الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


إيران تعزز الإجراءات الأمنية لجميع العاملين في المجال النووي

تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ يناير ٢٠١٢



طهران - الوكالات: عززت السلطات الايرانية الاجراءات الامنية المحيطة بجميع العاملين في المجال النووي بعد اغتيال احد العلماء النووين الاسبوع الماضي، بحسب ما اعلن نائب الرئيس محمد رضا رحيمي أمس الثلاثاء.
وقال رحيمي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية (ارنا) ان «اي شخص ينشط في المجال النووي سيوضع تحت رعاية خاصة». وأضاف أن هذا الامر صادر عن الرئيس محمود احمدي نجاد. ونقلت وكالة اسنا الطلابية عن نائب الرئيس قوله ان هذه الاجراءات الاضافية، التي لم يحددها، تاتي اضافة إلى الاجراءات التي صدر امر بفرضها لحماية العلماء النوويين الايرانيين قبل عشرة اشهر.
وقال رحيمي «هذه المرة، امرت الحكومة بان يوضع اي شخص ينشط في الحقل النووي من اخفض المستويات إلى اعلاها، إلى الرقابة وان يخضع لرعاية خاصة».
وتاتي هذه الاجراءات بعد اغتيال العالم النووي مصطفى احمدي روشن (32 عاما) نائب المدير التجاري في موقع نطنز النووي (وسط) المصنع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في ايران، في 11 يناير اضافة إلى سائقه في انفجار نتيجة قنبلة ألصقت بسيارته.
واعلن رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني يوم الاثنين ان عددا من الاشخاص اعتقلوا في إطار التحقيق في اغتيال روشن. وقال لاريجاني «عثرنا على ادلة ونفذنا اعتقالات. والتحقيق مستمر».
وكان قد تم اغتيال ثلاثة علماء آخرين بينهم اثنان يعملان في البرنامج النووي المثير للجدل في عمليات مشابهة في إيران منذ يناير .2010 واتهم المسؤولون الايرانيون الولايات المتحدة واسرائيل وبريطانيا بالوقوف وراء عمليات الاغتيال.
في غضون ذلك نقلت وكالة انباء فارس أمس الثلاثاء عن ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان وفدا من الوكالة سيزور إيران من 29 إلى 31 يناير.
وقال سلطانية «هذه البعثة التي سيقودها هرمان ناكرتس ستزور إيران من 29 إلى 31 يناير للتفاوض وبحث المسائل التي ستطرحها الوكالة». واضاف «هذه الزيارة دليل جديد على شفافية البرنامج والانشطة النووية السلمية لايران وعلى تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
ويوم الخميس الماضي اعلن دبلوماسيون غربيون - ومقرهم فيينا -زيارة وفد رفيع المستوى من وكالة الطاقة في نهاية يناير لايران لتبديد الشكوك حول احتمال وجود بعد عسكري لبرنامج إيران النووي.
وتاتي الزيارة على خلفية توتر متزايد بين طهران والدول الغربية بعد اعلان إيران في التاسع من الشهر الجاري تشغيل ثاني منشأة لتخصيب اليورانيوم واغتيال للعالم النووي الايراني.
ويوم الخميس صرح دبلوماسي غربي طلب عدم كشف اسمه ان «هدف المهمة هو الحصول على ردود على كل التساؤلات التي اثيرت في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر» الذي اشار إلى وجود «بعد عسكري محتمل» للبرنامج النووي الايراني.
وبحسب دبلوماسيين غربيين سترسل الوكالة بعثة تضم اضافة إلى ناكرتس، الارجنتيني رافاييل غروسي المسؤول الثاني في الوكالة ومديرة الشؤون القانونية في الوكالة الامريكية بيري لين جونسون.
الى جانب ذلك قال جنرال اسرائيلي انه في حالة تسلح إيران نوويا فمن الممكن أن تردع اسرائيل عن خوض حرب مع جماعات حليفة لها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة.
وترى اسرائيل خطرا كبيرا في برنامج تخصيب اليورانيوم والبرنامج الصاروخي لايران، وضغطت على قوى العالم لكبح جماح طهران من خلال عقوبات في الوقت الذي لمحت فيه إلى أنها يمكن أن تلجأ إلى ضربات عسكرية استباقية.
وكرر الميجر جنرال عامير ايشيل رئيس التخطيط الاستراتيجي بالقوات المسلحة آراء زعماء اخرين في الحكومة الاسرائيلية يقولون ان إيران يمكن أن تتسبب في وجود «غابة نووية عالمية» وتطلق سباقا للتسلح في منطقة الشرق الاوسط المضطربة أصلا.
وتنفي إيران ارتكاب أي مخالفات وتقول ان برنامجها النووي اغراضه سلمية لكن الغرب يتهمها بالسعي لامتلاك أسلحة نووية. وأوضح ايشيل أن اسرائيل قلقة من أن تشعر سوريا وجماعة حزب الله اللبنانية وكذلك حماس بالطمأنينة في ظل وجود قنبلة نووية ايرانية. ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة.
وقال ايشيل في افادة للصحفيين الاجانب والدبلوماسيين «سيكونون أكثر عدوانية. سيتجرأون على الاتيان بأفعال لا يجرؤون عليها حاليا». وأضاف «لهذا سيحدث هذا تحولا جذريا في الوضع الاستراتيجي لاسرائيل لاننا اذا اضطررنا إلى ان نتخذ اجراءات في غزة أو لبنان في إطار مظلة نووية ايرانية ربما يكون الوضع مختلفا».
واستشهد ايشيل الذي كان يتحدث في مركز القدس للشؤون العامة - وهو مركز أبحاث محافظ - بما قاله ضابط هندي لم يذكر اسمه عن التوتر مع باكستان المجاورة النووية في إطار ضبط النفس. وقال ايشيل «عندما يكون لدى الطرف الاخر قدرة نووية ويكون مستعدا لاستخدامها.. تفكر مرتين... تصبح اكثر ضبطا لنفسك لانك لا تريد الوصول إلى هذا الوضع».
وقال ايشيل ان هناك حاليا نحو 100 ألف صاروخ يمكن أن يطلقه النشطاء أو إيران أو سوريا على اسرائيل. ومضى ايشيل يقول انه على الرغم من تأزم الوضع في سوريا - وخاصة الجانب الاقتصادي خلال الانتفاضة التي تشهدها البلاد منذ عشرة أشهر - فانها استثمرت ملياري دولار في الدفاع الجوي على مدى العامين الماضيين ومبالغ أخرى على الاجراءات المضادة لأي غزو بري، وربط كلا الامرين بتوجس سوريا من اسرائيل.
ورفض الرد على أسئلة عما اذا كانت اسرائيل ستحاول مهاجمة منشآت ايرانية بعيدة ومتفرقة فقط أم أنها قد تقبل إيران المسلحة نوويا باعتبارها أمرا حتميا يمكن احتواؤه من خلال تحقيق تفوق القوة العسكرية وتعزيزها. وقال ايشيل ان تلك القرارات ترجع إلى الحكومة، وان القوات المسلحة ستقدم مجموعة من الخيارات. وتابع ايشيل وهو ضابط سابق في القوات الجوية وقائد مقاتلة «لدينا القدرة على ضرب أي عدوّ بشدة» لكنه حذر من توقع أي ضربة «قاضية» لأعداء اسرائيل.