لا أظن اهتمامها نابعاً فقط من ضرورة التنبيه على أهمية الحفاظ على الثروات البيئية الطبيعية وزيادة المسطحات الخضراء، بقدر ما يكون اهتماما مدفوعا بإيصال رسالة مفادها تعزيز الوعي العام بالسلم الأهلي والصفاء الروحي المستمد من بهاء المناظر الطبيعية وخضارها التي تزاح مع كل رنوة عين نحوها هموم الدنيا وما فيها وتجلى النفس من كل تعكير خاطر، وما أحوجنا إلى استراق لحظات الصفاء النفسي وسط الظروف المتوترة التي نكابدها جراء الأزمة الأمنية والسياسية التي نتجرع مرارتها!

ولعل حدسي منبعه رصدي -سنواتٍ مضت- وقوفَ صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك رعاها الله على معرض البحرين الدولي للحدائق وحرصها على إثراء هذا الحدث وإبرازه بمردودات اقتصادية وتوعوية وترفيهية على البحرين وعموم أهلها.

وبقدر إعجابي بالنقلات الكبيرة التي حققها معرض الحدائق في دوراته السابقة وخصوصا تطعيمه بالمنتجات الحرفية البحرينية واعتباره بوابة تسويق للحرفيين وتخصيص اكبر مساحة ممكنة لأجنحة الوزارات لأن يكون له بعد توعوي، يكون تطلعي لأن يأخذ في دوراته الجديدة مزيدا من الألق الجماهيري، كذلك نأمل من اللجنة أن تخرج بالمعرض عن أسوار مركز البحرين الدولي للمعارض وتشرق وتغرب به بصورة امتدادية لنجده حاضرا حتى في امتدادات المحافظات وتحويلها إلى مقاصد سياحية ونقاط بيع ينتفع بها أهالي كل مدينة وقرية بحسب ما يبرع في صناعته السكّان، ومن ثم يرفد السياحة البيئة والمحلية.

وعودة على مغزى المعرض، فليت الكل يأخذ بتفعيل رسالته المبطنة ولا أظنها عصية على التفعيل فأرض البحرين ليس كمثلها أرض في السخاء! وناس البحرين ليس كمثلهم ناس معجونون بالطيبة والمودة والكرم وحب الأرض! فأهل الرفاع كما هم أهل البديع والمحرق والمنامة والمدينة متعايشون في سلم، حتى لو أطبقت عليهم سحب سوداء سارعوا إلى قشعها وإعادة الأجواء الصافية.

أفسحوا لأنفسكم مجالا للتفاؤل واسترداد التوازن النفسي، فمشوار الحياة طويل، ومن حمل على عاتقه هموم الوطن وقضيته همّه أثقل، ووجب عليه أن يتزود بكل ما يعينه على الصمود والجلد، فالتوازن النفسي والثقة في الله والسعي الحثيث لخدمة الوطن طريقنا إلى الفلاح واجتياز الصعاب.

هذه دعوتي الصادقة لكم من أجل بحريننا.