أخبار دولية
صالحي: إيران لم تحاول أبدا إغلاق مضيق هرمز
تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢
أعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أمس الخميس ان إيران لم تحاول يوما في تاريخها اغلاق مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله قسم كبير من النفط العالمي.
وقال صالحي في مقابلة مع شبكة ان تي في التركية خلال زيارته لتركيا «في تاريخها، لم تحاول إيران يوما وضع عراقيل امام هذه الطريق البحرية المهمة».
وفي نهاية ديسمبر هددت طهران باغلاق مضيق هرمز في حال تشديد العقوبات الغربية عليها لمنع صادراتها النفطية من اجل دفعها إلى التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال صالحي «نريد السلام والاستقرار في المنطقة لكن الامريكيين الذين ينتشرون على بعد 12 ألف ميل من هذه المنطقة يريدون ادارة بعض الدول من منطقتنا». واضاف «أناشد كل دول المنطقة، من فضلكم لا تنجروا إلى موقف خطر».
وأكد صالحي ردا على سؤال عن رسالة وجهتها الادارة الامريكية إلى طهران بشأن الوضع في مضيق هرمز، انه على الولايات المتحدة ان تكون مستعدة «لمفاوضات من دون شروط مسبقة مع ايران».
من جهته، ذكر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في حديثه يوم الاربعاء عن البرنامج النووي الايراني، بأن «الجانبين (ايران والبلدان الغربية) اعربا عن رغبتهما في الالتقاء واطلاق المفاوضات» المتوقفة منذ سنة. وقال داود اوغلو في مؤتمر صحفي مع صالحي، «يعود الان إلى هذين الطرفين ان يقررا مكان وزمان» هذه المفاوضات، مؤكدا استعداد تركيا لاستضافتها. وأضاف أن تركيا تعتبر ان استئناف «المفاوضات في اقرب وقت يقلل من حدة التوتر» حول هذا الملف النووي الذي تشتبه البلدان الغربية في ان إيران تريد من خلاله الحصول على السلاح النووي.
وتتمتع الولايات المتحدة بوجود عسكري كبير في هذه المنطقة، وقد نشرت حاملتي طائرات قرب الخليج بينما يتمركز عشرات الآلاف من الجنود في الشرق الاوسط.
وكانت إيران قد زرعت في 1987 و1988 ألغاما في مياه هرمز والخليج لمنع ناقلات النفط القادمة من العراق او المتوجهة اليه خلال الحرب بينهما (1980-1988) من دخول المضيق. وفي إبريل 1988 وخلال عملية لازالة الالغام، اصيبت فرقاطة امريكية باضرار جسيمة في انفجار لغم ايراني. وشنت الولايات المتحدة بعد ذلك عملية انتقامية دمرت خلالها منصتين نفطيتين ايرانيتين وعددا من السفن الحربية.
من جانبه اعلن وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ان الولايات المتحدة لم تتخذ اي اجراءات لتعزيز وسائلها العسكرية في منطقة مضيق هرمز لانها «مستعدة تماما لمواجهة» اي احتمال لاغلاق المضيق من قبل ايران.
وقال خلال مؤتمر صحفي «لقد حافظنا دائما على وجود مهم في هذه المنطقة كي نكون واضحين تماما باننا سنقوم بكل ما يمكننا القيام به للحفاظ على السلام في هذا الجزء من العالم».
وأضاف «نواصل استعداداتنا لكل الاحتمالات ولكن لم نتخذ اي اجراء محدد في هذه المرحلة لمواجهة الوضع. لماذا؟ لاننا مستعدون تماما حاليا لمواجهة الوضع». ونشرت حاملتا طائرات بالقرب من الخليج كما ان عشرات الاف الجنود يتمركزون في الشرق الاوسط.
وكان بانيتا قد اوضح قبل عدة ايام ان اغلاق مضيق هرمز سيشكل «خطا احمر» لواشنطن. ومن ناحيتها، اكدت طهران ان بامكانها اغلاق المضيق.
وكرر بانيتا ان واشنطن تفضل حل الخلافات مع طهران عن طريق الدبلوماسية بدل الاسلحة ولكنه ذكر ان الامر يتطلب «اثنين للحوار». وأكد مع ذلك وجود «اقنية اتصال» مع طهران ولكنه لم يوضح هوية هذه الاقنية التي لجأت اليها واشنطن.
وكانت وزارة الخارجية الايرانية قد اعلنت يوم الاحد ان سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس سلمت رسالة لنظيرها الايراني محمد خزاعي.
ومن جهته يقوم قائد الجيوش الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي بزيارة هذا الاسبوع لاسرائيل لمطالبة اسرائيل باستمرار العمل الدبلوماسي وفرض عقوبات بدل شن هجوم جوي على المواقع النووي الايرانية، بحسب ما قال مراقبون الامر الذي نفاه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك.
وقال البيت الابيض الامريكي ان إيران مازال امامها فرصة للخروج من المواجهة المتصاعدة بشأن برنامجها النووي لكن متحدثا باسم البيت الابيض رفض تأكيد صحة تقارير قالت ان الرئيس باراك اوباما كتب لقادة إيران عن استعداده لاجراء محادثات. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض انه على إيران ان تناقش مع القوى الكبرى أنشطتها النووية التي تقول الولايات المتحدة ودول أخرى كثيرة ان الغرض منها هو تصنيع اسلحة نووية كما أوضحت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في رسالة في شهر اكتوبر.
وقال كارني في افادة بالبيت الابيض «اذا كان الايرانيون جادين بشأن استئناف المحادثات فعليهم ان يردوا على هذه الرسالة. هذه هي القناة التي من خلالها يمكن ان تستأنف هذه المحادثات». ورفض كارني تأكيد صحة أنباء واردة من طهران أفادت بأن أوباما بعث برسالة جديدة لزعماء إيران بشأن المحادثات لكنه لم ينكر ان هناك رسالة ارسلت بالفعل. والاتصالات المباشرة بين الولايات المتحدة والحكومة الايرانية نادرة ولا توجد علاقات دبلوماسية بين واشنطن وطهران. وقال كارني «نحن لا نناقش اتصالات دبلوماسية بعينها» لكنه أضاف ان اي شيء يقال لطهران في الاتصالات الخاصة سيكون متفقا مع ما تقوله الولايات المتحدة في العلن.
وقال سياسيون ايرانيون في وقت سابق ان أوباما عبر عن استعداده للتفاوض في رسالة لطهران. وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي ان هناك مفاوضات جارية بشأن استئناف المحادثات لكن الاتحاد الاوروبي والخارجية الامريكية نفيا ذلك.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية يوم الاربعاء «لا تجرى حاليا محادثات عن المحادثات». وأضافت نولاند في افادة صحفية «ما نفعله كما قلنا هو ان نوضح للايرانيين انهم اذا كانوا جادين في عودتهم إلى المحادثات ليتحدثوا بصراحة عن برنامجهم النووي واذا كانوا مستعدين لتبرئة ساحتهم امام المجتمع الدولي حينها سنكون مستعدين لذلك».
إلى ذلك قال دبلوماسيون اوروبيون ان بلدان الاتحاد الاوروبي اقرت اتفاقا مبدئيا أمس الخميس بفرض عقوبات على البنك المركزي الايراني تشمل تجميد ارصدة يمكن ان تستخدم لتمويل البرنامج النووي الايراني، غير انها لم تتفق بعد على فرض حظر على استيراد النفط الايراني. وقال مصدر عقب محادثات بين دبلوماسين بارزين من بلدان الاتحاد الاوروبي السبعة والعشرين «اعتبر النص منتهيا ومتفقا عليه»، في اشارة إلى العقوبات المالية، وذلك في انتظار تبنيه رسميا خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد يوم الاثنين.