الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٥ - الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

إهدار الفرص قضية كروية شائكة (٣)
الكابتن عادل سالم يؤكد أن إهدار الفرص يجب علاجه جذرياً





أصبح أمامنا في كرة القدم على المستوى العالمي قضية كروية شائكة تعد من القضايا التي تقلق المدربين العالميين والمحليين وهي إهدار الفرص المتاحة للتهديف بسهولة غريبة، حتى أصبحت قضية كل مدرب اليوم البحث عن المهاجم البديل الذي يقود الفريق إلى الفوز. في نادي برشلونة أصبح الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف النادي الكاتالوني، وفي ريال مدريد نجد كريستيانو رونالدو وكريم بن زيمة وفي مانشستر يونايتد واين روني وفي كل نادٍ محلي هناك من يعتمد على مهاجميه البارزين ولعل أبرز ما في نادي الرفاع اليوم النجم المخضرم العائد طلال يوسف وفي المحرق حسين علي بيليه وإسماعيل عبد اللطيف وغيرهم من المهاجمين المعروفين، لكن أين نجد العلة وكيف نوجد الحل؟

قال الكابتن عادل سالم وهو لاعب دولي سابق برز في خط الوسط والمدرب الحالي لفريق الكرة في نادي الاتحاد الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية: أنا معك أن إهدار الفرص المتاحة أمام المرمى من القصص العويصة التي تواجه المدربين في كل مكان في العالم، ومن الصعب على أي مدرب أن يحلحل القضية بالسرعة التي يريدها لأن التهديف ظاهرة فطرية وموهبة تولد مع اللاعب منذ الصغر ويشعر المدرب أن هذا اللاعب سيكون هدافاً، لهذا يرسم الخطط والتكتيكات حوله كما ترسم العنكبوت لها بيتا من حريرها.

وقال: إن المدرب الدقيق في النظر يعرف قيمة اللاعب الهداف والأمثلة كثيرة على اللاعبين الهدافين الذين لا يتكررون مع الزمن، وعلى رأسهم الجوهرة السوداء بيليه والظاهرة البرازيلية رونالدو والهولندي كرويف وفان باستن ومارادونا وغيرهم. وأشار عادل سالم إلى قلقه - باعتباره مدربا - من اللاعبين المهاجمين عنده في فريق نادي الاتحاد، وقال: لدينا المهاجم النيجيري جونسون (٢٨) سنة، وهو مهاجم كثير الإهدار للفرص السهلة ويخيل لي أنه لم يصنع هدافاً من قبل لهذا تجده يتعرض للإصابات لأن عمره متقدم ولا يحتمل الجري كما لدينا المهاجم مهدي عبدالجبار وهو شاب لكنه يهدر الفرص والمهاجم حسن العكري ٢٠ سنة ونعتمد عليه وعائد من الاصابة، والمهاجم حسين عبدالجبار وهو أكثر المهاجمين إضاعة للفرص والصحافة الرياضية لا ترصد عدد الفرص التي تضيع من فريقنا، لكنها تختصر بأن نادي الاتحاد فاز بصعوبة على الاتفاق ١/صفر في حين لو تم احراز الفرص الضائعة لوصلنا إلى سبعة أهداف.

وقال: أنا من وجهة نظري أن العلاج لا يكمن في التدريب فقط بل يشمل تدريب الفكر وتقوية الذهن والتركيز، فالمهارة العالية التي يمتلكها ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وواين روني لا تكفي بمفردها ما لم تصب الموهبة والفطرة على الاداء ككل، واللاعب يتطلب منه التركيز والبذل المستمر في العطاء. وقال عادل سالم: صحيح أن المهاجم اليوم عملة نادرة لا يمكن أن تتوافر في كل الظروف، لكن المدرب هو الآخر عملة نادرة إذا نجح في صقل مواهب أنصاف الهدافين، لأن المهاجم العالمي لا يمكن أن تكرره في ليلة وضحاها ما لم تتوافر له الأرضية السليمة والفطرة العالية.

وقال: نحن نعالج الظاهرة بالتركيز على عدة زواياً نكشفها أمام المهاجمين ونصعب عليهم الزوايا وهم يحاولون بناء على قدراتهم الفردية وبالتالي المهاجم الفذ يحتاج إلى قليل من العمل بينما لا المهاجم المبتدئ يظل في حاجة شديدة إلى المتابعة والتوجيه وعرض الأفلام والأهداف حتى يتمكن من النهوض بقدراته الخاصة، وأكد عادل سالم أن الاستمرار في صقل المهاجم الموهوب هو من مسئولية اللاعب ثم المدرب، وأخيراً الادارة. وقال: الهداف يجد نفسه في محيط من الاعجاب به وعليه أن يستغل الاطراء لتطوير ذاته، والتجمد على المستوى يقتل الناحية التهديفية المهمة وهي حاسة يتطلب تطويرها باستمرار وتنمنيتها فنياً وبدنياً في كل تدريب، وتمنى عادل سالم أن تحظى هذه القضية الشائكة باهتمام المدربين المحليين لإعادة إنتاج المهاجمين السابقين على غرار المهاجم الفذ أحمد بن سالمين والشيخ خليفة بن سلمان والكابتن فؤاد بوشقر وحسن زليخ ومحمد بهرام وخليل شويعر ومحمد صالح الدخيل وإبراهيم عيسى وغيرهم.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة