أخبار دولية
تقرير «حاسم» لبعثة المراقبين العرب إلى سوريا والقمع يتواصل
تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢
يتوقع ان يقوم رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا التي تواجه انتقادات جمة لعجزها عن وقف عشرة اشهر من اراقة الدماء، بتسليم تقرير «حاسم» في غضون الساعات الاربع والعشرين في حين يواصل النظام حملة القمع مستفيدا من انقسامات دولية.
ويتصادف هذا التقرير مع دعوة جديدة اطلقها ناشطون مطالبون بالديموقراطية إلى تظاهرات اليوم الجمعة ووضعت هذه المرة تحت شعار «جمعة معتقلي الثورة».
وعلى صفحتهم على فيسبوك، «الثورة السورية 2011»، طالب ناشطون مجددا «بتدويل» الازمة في اشارة إلى تدخل الامم المتحدة بعد ما اعتبرت دعوة مماثلة وجهتها مجموعات معارضة ومنظمات غير حكومية انها غير فعالة بوجود مراقبي الجامعة العربية.
وكان ممثلون عن اكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدني طالبوا الاربعاء جامعة الدول العربية بسحب بعثة مراقبيها، كما طالبوا بتحرك الأمم المتحدة لوقف العنف المستمر في سوريا منذ عشرة اشهر.
وطلب ائتلاف المنظمات المدنية العربية، الذي يضم 142 منظمة من سوريا ومصر والجزائر والسعودية والسودان ودول عربية اخرى، من الجامعة العربية «الاعتراف بالاخطاء التي قوضت كفاءة بعثة المراقبين العرب والافراج أمام الجميع عن تقرير المراقبين ومهمتهم وسحب البعثة، بسبب فشل النظام السوري في تطبيق بروتوكول الجامعة العربية». كما طالبوا مجلس الأمن الدولي «باتخاذ قرار بشأن التعامل مع العنف في سوريا» المستمر منذ 15 مارس .2011
وأمس الخميس، ورغم البعثة العربية، قتل 18 مدنيا في كافة انحاء البلاد بيد قوات النظام بينهم اربعة ناشطون مطلوبون من النظام في ادلب بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا إلى مقتل ثلاثة عسكريين منشقين.
واعلنت المعارضة السورية ان جنودا منشقين قتلوا ضابطا برتبة عميد في اجهزة الاستخبارات أمس الخميس «بعد رفضهم الانصياع لأوامر باطلاق النار على المدنيين» في حماة وسط سوريا. وجاء في بيان للجان التنسيق المحلية في سوريا «قتل العميد في الامن العسكري عادل مصطفى على ايدي جنود رفضوا تنفيذ اوامره باطلاق النار على اهالي حي باب قبلي وقد سبق له الاشراف على العديد من عمليات القتل والاعتقال».
من جهة اخرى، وقعت مواجهات بين طلاب و«شبيح» في كلية العلوم في حلب اثناء تظاهرة. واضافت سانا «وفي داريا بريف دمشق أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة ظهر اليوم على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة ما أدى إلى استشهاده».
ومنذ بدء مهمة بعثة المراقبين العرب في 26 ديسمبر، قتل مئات الاشخاص بحسب المعارضة والامم المتحدة. وانتشر المراقبون العرب في سوريا بعد موافقة السلطات السورية على بروتوكول ينص على وقف العنف وانسحاب الدبابات من المدن وحرية التنقل لوسائل الاعلام الاجنبية. لكن ايا من هذه البنود لم يتم احترامه.
وفي هذا الاطار، صرح نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا سيقدم خلال الساعات القليلة القادمة «تقريرا حاسما» لمواصلة مهمته التي تواجه انتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف. وقال احمد بن حلي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء القطرية «اننا الآن في مرحلة مفصلية لان تقرير رئيس الفريق العربي للمراقبين الموجود الآن في سوريا سيقدم الخميس (...) تاريخ انتهاء مدة الشهر على توقيع البروتوكول» الذي ينص على ارسال هؤلاء المراقبين.
واضاف بن حلي ان «هذا التقرير سيكون حاسما».
وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري الاحد في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها إلى اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعقد الاحد ايضا.
وقال بن حلي ان التقرير «سيكون محل تقييم»، مشيرا إلى «صعوبات تتعلق بالمناطق الساخنة». وتابع ''ستكون هناك متابعة حثيثة لأعمال اللجنة وردود الفعل والتقارير التي نستلمها يوميا والتي على ضوئها سندرس كل الاحتمالات».
وأكد أن التقرير «سيكون مرحلة هامة» موضحا انه «في هذه المرحلة يجب أن نعرف هل اللجنة قادرة على مواصلة عملها أم انه لابد من الاستعانة بخبرة الأمم المتحدة».
واشار إلى «بعض الصعوبات التي ظهرت في عمل اللجنة» التي «تعرضت إلى عدد من الممارسات وصلت إلى درجة التعدى على شخصين من أفراد البعثة واصابتهما بجروح وتكسير السيارات التي يستقلونها». وأضاف أن «هذا اثر على عمل اللجنة وتحركها رغم البيان الذى صدر عن الخارجية السورية والذى أكد على الالتزام بحماية اللجنة وتسهيل كل تحركاتها حتى وصل الأمر إلى تقديم الاعتذار».
وكان رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المعنية بمتابعة بعثة المراقبين في سوريا، الامين العام المساعد للجامعة عدنان عيسى قد اعلن في وقت سابق ان رئيس فريق المراقبين الفريق احمد مصطفى الدابي سيصل إلى القاهرة حوالي الساعة 16,30 ت غ حيث يسلم تقريره إلى الامين العام للجامعة نبيل العربي هذا المساء(الخميس) او يوم غد (الجمعة).
وقالت مصادر في الجامعة العربية ان الدابي سيعرض تقريره الاحد امام اللجنة الوزارية العربية المكلفة المف السوري التي ستدرسه قبل احالته إلى اجتمع وزراء الخارجية العرب.
وفي واشنطن، اعلنت وزارة الخارجية انها تعمل على قرار «قوي» ضد دمشق في مجلس الامن الدولي، لكن روسيا، الحليف التقليدي لدمشق، اكدت مجددا انها لن تدعم «أي عقوبة» وستجمد اي قرار ضد النظام.
من جهته طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس ان يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا إلى مجلس الامن الدولي بينما دعا نظيره الاسترالي إلى احالة الرئيس السوري بشار الاسد إلى القضاء الدولي.