الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٤ - السبت ١٩ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

البحرين ومخطط «حـــــــافـــة الـــــهــــــــــاوية» ٢-٢

البحـــــــــــــريـن فـــــــي خطر





في المقال السابق، تحدثت عن «مخطط حافة الهاوية» الذي يريدونه للبحرين، وكيف يخططون لتصعيد اعمال العنف والتأزيم الطائفي الى الدرجة التي تدفع البلاد الى حافة هاوية من الفوضى والصدام الأهلي. وكما ذكرت، فان قوى ثلاثا ضالعة في هذا المخطط هي، ايران، وامريكا والوفاق.

في المقال السابق توقفت عند الحسابات والاهداف الايرانية من وراء تبني هذا المخطط.

في مقال اليوم، سأتوقف عند المواقف والحسابات الأمريكية، وعند الوفاق بوصفها رأس الحربة في البحرين في تنفيذ هذا المخطط.

ثم سأنبه الى تطورات خطيرة يمكن ان تشهدها البحرين في الفترة القادمة لو ترك الوضع على ما هو عليه، وما هو المطلوب اجمالا لقطع الطريق على هذا المخطط الشيطاني الذي يستهدف البحرين.

}}}

أمريكا وتشجيع العنف

سبق لي ان ناقشت الموقف الأمريكي المشبوه من البحرين وخلفياته واسبابه واهدافه في مقالات مطولة تحت عنوان «هل تتآمر امريكا على البحرين؟».

لن نعود الى ما ذكرناه في هذه المقالات، لكن المؤكد على ضوء تطورات الفترة الماضية ان هذا الموقف الأمريكي المشبوه والمتواطئ لم يتغير.

والأمر الذي لا شك فيه لدينا من متابعة تطورات المواقف الامريكية، قولا وفعلا، في الفترة الماضية هو كما قلت في المقال السابق، ان امريكا ضالعة في مخطط «حافة الهاوية» الذي يستهدف البحرين.

ولنا هنا ان نتأمل مليا الجوانب التالية:

أولا: على امتداد الفترة الماضية، وعلى الرغم من تواصل اعمال العنف والتخريب في البحرين وتصاعدها مرحلة بعد مرحلة، وعلى الرغم من كل المبادرات التي قدمتها القيادة والخطوات الاصلاحية التي اقدمت عليها.. على الرغم من هذا، فاننا لم نسمع تصريحا حازما صارما لمسئول امريكي، او موقفا امريكيا صريحا واضحا، يدين اعمال العنف هذه او يطالب المعارضة بوقفها.

هذا من حيث الموقف الأمريكي المعلن.

اما على مستوى الموقف غير المعلن، فمعروف ان المسئولين الأمريكيين وسفارة امريكا هنا في البحرين، يقيمون علاقات وثيقة جدا مع كل قادة الوفاق ومعارضين آخرين. وهؤلاء ينصتون لنصائح الأمريكيين بإمعان.

ولو كانت الولايات المتحدة غير راضية عن اعمال العنف ولديها رغبة في وقفها لكانت قد طلبت مباشرة من قادة الوفاق ادانتها والعمل على وقفها عبر الاتصالات الدائمة معهم، ولكانوا قد استجابوا.

والمعنى الواضح هنا ان امريكا غير راغبة في وقف هذا التصعيد وهذا العنف.

ثانيا: جاء الموقف الامريكي الغريب، او الذي بدا لأول وهلة غريبا من حادثة نبيل رجب ليؤكد هذا المعنى تماما وما هو ابعد منه. الذي حدث هنا كما نعلم هو ان الادارة الامريكية سارعت فورا، وعلى اعلى المستويات بادانة ما اعتبرت انه ضرب تعرض له رجب. فعلت هذا من دون ان تتحقق من الواقعة اصلا، ومن دون ان تعود الى السلطلات الامنية في البحرين لتعلم عن حقيقة ما جرى. والامريكان لم يكتفوا بالادانة، وانما طالبوا بالتحقيق الفوري.

حدث هذا على الرغم من ان نبيل رجب كان يشارك في مسيرة غير قانونية وغير مرخص بها.

فعلت امريكا هذا من اجل فرد واحد رغم صمتها التام كما ذكرنا عن ضحايا اعمال العنف والتخريب المتصاعدة التي تشهدها البحرين، والذين هم كل المواطنين والمقيمين.

