الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


مصدر فلسطيني: عباس يتعرض لضغوط كبيرة لمواصلة محادثات عمان

تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٢



رام الله - (د ب أ): قال مصدر فلسطيني كبير أمس الأحد إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتعرض منذ أيام لضغوط كبيرة من أجل دفعه لمواصلة المحادثات الجارية برعاية أردنية مع إسرائيل وعدم وقفها مع نهاية الشهر الجاري. وأضاف المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) طالبا عدم ذكر اسمه، أن الإدارة الأمريكية ودول أوروبية إلى جانب أخرى عربية وخاصة الأردن، تمارس ضغوطا شديدة على عباس لثنيه عن طرح بدائل للمحادثات مع إسرائيل في 26 يناير الجاري وفق ما أعلنه مسبقا.
وأوضح المصدر أن الإدارة الأمريكية وإسرائيل طالبا عباس باعتبار أن موعد بدء محادثات عمان في الثالث من الشهر الجاري هو موعد انطلاق مهلة التسعين يوما وبالتالي يجب الاستمرار في المحادثات حتى الثالث من مارس المقبل، الأمر الذي يرفضه الرئيس الفلسطيني. وأشار المصدر إلى أن اتصالات أمريكية وفرنسية وروسية وأخرى أردنية تجرى مع عباس وكبار مساعديه بغرض دفعه لقبول هذا الموقف، لكنه متمسك بموقفه حتى الآن.
بدوره قال نبيل شعت عضو الوفد الفلسطيني المفاوض لـ (د.ب.أ) إن عباس متمسك بضرورة انتهاء محادثات عمان في 26 يناير باعتبار ذلك نهاية المهلة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية لإجراء محادثات تقريبية مع إسرائيل في سبتمبر الماضي. وذكر شعث أن عباس طلب عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب من أجل التشاور معهم بخصوص التحرك المقبل الفلسطيني المقبل بعد هذا الموعد.
وكانت الجولة الثالثة من محادثات عمان التي عقدت الليلة قبل الماضية بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات واسحق مولخو المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي وحضور مبعوثين عن اللجنة الرباعية، انتهت من دون صدور بيان عن الأطراف. واكتفت مصادر في وزارة الخارجية الأردنية بإعلان اتفاق لعقد اجتماع رابع بين الجانبين في 25 من الشهر الجاري، علما أن هذه المحادثات بدأت في الثالث من الشهر الجاري بمبادرة أردنية.
وحدد الفلسطينيون سقفا زمنيا لمحادثات عمان ينتهي في 26 يناير الجاري وهو موعد انتهاء مهلة التسعين يوما التي حددتها اللجنة الرباعية نهاية سبتمبر الماضي لإجراء محادثات تقريبية حول قضيتي الحدود والأمن سعيا لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ أكتوبر .2010 وقال شعث معلقا على محادثات عمان «لم نكن نتوقع أي نتائج إيجابية من هذه الاجتماعات، وذهبنا إليها بطلب من الملك الأردني عبدالله وأعضاء اللجنة الرباعية الدولية لكي نثبت أننا لا نضيع الفرص ونحن لم ندمر فرص عملية السلام وإنما إسرائيل من تفعل ذلك».
وأضاف «تصرفنا بشكل إيجابي في لقاءات عمان وقدمنا نفس الأوراق التي قدمنها سابقا بخصوص قضيتي الحدود والأمن، والتزمنا بالمرجعية الدولية لعملية السلام، لكن كالعادة الإسرائيليون لم يقدموا شيئا ولم يحضروا الاجتماعات بشكل مطلوب». وأكد شعث أن الوفد الفلسطيني إلى لقاءات عمان رفض طلبا إسرائيليا بتمديد مهلة 26 يناير الجاري حتى مارس المقبل، محملا إسرائيل مسئولية استمرار تعثر عملية السلام.
كما لام بشدة على اللجنة الرباعية «التي لم تصل بعد إلى قرار حقيقي للتصدي إلى الممارسات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والشرعية الدولية، ولذلك نحن نعطيها الفرصة لكي تتحرك ولكن حتى الآن غير قادرة أو غير راغبة للقيام بالدور المطلوب وبالتالي سيكون لنا تحركنا».
وطلبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من عباس خلال اتصال هاتفي بينهما قبل أيام ضرورة عدم التقيد بأي تواريخ للمحادثات الجارية مع إسرائيل، ومواصلتها بغرض الوصول إلى استئناف المفاوضات المباشرة. ويصر الفلسطينيون على وجوب وقف إسرائيل لنشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية وعلى قبول حل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن الأسرى القدامى من أجل القبول باستئناف المفاوضات الأمر الذي ترفضه إسرائيل وتعتبره شروطا مسبقة.
ومع اقتراب موعد 26 من الشهر يقول الفلسطينيون إن لجنة سياسية مشكلة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة (فتح) تواصل عقد اجتماعات مكثفة بعيدا عن الإعلام لوضع خيارات تحركهم المقبل. ويقول مسئولون فلسطينيون إن هذه الخيارات ستركز على تصعيد العمل الدبلوماسي في مؤسسات الأمم المتحدة وإعادة تقييم طبيعة العلاقة مع إسرائيل والتركيز على التظاهرات السلمية وتفعيلها، إلى جانب الدفع في خطوات تحقيق المصالحة الفلسطينية.
في هذه الأثناء بدأ عباس أمس جولة أوروبية تبدأ في العاصمة البريطانية لندن وتشمل كلاٌّ من ألمانيا وروسيا بغرض بحث تطورات جهود استئناف المفاوضات ومستقبل الطلب الفلسطيني لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة. وقدم عباس في 23 سبتمبر الماضي طلبا لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي ردا على توقف المفاوضات مع إسرائيل بسبب استمرار البناء الاستيطاني لكن الطلب لم يتمكن من تأمين الأغلبية اللازمة بتسعة أصوات في ظل إعلان واشنطن عزمها استخدام حق النقض الفيتو ضده