الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


رفضوا التعديلات الدستورية لأنهم مشغولون بـ «مخطط حافة الهاوية»!

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



الموقف السريع الذي صدر من جمعية «الوفاق» وتوابعها من رفض التعديلات الدستورية التي وردت في الخطاب السامي لجلالة الملك المفدى ليس مستغربا ولا جديداً، لأنه ينطلق من النهج العام لسياسة «الوفاق» منذ شهر فبراير الماضي، وهو نهج التصعيد السياسي والأمني وعدم القبول بأية حلول أو اصلاحات سياسية ودستورية، حتى لو أيدها غالبية الشعب البحريني (شيعة وسنة)!
ومما يعزز هذا الاتجاه هو مباركة «الوفاق» لأعمال العنف في الشارع البحريني، واعتباره عملا مبررا وشكلا من أشكال التعبير السياسي عن الرأي!.. ولعلنا نكتشف تفاصيل أكثر خطورة وأهمية في الدراسة التي نشرتها «أخبار الخليج» أمس للزميل الكاتب (السيد زهره) تحت عنوان: «البحرين ومخطط حافة الهاوية»، وقال فيها: «هكذا يريدون دفع البحرين الى الفوضى والصدام الأهلي.. وهناك ثلاث قوى ضالعة في المخطط.. إيران وأمريكا والوفاق، وعلى لسان باحث أمريكي قال: إيران تخطط للانتقال من تشجيع العنف الى الارهاب المسلح في البحرين.. والهدف النهائي إجبار القيادة البحرينية على الرضوخ لمطالب الانقلابيين.. وهناك قرار إيراني بابتزاز السعودية في البحرين لحساب النظام السوري وتصريح أستاذ إيراني بأن طهران تعتبر البحرين مفتاح ميزان القوى في المنطقة».
ولعل الحلقة الثانية للزميل السيد زهره تكشف ما هو أكثر من ذلك، فالمخطط لجر البحرين نحو حافة الهاوية كان يجري منذ عام 2005 وهو عام اللقاء السري بين «الوفاق» والمسئولين في السفارة الأمريكية بالبحرين (بحسب وثائق ويكيلكس) وما تلاه من اجتماعات مستمرة حتى يومنا هذا، ولم يعد خافيا على أحد «الغزل السياسي» الذي يتم بين الطرفين! كل هذا على الرغم من أن «واشنطن» كل يوم تهدد بالحرب ضد إيران «على خلفية ملفها النووي»، لكنها في الواقع تمارس دورا تدميريا لصالح إيران في البحرين! فهي تعرف أن «الوفاق» تنتمي الى «ولاية الفقيه» الإيرانية، وان برنامج التصعيد السياسي والأمني الذي تمارسه «الوفاق» هو برنامج «حزب الله» في البحرين!
لهذا كله ليس مستغربا رفض «الوفاق» الاصلاحات الدستورية والتشريعية التي كان يطالب بها نوابهم في البرلمان في السنوات السابقة! لأن الأجندة السياسية أصبحت إقليمية وليست بحرينية، ومما يزيد من تعنت «الوفاق» في مقاطعة العملية السياسية والاصلاحات، هو شعورهم - إن لم يكن يقينهم - بأن «رفاقهم» في الإدارة الأمريكية سوف يدعمونهم في التصعيد السياسي والأمني واللجوء الى العنف في الشارع لإجبار القيادة السياسية في البحرين على الرضوخ لمطالب الانقلابيين.
وهنا نعود الى «بيت القصيد»: هل كانت «الوفاق» ستتمادى في عبثها السياسي والأمني لولا الدعم الأمريكي اللامحدود لهم؟!.. وهل كانت إيران ستراهن على خسارة دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتحديد «السعودية» لولا انها قد أخذت «ضوءا أخضر» من أمريكا للعبث بالأمن والاستقرار في البحرين؟!