والمعنى هنا ان امريكا لا تصمت فقط عن العنف، بل هي بمثل هذا الموقف، تشجع مباشرة على خرق القانون والخروج عليه، وتنبري للدفاع عن الخارجين على القانون.

}}}

حليف أمريكا الموثوق

ثالثا: ما سبق يتعلق بالموقف الامريكي الفعلي من أعمال العنف والتخريب في البحرين.

أما على مستوى الموقف السياسي الامريكي من التطورات والقضايا المطروحة في البحرين، فأي متابع لهذا الموقف سوف يلحظ ان امريكا مازالت تتبنى كل مواقف ومطالب المعارضة وتدافع عنها وتروج لها على اوسع نطاق.

معروف ان امريكا تحتضن قادة الوفاق، ومن تبعها. وجهات رسمية امريكية هي التي تنظم وترتب لزيارات هؤلاء لأمريكا والدول الاوروبية ايضا، وهي التي ترتب لهم الندوات التي يشاركون فيها واللقاءات التي يعقدونها.

الادارة الامريكية كما سبق لي ان ذكرت في مقالات سابقة تتعامل مع الوفاق على انها حليف موثوق بكل ما يترتب على ذلك.

والذي يتاح له ان يتابع الاوراق والمقالات التي تعدها وتنشرها مراكز الابحاث والمؤسسات الاعلامية الرسمية التابعة للادارة الامريكية في الفترة الماضية، سوف يلاحظ انها جميعا تعادي الحكومة في البحرين وتتبنى كل اطروحات ومطالب المعارضة. ينطبق هذا على مراكز مثل المعهد الديمقراطي الامريكي او المعهد الجمهوري او معهد السلام.. الى آخره.

(قد اعود الى عرض تفصيلي لما تفعله هذه المعاهد والمراكز المشبوهة).

هذا الموقف لا يمكن الا ان يكون تعبيرا عن سياسة امريكية رسمية وليس مجرد اجتهاد من هذه الجهة او تلك.

وماذا يعني هذا كله؟

يعني ببساطة انها ليست مبالغة حين نقول ان امريكا تتحمل مسئولية أساسية عن تطرف الوفاق في مواقفها واصرارها على رفض أي جهد للتهدئة او الاستجابة مع أي مبادرات اصلاحية تقدمها القيادة.

ويعني كما قلنا ان امريكا تتحمل مسئولية اساسية عن استمرار اعمال التصعيد والعنف في البحرين لأنه كما ذكرت لو لم يكن هذا هو ما تريده امريكا لما كانت الوفاق قد جرؤت على التمادي في هذا التصعيد العنيف على نحو ما يجري.

ليس مهما الآن في السياق الذي نناقشه، لماذا تفعل امريكا هذا وما هوتفسير مواقفها هذه وما هي حساباتها؟ وقد سبق ان عالجت ذلك في مقالات سابقة على اي حال. المهم ان هذا هو موقفها وهذا هو ما يقود إليه.

الحادث في المحصلة النهائية ان كل المؤشرات تدل على ان امريكا تريد تمكين المعارضة الشيعية من الحكم في البحرين بشكل او بآخر.

وهي لهذا السبب لا تمانع في ان يصل الوضع في البحرين الى «حافة الهاوية» على امل ان يقود هذا الوضع الى تحقيق ما تريد. الامر ليس فقط ان امريكا لا تمانع، بل هي كما تشير كل الدلائل تشجع على ذلك وتحرض عليه.

}}}

رأس الحربة

اذن، اذا كانت ايران وامريكا تخططان للوصول الى «حافة الهاوية على هذا النحو، ولكل حساباته واهدافه، فالوفاق هي راس الحربة في تنفيذ هذا المخطط، وفي ركابها بالطبع الجماعات الاخرى التابعة لها.

حين نقول هذا، فنحن نحتكم بالطبع الى مواقف قادة الوفاق المعلنة، والى دورها الفعلي واتباعها.

ولابد ان نتأمل مليا جميعا الجوانب التالية التي رصدناها:

اولا: قبل كل شيء لابد ان نلاحظ، وبسبب ما يستشعره قادة الوفاق من دعم ايراني وامريكي ودعم لمشروعهم الطائفي، فانهم في الفترة الماضية يتحدثون بثقة غريبة والى حد الغطرسة والعنجهية.

