أخبار البحرين
السعيدي يحذر من الوصوليين على حساب الوطن
تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
أكد خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى الشيخ جاسم السعيدي أن الإصلاح الحقيقي الذي ارتضاه الله لعباده هو الإسلام، والدستور الذي يجب أن يعمل به كل مسلم على وجه الأرض هو الشريعة الإسلامية، أما غيرها من الشرائع والقوانين التي تعارض الشريعة الإسلامية فإنها شرائع فاسدة مفسدة يجب معارضتها والدعوة إلى شريعة الله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن الله عز وجل لم يجعل للأمم السابقة حجة فبعث الله لكل قوم نبيا بشريعة مختلفة عن سابقتها واتفقوا على توحيد الله لا شريك له، ولما كان الإسلام آخر الرسالات ونبينا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل فإنه سبحانه وتعالى قد جعل الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ولن يقبل الله عز وجل غيرها من الشرائع، وقال فضيلته إن دعوات مدعي التدين إلى تفعيل الشرائع الغربية الفرنسية أو البريطانية أو الأمريكية والمطالبة بتطبيقها على المسلمين هي دعوات باطلة فاسدة لا تعبر إلا عن فساد العقيدة والعقل وهي في حقيقة الأمر الإفساد بعينه، وكلنا نعلم مرادهم من دعواتهم، وحذر فضيلته في ذات الخطبة من الوصوليين على حساب الوطن والشعب أياً كانوا لما يسببونه من خطر يهدد كيان الأمة ويشرذمها في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى الوحدة والتماسك تحت قيادة واحدة فقط وهي جلالة الملك من أجل ديننا وقيادتنا وشعبنا وأرضنا.
واستطرد فضيلته «أحد المفسدين كان بالأمس القريب يتوسل القيادة أن تمنحه شرف الجنسية البحرينية وبعد أن حصل عليه واستقر أمره يظهر لنا في إحدى الندوات ليطالب بالديمقراطية الغربية وبمحاسبة رموز الدولة ويهدد بالعودة إلى التجمعات، كالتي حصلت في ميدان الفاروق ويدعو أتباع جمعيته إلى التصعيد من أجل الحرية كما يدعي، وهو من قال بالأمس للإيرانيين خادمكم فلان، فالخادم الإيراني يطالب اليوم بالحرية والديمقراطية في بلدنا ويتطاول على شعبنا ويتطاول على رموزنا من دون أن يُحرك ساكن. الشقيقة الإمارات العربية المتحدة قامت مؤخرا بسحب الجنسيات عن بعض من حصلوا عليها في السبعينيات والستينيات بتهمة أنهم يثيرون الفساد، فلماذا لا تقوم الدولة لدينا بمثل هذه الخطوة وتخلص البلاد من شر هؤلاء الخونة فتسحب الجنسية عنهم وتسقط عن البعض الآخر ممن يريد الإفساد في الأرض والتآمر ضد الوطن والشعب تحت مسمى الإصلاح؟ فلقد ربّت الدولة الكلاب حتى أصبحوا ينبحون عليها ويريدون تمزيق الأمة.
وواصل فضيلته «إن أمر توحيد الأمة في مثل هذا الظرف هو أمر مهم، ووحدة الأمة لا تعني مسامحة الخونة أو المصالحة معهم البتة بل توحيد الأمة هو في عدم الدخول في الأحزاب الكثيرة والتكتلات التي لا نعرف نوايا القائمين عليها ولا ندخل في نواياهم، ولكن ما نريده هو الاتحاد تحت راية حمد بن عيسى فقط، فلا الجمعية الفلانية ولا الحزب الفلاني هو الذي يقودنا، وعندما توجه المواطنون إلى الفاتح في ذروة الأزمة فإنهم لم يجتمعوا من أجل زيد أو عمرو بل اجتمعوا من أجل دينهم أولا ومن أجل مليكهم وحفاظا على مكتسباتهم من الزوال وتمكلان الخونة من البلاد، ولذلك كانت الوقفات التاريخية من أجل الوطن، والمواطنون آنذاك لم يجتمعوا من أجل أن يعفى عن المجرمين والخونة على أساس أنهم سجناء رأي، ولم يجتمعوا من أجل المصالحة مع المفسدين والمخربين بل كان اجتماع الشرفاء من أجل أن يسمعوا المطالبة بالقصاص والحكم بشريعة الله عز وجل وللتأكيد أن الشرعية في الحكم لأسرة آل خليفة التي بايعها الشعب بيعة لا تنفك إلا بفك الرقبة عن الجسد، اجتمعنا في ذروة الأزمة، ولم يكن آنذاك على الساحة إلا نفر قليل من القياديين في الوقت الذي كان فيه بعض من يتصدر اليوم في الدوار ويطالب بإسقاط النظام والبعض الآخر منهم كان يترقب من ترجح كفته، ولكن عندما رأوا أن الكفة قد مالت مع آل خليفة وأن كعكة البحرين لن تقسم ظهروا من مخادعهم، وتصدر الساحة من تصدر، فأي مبدأ هذا وأي عقيدة هذه التي تجعل من صاحبها كذي الوجهين إن قابل الخونة والمفسدين قال انتم إخواننا وأحبابنا وإن قابل الشرفاء قال عن الخونة هم مفسدون ومجرمون.
واختتم فضيلته «ولذلك اليوم نرى ما حصل للإخوة الفلسطينيين عندما تشتتوا وافترقوا إلى فرق وجماعات وأحزاب فالتهوا وأصبحوا شتاتا يحارب بعضهم بعضا، وارتاح العدو الصهيوني منهم عندما وصل الحال بهم الى أن يأسر كل فريق منهم أعضاء من الطرف الآخر فأصبح المسلم يأسر مسلما ويكون هناك تبادل أسرى بين المسلمين للأسف، وهذا ما لا نريد أن نصل إليه فالخطر بنا محدق والأطماع بنا من كل جانب ولذلك رص الصفوف تحت لواء القيادة السياسية ممثلة في القائد حمد بن عيسى واجب، ولن نجتمعإلا من اجل الدين والقيادة وهو ما ندعو إليه وهو ما نحث الشارع عليه، ولم ولن نقبل بالتصدر أو الدخول في مزالق تحسب علينا أمام الله عز وجل، فالتشرذم والفرقة والخلاف خصوصا في مثل هذه المحن هو أمر غير مقبول.