الجريدة اليومية الأولى في البحرين



«حافة الهاوية»

تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢

عبدالله المناعي



نشرت «أخبار الخليج» يوم الخميس الماضي أحد أفضل وأهم المقالات التحليلية للوضع في البحرين للأستاذ السيد زهره. وأجد نفسي مجبرا على تسليط الضوء على نقاط مهمة تطرق إليها الأستاذ السيد في المقال. أولا انه إذا ترك الوضع في البحرين على ما هو عليه فإننا يمكن أن نشهد في الفترة القادمة تصعيدا خطرا جدا للعنف والتخريب، مؤكدا أن أشكال العنف قد تصل إلى عمليات ارهابية مثل حوادث التفجير واستخدام اسلحة او حتى اغتيالات. وثانيا أنه اذا ترك الوضع على ما هو عليه فمن الممكن أن تشهد البلاد محاولات متعمدة لاشعال مواجهات طائفية. أما النقطة الثالثة فإنه إذا ترك الوضع على ما هو عليه فقد يخرج الوضع برمّته عن السيطرة، وأكدها بالقول «عن سيطرة الجميع».
وبالفعل فإن تحليل الأستاذ السيد بدأ فعلا بالتحقق، ذلك أن وتيرة أعمال العنف والحرق والتكسير بدأت تتسارع. وقد أكدت الوفاق بعد نشر المقال بيوم أنه ينبغي للجميع أن يستعد للعودة إلى تقاطع الفاروق. وقد انفجرت قنبلة بالقرب من السفارة البريطانية كانت موضوعة تحت سيارة من نوع ميني باص، وكانت قنبلة قد انفجرت قبل تلك الحادثة بأكثر من عام في سيارة كان بها رجلان قيل إنهما كانا قد صنعا هذه القنبلة، وكانا في طور نقلها. وقد وقعت بالفعل مواجهات طائفية ومحاولات لإشعال تلك المواجهات في البديع ومدينة حمد والرفاع وغيرها من المناطق.
وفي المقابل فإن هناك مجموعات جديدة تتشكل كل يوم، بعضها متشدد وبعضها أصولي وبعضها لا يعرف وجهته. والمشكلة في هذه المجموعات أنها مجموعات يافعة لا خبرة لها بالسياسة، وبالتالي فإن حركتها لا يمكن توقعها مما يجعل منهم قنابل موقوتة لا يمكن للشخص أن يتنبأ أين ومتى وباتجاه من سينفجرون.
أما النقاط التالية في المقال فقد قال فيها السيد زهره إنه يجب أن ندرك أن الكل في خطر، وإن الدولة يجب أن تتحمل مسئوليتها في فرض القانون ووقف الحلقة الجهنمية من التصعيد والعنف والتحريض الطائفي وانه يجب أن تدرك أن البحرين ليست دولة ضعيفة ولا عاجزة عن مواجهة هذه المخططات. وأكد السيد زهره ذلك في مقاله بالقول «الدولة ترتكب خطأ تاريخيا فادحا ان هي تصورت انها لا تستطيع مقاومة الضغوط الأجنبية». أما أهم نقطة فهي أنه ينبغي على كل القوى الوطنية «الشيعة قبل السنة» أن تنتفض لمقاومة «هذا المخطط».
أرجو من الجميع قراءة هذا المقال. وأرجو من الدولة أن تتعظ به. أعلم أن السيد زهره قد لا يكون بمواصفات المستشارين الذين تستقدمهم البحرين من ذوي البشرة الشقراء والجوازات الأجنبية، فهو لا يحاول سرقة أموال البلد بأخذ مبالغ خرافية نظير تقديم النصح.. إلا أنه في رأيي المتواضع... يأتي تحليله السياسي ليصيب أكثر مما يخيب، وقد عاش في هذا البلد بما يكفي ليعرف خباياه، ويجب أن يتم الالتفات الى كل ما يقول بصورة جدية.ئص