في الفترة الماضية مثلا، يتحدث الشيخ علي سلمان كما لو كان قد اصبح احد القادة العالميين، وكما لو كان على وشك ان يصل الى الحكم.

تأمل مثلا ما قاله في حديث مطول معه نشره احد المواقع الالكترونية التابعة له قبل ايام. قال عن رأيه في خطاب جلالة الملك: «التقيت ببعض الدبلوماسيين الغربيين بعد خطاب الملك، وتشاركنا معا في الرأي في التعبير عن ان هذا الخطاب لا يعبر عن تحديات المرحلة».

وفي لحديث نفسه يبدي استتعداده للقاء القادة وصناع القرار في دول الخليج للتفاهم معهم.

وفي حديث آخر وجدناه يعطي تطمينات للسعودية.. وهكذا.

هذه اللهجة غريبة. لماذا؟ لأن الحركة الطائفية فشلت ببساطة.

فمن أين اذن يستمدون هذه الثقة؟

يستمدونها من الثقة في الدعم الامريكي والايراني، ومن التواطؤ مع مشروعهم.

وتأمل مثلا، في الحديث نفسه الذي اشرت إليه وجه إليه هذا السؤال: بعض حلفائكم في المعارضة طرحوا أسئلة عن السبب في اتخاذ الولايات المتحدة حليفا لها؟

في اجابته تحدث علي سلمان عن مشروعه الديمقراطي. المهم انه لم ينف ان الوفاق حليف لأمريكا وانه سعيد طبعا بهذا الحلف.

وبالمناسبة هذا الحلف وهذا الاحتضان الامريكي للوفاق هو الذي يشجعهم على الزعم بانهم يتحدثون باسم شعب البحرين.

}}}

لا يريدون تهدئة ولا مصالحة

ثانيا: من الملاحظ بالطبع، إصرار الوفاق على الرفض المسبق المطلق لأي مبادرة تقدمها الدولة، ولأي خطوة إصلاحية، والاصرار على التطرف في المطالب الى أقصى حد.

ليس هذا سلوك ولا موقف أي معارضة تريد التهدئة او تريد الوصول الى خطوات اصلاحية تصالحية .

وقد وصل الامر بأحد قادة الوفاق ان يعلن في احد تجمعاتهم الاخيرة انه حتى لو ان الدولة نفذت كل توصيات لجنة بسيوني بالكامل، فلن يغير هذا من الامر شيئا، المعنى الواضح هنا انه مهما قدمت الدولة من اصلاحات او حتى ما يعتبره الكثيرون تنازلات، فهو بالنسبة إليهم مرفوض.

ثالثا: والأخطر من هذا ان الامر لا يقتصر بالنسبة إلى الوفاق على رفض خطوات الدولة التصالحية، بل يمتد الى الرفض المطلق لأي جهد وطني عام للتهدئة او للتصالح تطرحه أي قوة وطنية اخرى.

انظر مثلا الى ما قاله علي سلمان عندما سئل عن امكانية اللقاء مع الشيخ عبداللطيف المحمود وتجمع الوحدة الوطنية. قال:«لا نستطيع ان نتصافح – يقصد مع الشيخ عبداللطيف – على اساس بقاء الديكتاتورية جاثمة على صدور السنة والشيعة على السواء. هذا النوع من المصافحة لا معنى له».

أي انه يريد من تجمع الوحدة الوطنية ان يقره على موقفه المطالب باسقاط النظام كي يلتقي معه.

المعنى الخطير الواضح هنا انه بغض النظر عن المطالب السياسية، فان الوفاق ترفض أي جهد لتخفيف الانقسام الطائفي، وتريد لهذا الانقسام ان يستمر.

}}}

أي رسالة؟

رابعا: ولا احسب اننا بحاجة الى ادلة لاثبات تشجيع الوفاق الفعلي على اللجوء الى العنف والتحريض عليه والمشاركة فيه .

اصلا مثل هذا الموقف المتطرف الى اقصى حد ورفض حتى التهدئة الوطنية العامة هو في حد ذاته اكبر تحريض مباشر على العنف.

ولنتأمل مثلا هذا الذي حدث.

السلطات الامنية المسئولة اعلنت عدم موافقتها على مسيرة توبلي ورفضت التصريح لها، ولأسباب تتعلق بالصالح العام.

ومع ذلك، اصرت الوفاق على تنظيم مسيرة في المنطقة، وتقدمها علي سلمان نفسه. وبعد فترة طلب من المتظاهرين، وقال لهم: الرسالة وصلت.

