مقالات
وتحلق البحرين عاليا
تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
لا تزال البحرين قادرة على صنع قصص النجاح والمضي قدما في طريق النماء ليس مجرد كلام إنما بأفعال تعكس الرغبة الجدية للنهوض وتحدي كل إرادة ترهيب وتخريب تريد أن تنال منها. اليوم نشهد في البحرين حراكا نشطا اقتصاديا واستثماريا وجهودا محمومة للحفاظ على سمعة البلاد كمركز للمال والأعمال بعدما اكتسبت هذه السمعة على مدى عقود من الزمن. والشاهد على ما أقول نجاح البحرين في تنظيم معرض البحرين الدولي للطيران، هذا المعرض قد حضرت افتتاحه ورأيت مدى تفوق أفراد سلاح الجو الملكي البحريني وهيئة شئون الطيران المدني في الإعداد والجاهزية لهذا الحدث الضخم بتوجيهات ممثل جلالة الملك سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، رئيس اللجنة العليا المنظمة، فالمعرض كما وجدته ليس تظاهرة سياحية فقط إنما تظاهرة اقتصادية مهمة بحضور كبار الشخصيات من ضيوف جلالة الملك وكبار المستثمرين وحتما البحرين تسجل فيه نقاطا تضاف إلى رصيدها في امتداد علاقاتها الدولية وتنسق لتعاونات هامة كما هو الوضع مع روسيا، فبعد النجاح في استيراد القمح الروسي يحل نائب رئيس الوزراء الروسي ضيفا على البلاد وزائرا للمعرض لعقد المزيد من المباحثات والمشاورات الاقتصادية مع حكومة المنامة. كما أن في اختيار توقيت المعرض سعي جاد لمحاولة معافاة سمعة قطاع الطيران المحلي بعدما نالت من تلك السمعة الأحداث الأمنية الأخيرة، فكما هو معروف أن قطاع الطيران من أكثر القطاعات الاقتصادية تأثرا بحالة عدم الاستقرار. وقد يسأل السائل: وما يخصني ويعنيني أنا بالطيران فذاك مجتمع له فعالياته وناسه؟ فأجيب ان تخلق المكان والحدث لاستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين من شتى أقطار العالم، فتلك فرصة بحد ذاتها لأن تضمن الترويج الاستثماري لبلدك وتقنعهم بما هو موجود فيها ومتاح من نمط معيشة وبنية تحية وخدمات. ومتى ما أقنعت المستثمر الأجنبي أن يستثمر في بلادك فأنت تضمن أن تدير عجلة سوق العمل بتوفير وظائف عمل جديدة. وهذا أس اهتمام البحريني ومطلبه. وهذا بالضبط ما حدث أمامي في المعرض حين أعلنت شركة أيروثرست القابضة الأمريكية انطلاقة أعمالها في البلاد باستثمار يصل إلى ؟؟مليون دولار وسط تأكيد على ألا تقل نسبة توظيف البحرينيين عن 30 بالمائة مبدئيا وابتعاثهم للتدريب في الخارج. وكان لمجلس التنمية الاقتصادية الدور الكبير في تسهيل تسجيل الشركة المختصة بصيانة محركات الطائرات، ومعلوم أن سوق الطيران واعد جداً على المستوى العالمي ومن الأجدى استقطاب استثماراته للمنطقة سواء أكان في مجال الطيران التجاري أو خدمات الصيانة وحتى الخدمات المقدمة للمسافرين. كما أن حدثا كمعرض البحرين الدولي للطيران بهذا المستوى تبرز فيه بصمات الشباب في الفرق التنظيمية والإعلامية لهو دليل آخر على اعتزازنا بما نملك من طاقات بشرية مخلصة للبحرين ومحبة لنجاحها وتميزها. ومقام المقال إن البحرين ستظل تحلق عاليا في سماء المجد مهما نعقت أصوات الشئوم والترهيب ومتفوقة في مجال تنظيم المعارض المختصة واجتذاب المستثمرين إليها برغم كل مغريات دول الجوار.