راصد
«ماذا تفعل الماشطة بالوجه العكر»؟
تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٢
جمال زويد
هو مثل شعبي من مصر، أم الدنيا، يقولونه بلهجتهم العامية الجميلة «إيه تعمل الماشطة في الوش العِكِر».
أما «الماشطة» فهي التي تمشّط الشعر وتزيّنه. وأما «الوجه العِكِر» فهو الوجه القبيح الكريه. ومعنى هذا المثل أن الوجه الذي يجمع صفات النكد والقبْح وفقدان الجمال؛ لا تصلح معه زينة أو أدوات المكياج أو ماشابهها من عدّة التجميل التي تحملها «الماشطة»، فهو مهما تم تلوينه وتمشيطه يبق كما هو، لا يتحسّن ولا يتغيّر، فهو «الوجه العِكِر».
قفز إلى ذهني هذا المثل أو الحكمة المصرية وأنا أتابع بكلّ قهر وانكسار الفضيحة الأمريكية الجديدة، التي تدلّ على حجم الانحطاط الأخلاقي والإنساني الذي تتسم به. الفضيحة المصوّرة عبارة عن قيام أربعة جنود من مشاة البحرية الأمريكية بالبول - أعزّكم الله - على جثث ثلاثة قتلى من طالبان بأفغانستان. ويقول أحدهم مازحاً «أتمنى لك يوما لطيفاً يا صديقي». وقال الآخر مزحة بذيئة لا تقلّ سوءا عن قبْح فعلته.
وكما تعلمون فإنها ليست الفضيحة الأولى، وبالطبع لن تكون الأخيرة؛ فأعمالهم ومخازيهم في جوانتنامو والعراق وأفغانستان أكبر من أن تُحصى، وكلّها تفضح زيف دعاوى حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وما شابهها من مصطلحات يعملون جاهدين على تسويقها في بلدان عالمنا العربي والإسلامي و(تمشي) على السّذج ويتراكض (من تعرفونهم) وراءها ويسعون للحصول على تصريحات وبيانات منهم عن انتهاكات أو تجاوزات للقيم وحقوق الإنسان رغم ما تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية من سجل حافل فضائحي ضد الإنسان، وخاصة إن كان مسلما، يعيش في دول العروبة والإسلام، دول لا تقوى على مواجهة (الكاوبوي الأمريكي) ولا تستطيع حتى أن تُنكر عليه ممارساته ضد أبناء الإسلام، الأحياء منهم والأموات، لا لشيء سوى أن حكامنا صاروا خيولا.
الإدارة الأمريكية تعمل جميع آلاتها الإعلامية والدبلوماسية على أن تبرزها بالمنظر الإنساني الراقي، وتتابع من شاهق علوّها أية انتهاكات هنا أو هناك وخاصة في عالمنا الإسلامي فيما يشبه المسرحية الهزلية التي يمثل بطولتها «ماشطة» و«وجه عِكِر» تفشل جميع المحاولات لتزيينه.
وبالطبع ليس العيب في هؤلاء الأمريكان وإنما العيب فيما ابتليت به الأمة العربية والإسلامية من ذلّ وانكسار جرأ هؤلاء (العلوج) على أن يتبوّلوا حتى على جثث الموتى من إخواننا المسلمين!! والعيب أنه بالرغم من هذا الداء فإننا نطلب الدواء لمشاكلنا من عندهم.
سانحة:
في الأسبوع الماضي عرض علينا تلفزيون البحرين برنامجا رائعا في عالم الخيال أو أفلام (والت ديزني) تم تخصيصه للمشاريع والخطط الإسكانية القادمة، وذلك بحسب تعليقات من مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع كامل احترامنا وتقديرنا للمعدّ والمقدّم والضيف فإن المشكلة الإسكانية عندنا تجاوزت مرحلة التنظير، ولا يمكن الاستمرار في الكلام عنها كمهدئات أو إنجازات هي أقرب الى السراب أو خطط واستراتيجيات لاتُختبر مصداقيتها وصلاحيتها للتنفيذ وفق جداول وأرقام ثابتة ومحددة مكانياً وزمانيا.