ما هي بالضبط الرسالة التي قصدها هنا؟

الرسالة واضحة. انه لا احترام للقانون، ولا لأي قرار تتخذه السلطات المسئولة. الرسالة هي رسالة تحد للدولة، وبان الوفاق واتباعها فوق القانون وفوق الدولة.

خامسا: وغير هذا كله الذي ذكرناه، يعلم الكل بالطبع انه طوال الفترة الماضية لجأت الوفاق الى التصعيد الخطير المستمر، سواء في خطابها او في مواقفها العملية.

وحرص قادة الوفاق على ان يعلنوا في كل مناسبة وبوضوح شديد ان هذا التصعيد مستمر والى اقصى حد الى ان ترضخ الدولة لمطالبهم.

ليس هذا فحسب، بل انهم ورغم كل ما يرددونه عن السلمية، لم يدعوا أي مجال للشك في عزمهم الى اللجوء الى كل السبل من اجل فرض مطالبهم.

الشيخ علي سلمان قال في احد احاديثه مثلا: اذا لم نحصل على الحل في عشرة اشهر فان خيارنا هو ان نستمر. ان لم نحصل عليه في سنتين، ايضا الخيار هو ان نستمر اربع سنوات.. وهكذا.

وقال: ان الدكتاتورية لا تترك مواقعها بسهولة لمجرد ان هناك امنيات. لابد ان يكون هناك حراك شعبي وضغط سياسي. هذه العناصر تتكامل الى ان تأتي الساعة التي تتخلى فيها الدكتاتورية عن مواقعها».

أي ان قرار الوفاق هو الا تتوقف حتى يسقط النظام ويتخلى عن مواقعه.

ثم ان علي سلمان لم يترك مجالا للشك في حقيقة مخطط الوفاق في حديثه. احد احاديثه الاخيرة الذي نشرته احدى الصحف،

قال التالي: «... هل من اناس داخل القلعة سيفتحون الابواب ويخففون على الوطن، ام سيستمر الوضع الى حين تحطيم ابواب القلعة؟».

ما معنى هذا الكلام؟ كيف يمكن لأي احد ان يفهمه؟

المعنى واضح تماما. هو يراهن إما على انقسام في النظام يتيح له فرض مطالبه والرضوخ لها، وإما على ما يسميه «تحطيم ابواب القلعة».. أي تحطيم النظام بالقوة وبالعنف.. هل هناك معنى آخر؟

تعمدت ان اسهب قليلا في الحديث عن مواقف الوفاق وكيف يفكر قادتها وسلوكها العملي على هذا النحو كي تكون الحقيقة واضحة.

والحقيقة الواضحة هي كما ذكرت ان الوفاق هي راس الحربة لمخطط «حافة الهاوية». لا تريد ان تتصالح ولا تريد ان تتفاهم مع احد ولا تريد ان تقبل أي اصلاح ايا كان.. تريد فقط ان تقود البلاد الى حافة الهاوية على أمل ان تستطيع مدعومة من الايرانيين والامريكيين، اجبار النظام على الرضوخ لمطالبها.

}}}

ماذا يعني كل هذا؟

اذن، عزيزي القارئ مما ذكرت في المقال السابق واليوم، اظن ان الصورة قد اتضحت، على الاقل كما اراها.

نحن ازاء مخطط خطير يريد لأعمال العنف وللتحريض الطائفي ان تتصاعد الى ان تصل البحرين الى «حافة الهاوية» أي تصبح كما ذكرت في السابق على اعتاب فوضى شاملة وصدام اهلي بين سنتها وشيعتها. هذا وفقا لحاسبات تقوم على ان الوصول الى هذا الوضع سوف يجبر القيادة في البحرين على الرضوخ لكامل مطالب القوى الطائفية الانقلابية المعروفة.

وماذا يعني كل هذا؟

ما الذي يمكن ان يقود اليه هذا في الفترة القادمة؟

ثلاثة امور في منتهى الخطورة يجب التنبيه إليها ويجب ان تكون واضحة للجميع:

الأول: معنى الذي ذكرناه انه اذا ترك الوضع الحالي في البحرين يستمر على ما هو عليه وفقا لهذا المخطط، فاننا يمكن ان نشهد في الفترة القادمة تصعيدا خطيرا جدا للعنف والتخريب، ويمكن ان نشهد اشكالا جديدة من العنف قد تصل الى حد الارهاب. يمكن لا قدر الله ان نشهد مثلا حوادث تفجير او استخدام للسلاح او حتى اغتيالات.

