أخبار دولية
فرنسا تهدد بانسحاب مبكر من أفغانستان بعد مقتل أربعة من جنودها
تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
كابول - الوكالات: هدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بانسحاب مبكر للقوات الفرنسية من افغانستان واعلن تعليق عملياتها بعدما قتل جندي افغاني اربعة عسكريين فرنسيين في ثاني حادث من هذا النوع خلال شهر واحد.
ووقع الهجوم في إطار تدريب داخل قاعدة غوام في منطقة تقب شرق افغانستان. وقد قتل اربعة جنود فرنسيين وجرح 15 آخرون اصابات ثمانية منهم خطيرة، حسبما ذكرت السلطات الفرنسية. واوضحت مصادر امنية ان الجنود الفرنسيين «لم يكونوا مسلحين» ولا يرتدون سترات واقية من الرصاص وكانوا يشاركون في تدريب رياضي.
وقال ساركوزي «نحن اصدقاء للشعب الافغاني وحلفاء للشعب الافغاني لكن لا اقبل ان يطلق جنود افغان النار على جنود فرنسيين»، موضحا وزير الدفاع جيرار لونغيه ورئيس هيئة اركان الجيوش الاميرال ادوار غييو سيتوجهان «فورا» إلى افغانستان.
واضاف الرئيس الفرنسي الذي كان يتحدث امام الدبلوماسيين الفرنسيين بمناسبة تقديم التهاني بمناسبة السنة الجديدة ان «كل عمليات التدريب والمساعدة على القتال التي يقوم بها الجيش الفرنسي علقت». وسيقدم لونغيه تقريرا فور عودته من افغانستان.
وقال ساركوزي «اذا لم تحدد الظروف الامنية بوضوح فسنطرح حينئذ مسألة انسحاب مبكر للجيش الفرنسي»، واعدا ببحث هذه المسألة مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي.
وقد قدم كرزاي الذي سيزور فرنسا في 27 يناير، تعازيه على الفور إلى فرنسا.
وقال في بيان انه «حزين جدا من جراء هذا الحادث ويعبر عن تضامنه وتعازيه للشعب الفرنسي ولعائلات الضحايا» مؤكدا ان «فرنسا قدمت مساعدة كبرى» لأفغانستان في السنوات العشر الماضية وان «العلاقات بين البلدين كانت تستند على الدوام إلى النزاهة».
من جهته انتقد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه شروط التجنيد، مؤكدا ان فرنسا تطلب من الجيش الأفغاني «ضمانات موثوقة» حول تجنيد عناصره. وقال إن «سلطات كابول يجب ان تقول بشكل واضح اي الاجراءات ستتعهد باتخاذها لتوضيح طرق التجنيد في الجيش الافغاني وضمان الامن للقوة الفرنسية».
وشدد جوبيه ايضا على «تسريع انسحاب كامل من قواتنا المقرر في نهاية 2013».
وقال ساركوزي ان «الجيش الفرنسي يقف إلى جانب حلفائه لكن لا يمكننا ان نقبل ان يقتل اي من جنودنا او يجرح من قبل حلفائنا. انه امر غير مقبول».
وطوق الجيش الفرنسي محيط القاعدة الفرنسية في تقب ومنع دخول قوات الامن الافغانية كما قال مصدر امني اخر.
وفي وقت سابق اعلنت القوة الدولية للإسهام في إرساء الأمن في افغانستان (ايساف) التابعة للاطلسي والتي تعمل القوات الفرنسية تحت رايتها، ان اربعة من جنودها قتلوا برصاص عسكري افغاني لكن من دون تحديد جنسياتهم. وقالت انه تم «اعتقال مطلق النار المفترض».
من جهته قدم الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الجمعة تعازيه لفرنسا معتبرا انه «يوم حزين جدا» لقوات حلف شمال الاطلسي. وقال راسموسن في بيان «انه يوم حزين جدا لقواتنا في افغانستان وللشعب الفرنسي. ارغب في تقديم تعازي بمقتل الجنود الفرنسيين الاربعة اليوم وتضامني مع الجرحى». وهذا الهجوم يذكر بهجوم 29 ديسمبر حين قتل عنصران فرنسيان برصاص جندي من الجيش الوطني الافغاني الذي يقومون بتدريبه في ولاية كابيسا بشمال شرق كابول، المنطقة التي يتسلل اليها عناصر طالبان ويوجد فيها وادي تقب. وبذلك يرتفع إلى 82 عدد العسكريين الفرنسيين الذين قتلوا في افغانستان منذ بدء النزاع في 2001 وإلى ستة عدد القتلى في اقل من شهر.
وفرنسا التي تنشر حاليا 3600 جندي في البلاد بعد سحب 400 عسكري منذ اكتوبر، سجلت في عام 2011 أعلى خسائر لها منذ بدء النزاع مع مقتل 26 جنديا في عمليات بينهم خمسة في هجوم انتحاري في 13 يوليو.
وبعد القرار الذي اعلنه الرئيس الافغاني في نهاية نوفمبر بنقل المسؤولية الامنية في اقليم سورابي (شرق كابول) إلى القوات الافغانية، ركز الفرنسيون جهودهم في كابيسا حيث سجلوا اعلى خسائرهم في .2011
ويقوم الفرنسيون بتدريب الجيش الافغاني الذي يفترض ان يتسلم المهام الامنية من قوة حلف شمال الاطلسي بعد رحيل القوات الدولية المرتقب في .2014
وللمرة الاولى منذ ثماني سنوات تراجع عدد جنود الاطلسي الذين قتلوا في افغانستان سنة بعد سنة لينخفض من 711 في 2010 -السنة الاكثر دموية للقوات الاجنبية- إلى 566 في .2011
ومساء الخميس قتل ستة جنود امريكيين في تحطم مروحيتهم في ولاية هلمند، معقل طالبان في جنوب البلاد. ولا تزال ظروف الحادث غامضة حيث تحدث الجيش الافغاني عن مشكلة ميكانيكية فيما اكدت حركة طالبان انها اسقطت المروحية.