارة ضوئية حمراء أثناء قيادته السيارة قد يتعرض لحادث مميت كما قد يعرض الآخرين للنتيجة نفسها.