أعان الله مجــــلس التنميةالاقتصادية
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٢
.. فهو يعض على الشفاه، ويحاول تناسي ما نحن فيه من وضع يكاد أن يكون محبطاً، ويرسم على الوجه ابتسامة ويتقدم جاهداً، رغم الآلام، مستشرفاً المستقبل.. كان الله في عونه. وآخر ما صدر عنه هو قطعة خبرية مشجعة تحتفي باختيار البحرين وسط مؤشر سنوي للحرية الاقتصادية ضمن أفضل عشرين دولة. وتصدر المؤشر مؤسسة (هيريتاج فاونديشين) وصحيفة (وول ستريت جورنال).
وشكلت المملكة بالمنطقة، دولة وحيدة احتلت موقعاً ضمن مؤشر المجموعة الأكثر حرية اقتصادية. ولعبت جهود مجلس التنمية دوراً لسنوات لإيصال البحرين إلى هذه المرتبة ووضعها على الخريطة الاقتصادية الدولية.
وبعد، فهذه نتيجة «نجاح برنامج إصلاح، يؤكد أن مميزات البحرين الاقتصادية لا تزال قوية كما كانت دائماً، حيث ركزت المملكة على تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل، من خلال سياسات سليمة ومرونة اقتصادية وضريبية، وقوى عاملة ماهرة، واقتصاد متنوع، وسيادة قانون وحسن إدارة وقوانين شفافة. فهذه تدابير توفر أفضل بيئة تجارية لشركات تتطلع للوصول إلى سوق خليجية قيمتها تريليون دولار»، بحسب خبر المجلس.
ولا يزيد المرء شيئاً حين يقول إن العوامل الاقتصادية المذكورة لا تقل أهميتها عن عوامل سياسية وردت أيضاً في حيثيات الخبر. والكلمة المفتاح في هذا السرد هي: الإصلاح. ولقد حاولت البحرين جهدها في العقد الماضي، ولا تزال، لإحداث التغيير وتبني الجديد والإصرار على العيش في القرن الواحد والعشرين.
ومع ذلك تصل جهود المجلس والحكومة بشكل عام وفي مرات كثيرة إلى ما يشبه جدار يصعب تجاوزه وسط أنواء الواقع البحريني، وتكاد أن تضحى جهودهما إبحاراً في مجهول، أو هكذا يبدو. وبعد كل مرة ينهض المجلس مجدداً، ويصر على السير رغم المنغصات، وهو - كما البحرين - يبحر محفوفاً بمخاطر جمة.
وربما تمتلك الجهات الرسمية، بحسب آراء مختصين، معلومات عن أحداث ٢٠١١ تفوق ما أُعلن، للتصرف بها في وقت مناسب. وفي أحيان أخرى تحاول أن تغض الطرف عن معلومات سبق أن أعلنتها. والله هو الحافظ وهو الوكيل. ويبقى أن أية سياسات اقتصادية تبنى على غير الواقع لا تبشر بخير، وسبيلها للنجاح محدود جداً. والكثير مما يسمعه البحرينيون هذه الأيام يمتد من التمنيات إلى الإسقاط على الواقع. ولم تعد مراكز الدراسات الغربية بذات فائدة كبيرة بحثاً ونصحاً للمملكة، حيث استعصى الواقع البحريني حتى على بسيوني. ولا نزال بانتظار فرج ما. ولن يأتي الفرج إلا بعد أن يؤخذ واقع مرير في الاعتبار. معرفة الواقع هذه هي أكبر إيجابيات سنة ٢٠١١ وقد أوشكت أن تكون مُحبِطة.
ترتفع مؤشرات البحرين لإنجازاتها قبل الأحداث أما ما تلاها، فهو لم ينته بعد ويكاد أن يكون بداية مرحلة جديدة. وكلما عرفنا الواقع وقبلنا قسوته وانعكست تلك المعرفة في تصرفات الناس والمؤسسات كلما كانت حظوظ البحرين للنجاح أكبر، «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ».
.