مسافات
الاتحاد الخليجي يخرج البحرين من دائرة «الحلقة الأضعف»!
تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ يناير ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
حينما يستخدم المتآمرون البحرين ساحة تصفية حسابات إقليمية فإنه ليس أمام البحرين سوى الاستعانة بالتلاحم الخليجي، ليس لحماية البحرين فقط، بل كذلك لحماية كل دول مجلس التعاون الخليجي، والرسالة التي بعث بها منذ يومين جلالة الملك المفدى إلى خادم الحرمين الشريفين تصب في الاتجاه الصحيح.. لقد أصبحت الأوراق كلها مكشوفة حالياً.. فهناك مؤامرة كبيرة تشترك فيها إيران وواشنطن والوفاق لتركيع القيادة السياسية وابتزازها للقبول بتسليم البحرين إلى (حزب الله) على الطريقة اللبنانية الراهنة وعلى الطريقة العراقية.. وإذا كانت الدول الكبيرة مثل أمريكا تفكر في مصالحها السياسية والأمنية في المنطقة، فإنه من مصلحة البحرين أن تلجأ إلى أشقائها، وبالتحديد مع المملكة العربية السعودية فهي العمق الاستراتيجي للبحرين للدفاع عن سلامتها ووحدتها الوطنية.
لهذا كله فإن الدفع باتجاه (الاتحاد الخليجي) الذي رفعه خادم الحرمين الشريفين في القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي (قمة الرياض)، والتسريع بتنفيذ تلك الخطوة يأتي ضمانة أكيدة لحماية البحرين وبقية دول المجلس من المؤامرات التي تحاك من قبل أطراف دولية وإقليمية.
والمؤامرة التي تحاك ضد البحرين صارت مكشوفة أكثر بعد رفض «جمعية الوفاق» وتوابعها التعديلات الدستورية الأخيرة التي أعلنها جلالة الملك المفدى في خطابه السامي، فهم يتجهون نحو التصعيد السياسي والأمني وحرق الأخضر واليابس، أملاً وتطلعاً إلى أن تهديهم (واشنطن) حكم البحرين على الطريقة العراقية!
وحين نقول إن هذه المؤامرة لا تقتصر على (البحرين) فإننا نعني استخدام (واشنطن) سياسة (الحلقة الضعيفة) التي كانت تستخدمها الأحزاب الشيوعية ومعسكر الاتحاد السوفيتي إبان «الحرب الباردة» في السبعينيات من القرن العشرين، وهي البحث عن أضعف بلد في منطقة الخليج والتركيز عليه بالقصف السياسي والأمني المتواصل لإسقاطه! وإذا كان المعسكر الشيوعي في السبعينيات قد ركز على البحرين وسلطنة عمان، فإن واشنطن حالياً تركز على البحرين وحدها وتعتبرها ساحة صراع إقليمية، وتعتبرها (مختبرا كيميائيا) لاستخدام النموذج البحريني في بقية دول مجلس التعاون الخليجي.. وبالتالي فإن إسقاط (الحلقة الضعيفة) هو بداية لإسقاط بقية حلقات (المسبحة الخليجية)!
أمام خطر محدق كهذا فإن البحرين ليس أمامها سوى اللجوء إلى الأشقاء الخليجيين.. وليس أمامهم هم أيضاً سوى دعم البحرين ومساندتها أمام هذه المؤامرة الكبيرة.. وإذا لم تسرع البحرين في انجاز مشروع اتحادي سريع مع الشقيقة (السعودية) فإن (الصفقة) التي تبرمها (واشنطن) حالياً مع (الوفاق) تعني تسليم سيادة البحرين إلى ولاية الفقيه الإيرانية!
اتعظوا.. يا أولي الألباب!