الرياضة
في مقابلة مع رئيسة الاتحاد الدولي لبيوت الشباب
اديث: المستوى الراقي لبيوت الشباب في البحرين يتماشى مع المواصفات العالمية
تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢
أعربت السيدة اديث ارنولت بريل رئيسة الاتحاد الدولي لبيوت الشباب التي زارت البحرين مؤخرا لأجل حضور المؤتمر العام الـ 23 للاتحاد العربي لبيوت الشباب عن سعادتها بوجودها في البحرين لحضور المؤتمر، وشكرت الـ 12 عضوا في الاتحاد العام لجمعيات بيوت الشباب على جهودهم المستمرة منذ أعوام لجعل منظومة بيوت الشباب أكثر تطورا خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط، وأكدت أنه من المهم أن يدعم الاتحاد العربي جمعيات بيوت الشباب من أجل تعزيز المبادرات في البلدان العربية وتوثيق عرى التعاون بين مختلف الدول.
{ ما هي انطباعاتك عن بيوت الشباب التي قمت بزياراتها؟
- على الرغم من أن بيوت الشباب في البحرين لم تفتتح بعد كونها كانت خاضعة لعملية صيانة و إنشاء في الفترة الاخيرة فإنني فوجئت فعلا من المستوى الراقي لهذه البيوت التي تتماشى مع المواصفات العالمية، كما أن حجم الغرف المخصصة للشباب كبيرة وتمتاز بالاتساع على عكس تلك الموجودة في بعض الدول الاوروبية ناهيك عن النوافذ التي يمكن أن نرى البحر من خلالها من مختلف الجوانب.
اتوقع ان تحوز تلك البيوت إعجاب الشباب وخاصة الأجانب الذين يرتادون تلك البيوت عادة عند زيارتهم لأي بلد. طريقة تصميم الطوابق كانت موفقة جدا حيث اهتمت المؤسسة العامة للشباب والرياضة بوضع الغرف متقاربة لبعضها البعض وتأمين صالة لالتقاء الشباب في أوقات الفراغ، ولم تنس المحافظة على حث الشباب على ممارسة الرياضة من خلال تجهيز ناد صحي يمكن لرواد بيوت الشباب استخدامه، أتوقع أن تستقطب تلك البيوت عند افتتاحها رسميا أعدادا كبيرة من الشباب الساعي إلى السفر والتعرف على المعالم الجديدة والمتميزة في مختلف البلدان.
{ ما هو دور الاتحاد الدولي لبيوت الشباب؟
- نحن كلنا نجمع على بناء ثقافة السلام ومد الجسور بين الحضارات لأنه من أحد أهم الأسباب التي تجعل من الاتحاد الدولي منظمة تنضوي تحت مظلة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) ونحن نعمل بدورنا على متابعة بيوت الشباب حول العالم خدمة لهذا القطاع الكبير، نقدم المقترحات والمبادرات الساعية إلى تقريب وجهات النظر بين الشباب حول العالم وتهيئة المناخ الملائم لهم للإبداع وعمل الاستراتيجيات المعنية في الارتقاء بقطاع بيوت الشباب، إننا نعمل على تطوير مخرجات بيوت الشباب بحيث يصبح دورها متخطيا الطابع المحلي ويصبغ بصبغة عالمية وسط تحديات كل دولة تواجهها حول العالم، ونحن نعلم حجم المهمة الملقاة على عاتقنا وسط كل تلك التحديات وبتضافر الجهود بالتأكيد يمكن أن نتخطاها معا.
منذ 100 عام مضت من التاريخ تطورت بيوت الشباب في كل أنحاء العالم، فبيوت الشباب دوليا اليوم تقدر نسبة المبيت فيها 38 مليون زائر في السنة في أكثر من 4000 بيت للشباب منتشرة في 89 بلدا. 4 ملايين عضو عرضت حجوزاتها على المواقع العالمية والتي تستقطب تقريبا 15 مليون من الزوار المميزين في مختلف المواسم، هذه الأرقام تعكس بالتأكيد حجم السمعة الطيبة لبيوت الشباب حول العالم.
