أخبار البحرين
بعد اجتيازها تقييم هيئة ضمان جودة التعليم بنجاح كبير
«أخبار الخليج» تحاور رئيس مجلس إدارة مدرسة الشرق الأوسط
تاريخ النشر : السبت ١٩ يناير ٢٠١٢
شهدت مدرسة الشرق الأوسط العديد من الإنجازات على مدى العامين الدراسيين الماضي والحالي، جعلت المدرسة تتبوأ موقعاً متميزاً بين المدارس الخاصة بمملكة البحرين.
وقد شملت هذه الإنجازات العديد من المجالات كان أبرزها التخطيط الاستراتيجي وانجازات الطلاب وتحصيلهم الدراسي وتطوير أداء المعلمين وكذلك المناهج الدراسية والبيئة المدرسية. وقد أثمرت هذه الإنجازات اجتياز المدرسة تقييم هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب بنجاح.
ولإلقاء الضوء على جميع ما تم من انجازات طوال هذه الفترة كان هذا اللقاء مع سعادة الشيخ عيسى بن محمد رئيس مجلس إدارة المدرسة.
بدأ الشيخ عيسى بن محمد حديثه قائلاً:
بداية أود أن أشيد بالجهود المباركة لجلالة الملك المتمثلة في إطلاق مشروعه الإصلاحي الكبير الذي شمل جميع المجالات، حيث جاء التعليم أولوية من أولويات الإصلاح الذي يهدف الى الارتقاء بمعايير التعليم والتدريب على جميع المستويات والذي ينعكس بدوره على المخرجات المتمثلة في شباب يمتلك المهارات والقدرات والمعارف التي تمكنه من المساهمة الفاعلة في بناء الوطن والنهوض به.
وقد تبلورت تلك الجهود المباركة في المبادرات المختلفة لتطوير التعليم مع بدء انطلاقة العمل في كل من هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب بوحداتها الأربع التي تراقب جودة التعليم والتدريب في المدارس الحكومية والخاصة ومؤسسات التدريب، وكذلك مؤسسات التعليم العالي وتقديم التوصيات الضرورية كافة لتطوير العمل بتلك المدارس والمؤسسات. وفي إطار إطلاق تلك المبادرات تم بدء العمل في كل من كلية البحرين للمعلمين وبوليتكنيك البحرين وبرنامج تحسين أداء المدارس وبرامج أخرى عديدة تهدف في النهاية إلى وضع البحرين في مصاف الدول المتقدمة في مجال التعليم والتدريب.
تفاصيل الحوار...
وفيما يلي نقدم تفاصيل الحوار بين «أخبار الخليج» وسعادة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة.
} في إطار هذه المبادرات التطويرية، ما هي الجهود التي بذلتموها في مدارس الشرق الأوسط لمواكبة هذا التطور؟
- أجاب الشيخ عيسى قائلا: «أولا تمتلك المدرسة قيادة تربوية واعية متمثلة في مدير المدرسة الأستاذ عبدالحميد عيسى، يسانده ويدعمه المدير العام للشركة المالكة للمدرسة الأستاذ عزت عبدالنبي بخبرته الإدارية الكبيرة.
وأضاف أنه للإجابة عن هذا السؤال أود أن أوضح أنه كان لا بد من تحديد المجالات الرئيسية التي يجب أن تشمل العمل التطويري بالمدرسة، وهي تحديدا المجالات التي تقوم هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب بتقييمها وتتمثل في إنجاز الطلاب الأكاديمي ونموهم الشخصي، وجودة عمليتي التعليم والتعلم بما تشمله من برامج إرشاد ومساندة للطلاب، وبرامج تعزيز وإثراء المنهج وكذلك فعالية القيادة والإدارة المدرسية بما تمثله من وضوح رسالة المدرسة لديهم وقدرتهم على التخطيط الاستراتيجي، وكذلك المتابعة الفاعلة لكل الخطط والممارسات وتعزيز التواصل مع أولياء الأمور والمجتمع الخارجي وانتهاء بالاهتمام بالبيئة المدرسية وجعلها بيئة جاذبة لعمليتي التعليم والتعلم».
} ولكن كيف كانت البداية؟ أعني ما هي الخطوات الأولى التي تمت للانطلاق نحو هذا التطوير؟
- في البداية كان لا بد من تحديد رؤية واضحة للمدرسة يتم الاستناد إليها في التخطيط الاستراتيجي، وتنطلق بالتالي منها جميع الممارسات، فالرؤية هي الحلم أو الهدف الكبير الذي نسعى إلى تحقيقه وغالبا ما يكون «التميز» هو هدف أي مؤسسة أو كيان. وكان لا بد من إشراك كل أطراف العملية التعليمية من إداريين ومعلمين وغيرهم في بلورة تلك الرؤية.
× وكيف انعكست تلك الرؤية على مسيرة التطوير؟
- لا يمكن لأي مؤسسة أن تحقق النجاح والتميز من دون أن يكون لديها أهداف محددة تسعى إلى تحقيقها تنطلق أساسا من تشخيص الواقع بدقة كنقطة انطلاق للتخطيط الاستراتيجي، فتم تشخيص الواقع المدرسي بدقة مستخدمين منهجية محددة لتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف وكذلك الفرص التي يمكن أن تتحول إلى نقاط قوة والتهديدات التي يمكن تلافيها حتى لا تصبح نقاط ضعف. بعدها تم بناء خطة استراتيجية فاعلة مدة ثلاث سنوات تمثلت في تحديد أهداف استراتيجية لكل مجال من المجالات التي تحدثت عنها سابقا وتحديد أهداف فرعية لكل هدف استراتيجي تبين تحديدا ما الذي نطمح إلى تحقيقه في تلك المجالات. أعقب ذلك عمل خطة تشغيلية أو تنفيذية لكل عام دراسي مع القيام بمتابعة ما تم تنفيذه بشكل كامل وما تم تنفيذه جزئيا وما لم يتم تنفيذه مع ذكر معوقات التنفيذ والتوصيات التي تساعد على التغلب على تلك المعوقات.
} تحدثتم عن المجالات التي تم تحديدها والتي يجب أن يشملها التطوير وقد شملت هذه المجالات انجازات الطلاب وجودة عمليتي التعليم والتعلم، فما هي الإنجازات التي تمت في هذين المجالين تحديدا؟
- يجيب سعادة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة رئيس مجلس إدارة المدرسة قائلا: إن الهدف الرئيسي من وجود المعلم داخل الصف الدراسي يتمثل في قدرة هذا المعلم على تمكين كل طالب من تحقيق التعلم. ولو قمنا بتحليل هذا الكلام يتبين لنا أمور غاية في الأهمية، فهناك ثلاث كلمات رئيسية يجب توضيحها وهي: «يمكّن» و«كل طالب» و«التعلم» فمعنى «يمكّن»، أن دور المعلم هنا ليس دور الملقن وإنما هو دور الموجه والميسر والداعم لعملية التعلم وذلك من خلال الإعداد الجيد للأنشطة والتمارين والوسائل التي تساعد الطالب على التعلم وتحقيق أهداف الدرس، أما «كل طالب» فتعني أن دور المعلم مهمّ ومسئوليته كبيرة، فعلينا أن نعرف أن الصف الدراسي يحتوي على طلاب ذوي قدرات ومهارات ومستويات مختلفة، وعلى المعلم أن يسعى لمساعدة هؤلاء الطلاب جميعا على اختلاف مستوياتهم وقدراتهم وتمكينهم من تحقيق أهداف الدرس، وبالتالي لا بد أن يتبنى طريقة التعليم المتمايز لمراعاة الفروق بين الطلاب وذلك من خلال إعداد أنشطة تتحدى قدرات الطلاب المتميزين وتدعم الطلاب الضعاف من أجل مساعدتهم على التعلم وأخيرا، «التعلم» وهي المحصلة النهائية للحصة الدراسية التي تبين مدى نجاح المعلم في مهمته من عدمه، حيث إن نجاح المعلم في مهمته مشروط بتعلم الطلاب على مختلف مستوياتهم وتحقيقهم لأهداف الدرس.
الإجراءات المتخذة نحو التطوير
} وما هي الإجراءات التي اتخذت لتحقيق التطوير في هذا المجال؟
- قال سعادته: تشمل إعداد نموذج لخطة (تحضير) الدرس تشتمل على كافة العناصر الأساسية لتحقيق درس فعال يفترض أن يكون الطالب فيه هو محور العملية التعليمية أي أن الطالب هو من يقوم بأغلب الأنشطة والأعمال مع مساحة بسيطة يمارس فيها المعلم دور الموجه والمساند لعملية التعلم، وقد تضمن هذا النموذج جزءا مخصصا لتقويم الدرس تقويما ذاتيا مع اقتراحات المعلم للتطوير.
ثم أعقب ذلك - بعد قيام مدير المدرسة بالعديد من الزيارات الاستطلاعية والوقوف على الجوانب الإيجابية والسلبية في أداء المعلمين والتي كان أبرزها طرق التلقين والمحاضرة أو ما يعرف بالتدريس المباشر - عقد ورش عمل لمعلمي المدرسة تناولت السلبيات المترتبة على طرق التدريس التقليدية وأبرزها التدريس المباشر، وركزت على إيجابيات طرق التدريس الحديثة وأبرزها التعلم التعاوني وتطبيق التمايز، مع وضع مجموعة من المعايير للدرس المتميز يمكن من خلالها أن يقوم المعلم بتقييم أدائه تقييما ذاتيا فيعرف جوانب الإجادة وتلك التي تحتاج إلى تطوير.
إضافة إلى ذلك - يقول معالي الشيخ عيسى - تم عمل دروس نموذجية قام بها بعض المعلمين والمعلمات المتميزين وحضرها باقي المعلمين والمعلمات وقاموا فيها بدور المقوم ودور الطالب، حيث كان على المعلمين تقمص دور الطلاب على اختلاف مستوياتهم وقدراتهم وكذلك سلوكياتهم، وبعد الانتهاء من الدرس يقومون بدور المقوم الذي يقوم بتقييم الدرس طبقا للائحة مرجعية من مجموعة من المعايير، ويأتي بعدها دور مدير المدرسة لكي يعلق على الدرس وتقويم المعلمين وذلك من أجل ترسيخ المفاهيم الأساسية للتدريس وتعزيز الممارسات الجيدة ونشرها.
كما تم تعميم استمارات مختلفة لتقييم الحصة الدراسية تحتوي على مجموعة من المعايير التي يمكن من خلالها الحكم على جودة وفاعلية الحصة الدراسية، كما تم عمل استمارات متابعة لأعمال الطلاب الكتابية، والتقويم المستمر وخطط إعداد الدروس وخلافه.
وقد انعكس ذلك بشكل كبير وواضح على تطور مستوى أداء المعلمين بالمدرسة واكتسابهم لكل المعلومات والمهارات التي تمكن غالبيتهم من أداء عملهم بحرفية عالية.
} وماذا عن برامج الإرشاد والمساندة المقدمة إلى الطلاب؟
- لا شك أن إرشاد ومساندة الطلاب وتقديم الدعم والتوجيه لهم عملية لا تتوقف داخل الصف الدراسي وخارجه. فتطبيق طرق مختلفة وغير تقليدية في التدريس جوبهت ببعض المقاومة من الطلاب، وعليه قام مدير المدرسة بعقد لقاءات إرشادية لطلاب الصفوف من السادس إلى الثاني عشر تناول فيها العديد من القضايا التي تتعلق بسلوكيات الطلاب واستراتيجيات التدريس الحديثة لمساعدتهم على تقبل إرشادات المعلمين لهم، وعلى صعيد إعداد الطلاب للمرحلة الجامعية تم عقد العديد من اللقاءات بين معاهد ومؤسسات خارجية وطلاب المرحلة الثانوية تناولت العديد من الأمور مثل توضيح رؤية البحرين الاقتصادية 2030، واطلاعهم على احتياجات سوق العمل من أجل اختيار التخصص المناسب في المرحلة الجامعية، إلى غير ذلك من برامج الدعم والتوجيه.
الطالب حجر الزاويةوالركن الأساسي للعملية التعليمية
} وهل اقتصر ما قدمتموه للطلاب على مثل هذه البرامج فقط؟
- يجيب: الطالب يمثل حجر الزاوية والركن الأساسي في العملية التعليمية، وإدارة المدرسة تؤمن بأهمية أن يكون الطالب شريكا في إدارة العملية التعليمية داخل المدرسة، من هنا اتخذت الإجراءات لتشكيل مجلس طلاب المدرسة عن طريق الانتخاب الحر ليكون ممثلا لجميع طلاب المدرسة.
وقد أسهم المجلس الطلابي في تحقيق مطالب الطلاب في إعداد جدول الامتحانات النهائية بأنفسهم، وإدخال الامتحانات التحسينية في مادة أو مادتين لطلاب المرحلة الثانوية، إلى غير ذلك من أمور أخرى تتعلق بتنظيم المخيمات وإقامة الكرنفالات والمهرجانات والاحتفال بالمناسبات الوطنية المختلفة، كذلك إقامة أسابيع الخير وترتيب زيارات مدرسية لدور المسنين وأطفال متلازمة داون.
} هذا على الصعيد الطلابي، لكن ماذا قدمت المدرسة لكي تقوي أواصر العلاقات مع أولياء الأمور؟
- لا شك أن ولي الأمر يعتبر شريكا أساسا في العملية التعليمية، وتعزيز التواصل ودعم الشراكة بين ولي الأمر والمدرسة أصبح ضرورة ملحة لتحقيق أهداف المدرسة وضمان صيرورة العملية التربوية بسلاسة وفاعلية، وقد اتخذت إدارة المدرسة العديد من الإجراءات لدعم هذه الشراكة، وتعزيز هذا التواصل وتحقيق مطالب أولياء الأمور، وأخذ آرائهم بعين الاعتبار، حيث قامت المدرسة بالعديد من اللقاءات التربوية وصلت حتى الآن إلى ستة لقاءات منذ العام الماضي، كما تم استطلاع آراء أولياء الأمور للوقوف على مدى رضاهم عن خدمة التربية والتعليم بالمدرسة، والحمد لله هناك رضا كبير من أولياء الأمور عن المدرسة وما تقدمه لأبنائهم الطلاب، كما تم تفعيل أدوات التواصل من رسائل مكتوبة ورسائل نصية ترسل على هواتفهم المحمولة، وتحديث للموقع الإلكتروني للمدرسة والذي سوف يدشن قريبا، بما يمكن ولي الأمر من التواصل مع المعلمين والمعلمات وإدارة المدرسة من خلاله، كما أن أبواب المدرسة مفتوحة دائما لاستقبال أولياء الأمور والاستماع إلى آرائهم والعمل على حل أية مشكلة تعترض مسيرة أبنائهم الدراسية. ولضمان شراكة فاعلة مع أولياء الأمور تم تشكيل مجلس الآباء الذي سوف يفعل إن شاء الله بداية من الفصل الدراسي القادم.
تطوير البيئة المدرسية
} وما هي الجهود التي قامت بها المدرسة لتطوير البيئة المدرسية؟
- الواقع أن إدارة المدرسة أدركت أهمية البيئة المدرسية ودورها المؤثر في عمليتي التعليم والتعلم، لذا حرصت كل الحرص على تطوير هذه البيئة وجعلها بيئة جاذبة تسهم بشكل فعال في عمليتي التعليم والتعلم، فانعكس هذا الاهتمام على البيئة الصفية والبيئة الخارجية، ففي البيئة الخارجية تم تزيين جدران المدرسة برسومات جميلة منها ما يعبر عن تراث البحرين وتاريخها، ووضع بانرات للرؤية والرسالة والقيم في أرجاء المدرسة، كما تم عمل المظلات على ملاعب المدرسة ومقصف المدرسة، والاهتمام بزراعة وتشجير أجزاء كثيرة من المدرسة. أما البيئة الصفية فقد تم عقد مسابقة لاختيار أجمل صف حيث اشتركت جميع الصفوف في هذه المسابقة وتنافس الطلاب والطالبات في تزيين صفوفهم باللوحات التعليمية المختلفة وعلم المملكة، وذهبت بعض الصفوف إلى أبعد من ذلك بطلاء صفوفهم ووضع ستائر على النوافذ. وهذا أدى إلى تغيير اتجاهات الكثير من الطلاب في الحفاظ على البيئة المدرسية وعدم العبث بها.
وأخيرا...
ثم قلت: أخيرا هل هناك برامج تطويرية أخرى تنوي المدرسة تطبيقها؟
- يؤكد معالي الشيخ عيسى بن محمد ان عملية التطوير والتجديد لا يمكن أن تتوقف وهي مرتبطة ارتباطاً كبيراً بعملية التقويم الذاتي المستمر لجميع الممارسات والبرامج المطبقة بالمدرسة.
وقد تم مؤخرا تطبيق برنامج في اللغة الانجليزية لتطوير وتحسين مهارات الاتصال، وهو مطبق حاليا على طلاب الحلقة الأولى الصفوف من الأول إلى الثالث. كما أن هناك برامج أخرى قامت المدرسة بتوفيرها لطلاب الثانوي. في المواد العلمية تمكن الطلاب من الدخول على مواقع معينة على شبكة الانترنت عن طريق كلمة مرور محددة والاستفادة من هذه المواقع بطرق مختلفة كالشرح والأسئلة والإجابات النموذجية وخلافه.
وإن شاء الله ستتواصل الجهود من أجل الارتقاء بعمليتي التعليم والتعلم وتقديم خدمة تعليمية متميزة لأبنائنا وبناتنا بما يحقق طموح الطلاب وأولياء أمورهم بإذن الله.