رسائل
متقاعدون بلا معاش تقاعدي
تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ يناير ٢٠١٢
قيل في الأمثال: «الأول تاعب والتالي لاعب» ونحن لا نقول ان الجائي بعدنا لاعب، بل وارث لمن قبله، فان شكر وأضاف خيرا أو أحسن لمن تعب، فله العقبى الحسنة، وان نسي الذين أسسوا ما هو فيه من نعمة، فهو جاحد وناكر للجميل.
ومن سنن الحياة التطور الى الأحسن، ومن ذلك التطور، القوانين والتشريعات الخاصة بالتقاعد، فالشكر لحكومتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء. هناك الكثير من المتقاعدين الذين احيلوا إلى التقاعد قبل صدور تلك القوانين من التشريعات، وخرجوا من اعمالهم التي يشغلونها وأفنوا فيها زهرة حياتهم ولا راتب تقاعدي لهم يستعينون به على متطلبات الحياة التي تزداد مع مر السنين، هؤلاء في عذاب نفسي وجسدي مما يعانونه من شقاء العوز والفقر والافلاس، لكنهم متعففون لا يمدون أيديهم الى الناس، حفاظا على ماء الوجه، وصونا للكرامة التي تعيش بين اضلعهم.
كل انسان يتألم عندما يسمع شكوى من احدهم بأنه معدم، فقد اكل ما فوقه وما تحته من مدخرات لشراء طاقة تديم الحياة في جسده، وترميم بيته او تجديده، او بناء حجرة اضافية لابنه، او اقتناء أثاث للبيت، والاهم تربية ابنائه بما عنده من مال في جيبه، ودم عروقه.
المتقاعدون الذين يتسلمون معاشات تقاعدية يئنون من غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار ويطالبون بزيادات سنوية ومنح تسهيلات وخصومات على تذاكر السفر والدواء والعلاج في الطب الخاص، واصدار بطاقات تموينية، فماذا نقول عن هؤلاء المعذبين؟
المطلوب القيام باحصاءات لأمثال هؤلاء ذكورا واناثا وتعويضهم عما سبق - وهم قلة وكبار في السن ولهم حق علينا - واجراء راتب او معاش تقاعدي لكل منهم حتى لو كان هذا المعاش عند مستوى الحد الادنى، وان زاد فذلك خير. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون».
متقاعد متعفف