أنا فخورة جدا أن أرى اتحاد جمعيات بيوت الشباب في العالم العربي جزءا من الواقع، كما أنني اعلم بأنكم في دولكم تفعلون ما بوسعكم لتدعموا المجتمع بالاستراتيجيات الفعالة التي تخدم هذا القطاع المهم، لقد استعرضنا خلال المؤتمر مجموعة من الخبرات المتنوعة تعتمد على تعاملات الفرد محليا وعالميا، والخدمات التي تؤديها بيوت الشباب للزائرين للتعلم عن طريق اكتساب الخبرات، وفرص التطور المجتمعية، وفهم ثقافات الدول، ورفع درجة الوعي بأهمية المحافظة على البيئة، لقد قطعنا المسافات لدعم الرؤية التسويقية أو الترويجية المشتركة لمفاهيم بيوت الشباب، والعالم العربي جزء مهم نلتفت له بكل عناية.
{ كيف ينسق الاتحاد الدولي عمله مع الاتحاد العربي؟
- اننا نعمل من خلال قاعدة لتوحيد الجهود بين الدول الأعضاء ونطلع على مختلف الثقافات التي قد يشوبها بعض التغيير من بلد إلى آخر بحسب موقعه الجغرافي سواء أكان في إفريقيا أو آسيا مثلا، ونحرص أن تكون هناك عملية حضارية لانتقال الأفكار وتبادلها فيما بينهم تضفي نوعا من الإضافة الجديدة على الثقافة من دون المساس بالثقافة الأم للبلد، وهذا لا ينطبق مثلا على الدول العربي فقط بل يجب أن يتم تبادل الثقافات بين الشباب العربي والأوروبي والاستفادة من الخبرات الموجودة، فعلى سبيل المثال حدث هناك تنسيق مميز عام 2001 بعد وقوع التفجيرات على برجي التجارة العالميين في الولايات المتحدة بين الجمعيات في كل من: الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، مصر، المغرب، وتونس من خلال إقامة برنامج مشترك للشباب تجمع الشباب من خلاله للتعرف على بعضهم البعض وثقافات دولهم وأفكارهم وقد نجح ذلك في التقريب بين وجهات النظر ورأب الصدع الذي خلفته الحادثة، ونحن دائما في الاتحاد الدولي لبيوت الشباب نشجع الشباب العربي على الإطلاع على التجارب الأخرى ونشر ثقافتهم بين أبناء جيلهم بشكل حضاري يساهم في تكوين شخصية الشاب.
{ ما هو انطباعك عن مملكة البحرين؟
- قبل سفري لأي بلد جديد أقرأ عنه وعن حضارته وأذهلتني فعلا بأنها تمتلك جذورا تاريخية عميقة منذ القدم ومازالت تحافظ على تراثها وموروثاتها بطريقة جميلة يمكن أن نلمسها في كل مكان نذهب إليه، وعلى الرغم من زيارتي لبلدين خليجيين سابقا كدولة قطر وإمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة فإنني وجدت للبحرين نكهتها الخاصة، كنت في زيارة إلى قلعة البحرين والمتحف الوطني والقلعة القديمة وكان من الجميل أن نرى هذه الأماكن التاريخية التي يجب أن تكون مألوفة ومتعارف عليها من قبل شبكة بيوت الشباب، وتوعية الشباب إلى أهمية زيارة هذه الأماكن، كما أنني علمت أيضا من خلال إطلاعي على تاريخ البحرين بأنها ذات موقع جغرافي متميز كان سببا في نهضتها عبر مر العصور، أما من حيث الاهتمام في المناطق الأثرية فقد وجدت حركة متميزة للاعتناء بهذه الموروثات والثقافات فعند زيارتي لقلعة البحرين أدهشني المنظر الذي تمتزج فيه الحداثة والرقي بالأصالة والتاريخ العريق، كذلك متحف البحرين مجهز بطريقة عصرية توصل الزائر بالمعلومات من دون عناء على غرار المتاحف العالمية.