الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


162 قتيلا في هجمات منسقة واشتباكات في مدينة كانو النيجيرية

تاريخ النشر : الأحد ٢٢ يناير ٢٠١٢



كانو - (ا ف ب): اسفرت سلسلة تفجيرات منسقة استهدفت قوات الامن يوم الجمعة، فضلا عن اشتباكات اعقبتها، عن سقوط 162 قتيلا على الاقل في كانو ثاني كبرى مدن نيجيريا، وكانت الجثث لا تزال في الشوارع أمس السبت. وفرضت السلطات حظرا للتجوال في المدينة، التي تعد ايضا كبرى مدن الشمال المسلم، بعد اعمال العنف الاخيرة التي وقعت مساء الجمعة واستهدفت ثمانية من مقار الشرطة وادارة الهجرة والجنسية، فضلا عن ابنية سكنية.
وصرح مصدر بمشرحة المستشفى الرئيسي بمدينة كانو شمال نيجيريا امس السبت بأن عدد قتلى التفجيرات المنسقة والمعارك التي دارت بالرصاص في المدينة ارتفع الى 162 قتيلا على الاقل. وقال مسؤول بالمشرحة من دون الكشف عن اسمه «نتسلم الجثث منذ الليلة الماضية من ايدي العاملين بالاغاثة».
وتابع «في اللحظة لدينا 162 جثة بالمشرحة، والرقم مرشح للارتفاع لان الجثث يتوالى وصولها»، في الوقت الذي مازال ذوو الجثث التي يتم التعرف على هويتها يأتون لانتشالها. وكانت محصلة قتلى الهجمات قد تصاعدت على التوالي منذ ورود انباء يوم الجمعة عن نحو 20 انفجارا استهدفت مراكز للشرطة ومقارا لادارة الهجرة ومقارا سكنية بالمدينة.
وذكرت اكبر صحيفة في الشمال ان ناطقا باسم جماعة بوكو حرام الاسلامية تبنى الهجمات قال انها رد من الجماعة المتشددة على رفض السلطات اطلاق سراح اعضاء من الجماعة قيد الاحتجاز. وكانت عشرات التفجيرات قد ضربت شمال نيجيريا في الاشهر الاخيرة ونسبت إلى حركة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة، او هي تبنتها بالفعل.
وقد دوى نحو عشرين انفجارا ضخما في المدينة بينما هاجم انتحاري مقرا للشرطة الاقليمية وهزت سيارة مفخخة مقرا لشرطة الولاية وتمكن مهاجم من الفرار قبل ان ترديه قوات الامن، بحسب مصادر بالشرطة. كما تعرض عدد من مقار الشرطة الاخرى للاستهداف من بينها بناية تعود لمخابرات الشرطة، فضلا عن هيئة تابعة لادارة الهجرة والجنسية. وسمع دوي الرصاص في مناطق عدة بالمدينة، بينما كان صحفي بقناة تلفزيون محلية من بين من قتلوا بالرصاص اثناء تغطيته لاعمال العنف.
وصباح أمس السبت قال نظيرو محمد، احد سكان كانو الذي يقيم قرب مقر لقيادة الشرطة استهدفه الهجوم، «اسير الان في شوارع منطقتي.. بين منزلي ومقر قيادة الشرطة في هذا الشارع احصيت 16 جثة ملقاة على الارض منها ستة لعناصر الشرطة». وتحدث شرطي طلب عدم كشف اسمه عن عشرات القتلى. وقال الشرطي «ثمة عدد كبير من الضحايا حول مقر الشرطة.. قتل الكثير من المدنيين برصاص المهاجمين، ومن الصعب تحديد حصيلة القتلى، غير ان العدد بالعشرات». وبدأت التفاصيل ترد عن الهجمات حيث يتردد ان مفجرين انتحاريين اثنين على الاقل انخرطا فيها. وبحسب مصدر في الشرطة فقد سعى انتحاري للاقتراب من قافلة ضمت قائد الشرطة قرب مقر شرطة الولاية، وعندما لم يستطع ذلك بسيارته قفز منها وسعى للفرار، فاطلقت الشرطة النار عليه وأردته قتيلا. وبحسب احد السكان انقلبت سيارة واعقب ذلك انفجار مدو اثر محاولة الانتحاري الفرار. وقال مصدر للشرطة ان ذلك كان محاولة لهجوم انتحاري.
واضاف المصدر ان المهاجم «حاول اختراق نقطة تفتيش قرب مقر الشرطة، غير ان رجال الامن فتحوا النار، فقفز من سيارته وحاول الهرب ولكن قوات الامن تعقبته وأردته قتيلا». وجاءت هذه الهجمات في كانو، التي كانت قد نجت حتى الآن من أسوأ اشكال العنف التي تتهم «بوكو حرام» بها خلال الشهور الاخيرة، لتثير فزع السكان الذين اخذوا في النزوح من مناطق سكنهم خشية مزيد من الهجمات.
واعلن الرئيس جودلاك جوناثان حالة الطوارئ في مناطق من اربع ولايات في الحادي والثلاثين من ديسمبر هي الاكثر تضررا من جراء الهجمات السابقة التي تتهم بوكو حرام بالمسؤولية عنها. لكن مدينة كانو لم تكن ضمن المناطق الخاضعة لحالة الطوارئ ولم تكن بين المناطق المعرضة للهجمات التي شهدتها نيجيريا اخيرا، اذ تركزت تلك الهجمات على المناطق الشمالية الشرقية من البلاد.