والثاني: انه اذا ترك الوضع الحالي على ما هو عليه، فمن الممكن ان نشهد محاولات متعمدة لاشعال صدامات او مواجهات طائفية مباشرة لاشعال الفتنة.

والثالث: وهذا هو الاخطر على الاطلاق.

لو ترك الوضع على ما هو عليه مع هذا المخطط ، فالكارثة الكبرى هي ان يخرج الوضع برمته في لحظة معينة عن السيطرة اصلا.. عن سيطرة الكل.

الكارثة هي ان يصل الوضع الى درجة تعم فيها الفوضى والصدام الأهلي لا سمح الله.

ليس هذا تهويلا ولا مبالغة. فهذه الامور الخطيرة الثلاثة هي ما تقود اليه اصلا سياسة او استراتيجية «حافة الهاوية». وهي بالمناسبة التي دفعت علماء السياسة والعلاقات الدولية الى التحذير من اخطارها وكوارثها حين يتم اللجوء اليها في العلاقات الدولية. فما بالك ان تم اللجوء اليها في وضع طائفي داخلي حساس.

}}}

وما العمل اذن؟

السؤال المطروح في النهاية هو، ما العمل؟ ما هو المطلوب بالضبط كي نحمي البحرين في مواجهة هذا المخطط الشيطاني؟

اريد فقط ان الفت النظر الى جوانب ثلاثة جوهرية:

اولا: لابد ان يدرك الكل في البحرين ان البحرين اليوم في خطر. وهل هناك خطر اكبر مما ذكرته؟

وحين اقول الكل، فاعني الكل .. القيادة والحكومة، وكل القوى السياسية، والشيعة والسنة على حد سواء.

كما ذكرت قبل قليل، هذا ليس تهويلا ولا مبالغة. هذه قراءة يجب ان يأخذها الكل بجدية تامة.. الكل يجب ان يتحمل مسئوليته على هذا الاساس. وكما يقال باستمرار في السياسة وفي غير السياسة، حتى لو اعتقد البعض ان ما قدمته ينطوي على قدر من المبالغة، فمن الفطنة والحكمة دوما الاستعداد للأسوأ.

ثانيا: وبطبيعة الحال، فان الدولة تتحمل المسئولية الاساسية في حماية البحرين من هذا المخطط.

والأمر هنا ببساطة شديدة ان الدولة يجب ان توقف فورا ومن دون تأخير هذا التصعيد وهذا العنف .

الدولة يجب ان تفرض حكم القانون وتوقف هذه الحلقة الجهنمية من التصعيد والعنف والتحريض الطائفي.

والدولة هنا من المفروض ان تدرك ان البحرين ليست دولة ضعيفة ولا هي عاجزة عن مواجهة مخططات ايران او امريكا او ايا كان. البحرين هي بالفعل مفتاح الامن والاستقرار في كل المنطقة، والبحرين ليست وحدها.

اعني ان الدولة سوف ترتكب خطأ تاريخيا فادحا ان هي تصورت انها لا تستطيع مقاومة الضغوط الاجنبية.

ثالثا: وبالطبع، لسنا بحاجة الى القول ان كل عقلاء الوطن وكل القوى الوطنية في البحرين، الشيعية قبل السنية، يجب ان تنتفض الآن في مقاومة هذا المخطط.. يجب ان تنتفض رفضا للعنف ورفضا للطائفية ودفاعا عن وحدة الوطن.. يجب ان تنتفض جهدا وعملا لانهاء الانقسام الطائفي.

ان لم تفعل هذا الآن، فمتى ستفعل بالضبط؟

}}}

للأسف الشديد وبحزن شديد، اجدني متفقا مع ما قاله الباحث الامريكي الذي اشرت الى دراسته في المقال السابق. قال: «البحرين اليوم تبدو كقنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في أي لحظة في وجه الكل اذا لم يتم نزع فتيلها بشكل عاجل وفي اسرع وقت»

ماذا تنتظر الدولة اذن؟.. وماذا تنتظر قوى المجتمع؟

من المعيب جدا ان تتردد البحرين وان تترك قوى تابعة للخارج تدمر ما انجزته ووتتركها تهدد بحرق الاخضر واليابس.







.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة