أخبار البحرين
الشيخ صلاح الجودر: البحرين تتعرض لمؤامرة كبرى
تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
قال الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة بجامع الخير بقلالي: إن عنوان تقدم ونماء الأمم والشعوب والمجتمعات، ومبعث أمنها واستقرارها، مرتبط بسلامة عقول أبنائها، ومدى تمسكهم بقيمهم ومبادئهم، وثوابت دينهم وأخلاقهم، ومن محاسن ديننا الإسلامي الحنيف أنه جاء ليحفظ العقول والأفهام من الأدواء والأسقام، بل يطهرها من دعاوى الجاهلية الأولى، قال تعالى: (قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون) ]الحديد:57[. فالأمن بمفهومِه الشامل هو المطلب الرئيسي للأمة، وأساس نمائها واستقرارِها، إلا أن هناك نوعا من الأمن يعد أهم الأنواع، وهو بمثابة الرأس من الجسد، حيث لا غنى لها عنه، ولا قيمة للحياة بدونه، لما له من صلة وثيقة بهوية الأمة الحضارية، فهو لب الأمن وركيزته الكبرى، ذلكم هو الأمن الفكري.
إذا أطمأن الناس إلى ما عندهم من أصول وثوابت، وقيم ومبادئ، تحقق حينها الأمن بكل صوره وأجلى معانيه، أما إذا اختلت تلك المبادئ والقيم، وتلوثت بثقافات مستوردة، ومناهج دخيلة، وبرامج مدمرة، حينها اختلت الموازين، وظهر الخوف وحل الخراب، لذا جاءت شريعة الإسلام لتحقق هدفيين أساسين، الأمن الغذائي والأمن الفكري، قال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت×الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)]الكافرون:3-4[، فالحياة قائمة على الأمن الاقتصادي والأمن الفكري.
بالأمن الفكري تزدهر المجتمعات، وإذا غدت الثوابت والمبادئ والقيم محل المساومات والمزايدات فإن الأمة تهتز مكانتها، ويحصل معها الخوف والخلل، والذي يتبعها خلل في الجانب السلوكي والاجتماعي، وما تسلكه فئات من الأمة اليوم من مسالك العنف والتخريب، وأعمال التدمير والإرهاب والإجرام إلا لما تشبعت أفكار أبنائها بأطروحات تدميرية، وغسلت عقولهم وأدمغتهم بسموم وأدواء العنف والتخريب!، تحت شعارات دينية، والدين منها براء!
حاجة الأمة اليوم إلى التذكير بأهمية الأمن الفكري، ولاسيما في هذه الأيام العصيبة من تاريخها، فقد تعددت أسباب الانحراف ووسائل العنف، مما يحتم على الجميع العمل للحفاظ على الأمن، فالمتأمل في واقع الأمة اليوم يصاب بالحيرة والدهشة مما يرى من أسباب وعوامل تقويض بنيانها وزعزعة أركانها، والعمل على إغراقها بألوان من الغزو الفكري، ولعل من أخطر الوسائل التي تزيد الجراح هي مراكز التواصل الاجتماعي، وأجهزة الاتصال الرقمي، والقنوات الفضائية والمنتديات الالكترونية، حين تتبنى الدعاوى الباطلة، والشعارات المزيفة، والحقائق والوقائع المفبركة!
يكفي شاهد واحد على الغزو الفكري الذي يتعرض له الشباب والناشئة، فالأمة بعد أن أصبحت أسيرة للقنوات الفضائية، هي اليوم تتجرع سموم وأدواء تلك القنوات، فقد أصبحت تلك القنوات مسرحاً للعنف والتخريب والتدمير، وأخرى مكاناً للتحريض والتحشيد والتأجيج، وغيرها لا تفتأ من إذكاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية، والتحريض على الصدام بين الحكام والمحكومين بدعوى التغيير زعموا!، في بث مباشر مع الموتروين لتأكيد هذه الثقافة العنفية من أجل التغيير، جاء عن أبي هريرة (ر) عن رسول الله (ص): (إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة).
بعد عام كامل من الاحتقان السياسي اتضح للجميع في هذا الوطن، سنة وشيعة، بالأمس اتضح للجميع اليوم بعد عام كامل من الاحتقان السياسي بأن ما يجري في الساحة ما هو إلا مؤامرة كبرى على (البحرين) والمنطقة الخليجية برمتها.
ففي الوقت الذي يحتفل فيه أبناء هذا الوطن بمعرض الطيران الدولي الذي شاركت فيه كبرى شركات الطيران، يرى الجميع أن هناك من لا يريد أن تنقل الصورة الجميلة عن البحرين. فمع بداية المعرض بمنطقة الصخير قامت قوى التطرف والتشدد بإشعال النيران في الإطارات من أجل تصوير البحريني وكأنها تشتعل، في عمل إجرامي خبيث مدبر، في التوقيت والفعل.
إن استمرار هذه الأعمال يكشف حجم المؤامرة التي يتعرض لها أبناء هذا الوطن، ولكنها لن تزيد المخلصين والشرفاء والوطنين إلا تمسكاً بوطنهم وقيادتهم ومشروعهم الإصلاحي.