الجريدة اليومية الأولى في البحرين



أفيقوا قبل فوات الأوان

تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ يناير ٢٠١٢

صلاح عبيد



لا خلاف على أن الأمريكان يتلاعبون اليوم بالدول العربية بشكل عام وبدول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، وهدفهم من ذلك تمزيق أوصال عالمنا العربي ونهب ثرواته وإدخال شعوبه في صراعات ونزاعات مدمرة وحروب داخلية دامية لا تنتهي، وهو هدف معلن منذ سنوات طويلة وسبق أن تناولته الصحف بالشرح والتحليل خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق السيئ السمعة والصيت جورج دبليو بوش الذي أعلن بمنتهى الصراحة وعلى رؤوس الأشهاد إطلاق حرب صليبية جديدة ضد عالمنا العربي والإسلامي، كما أعلنت وزيرة خارجيته الشمطاء كونداليزا رايس ملامح تلك الحرب ممثلة في نشر ما أسمته (الفوضى الخلاقة) لإعادة رسم خريطة العالم العربي والإسلامي بما توافق مع المصالح الأمريكية الصهيونية ويقضي على أي أمل في بروز دولنا وشعوبنا حضاريا إلى الأبد.
كما لا يختلف اثنان اليوم على أن أمريكا استغلت هوس ملالي إيران بحلم إعادة إقامة الإمبراطورية الفارسية مرورا بإسقاط أنظمتنا الحاكمة في الخليج العربي واحتلال أراضينا عبر استخدام ورقة الدين ونشر مذهب ولاية الفقيه لاستغلال أكبر عدد ممكن من أتباع المذهب الشيعي في الخليج لخدمة أهداف النظام الإيراني المتطرف، وذلك ليكون تحقيق أحلام ذلك النظام مطية توصل الأمريكان إلى مبتغاهم من دون أي خسائر، إذ أنهم سيدمرون ذلك النظام في النهاية ويقضون عليه تماما وعلى كل أحلامه التوسعية ويرثونه كما ورثوا النظام العراقي من قبله.
لسنا نلوم نظام ملالي طهران على ما يفعله لأنه عميل للشيطان ينفذ مخططاته ويشترك معه في الأهداف، لكن نلوم إخواننا الشيعة العرب الذين انطلت عليهم لعبة ملالي طهران وتصوروا أنهم طوق النجاة لتحقيق حياة أفضل لهم في الحياة الدنيا ثم يضمنون لهم مجاورة النبي وآل بيته الكرام في جنات الخلد في الحياة الآخرة إذا قاتلوا إخوانهم في الدين. إننا نلوم إخواننا الشيعة العرب الذين انطلت عليهم تلك الأكاذيب ولم يسألوا أنفسهم لماذا لم يحقق أولئك الملالي للشعب الإيراني الشيعي حياة النعيم الموعودة في الدنيا على الرغم من استيلائهم على سدة الحكم منذ أكثر من ثلاثين عاما؟! ولم يسألوا أنفسهم عن مدى جواز تنكيل ذلك النظام الفاسد حتى بالعلماء الشيعة الكبار إذا حاولوا الاعتراض على سياساته التخريبية التي تخدم أعداء الأمة الإسلامية بشكل كامل وعدم احترام مكانتهم العلمية والدينية؟! ولم يسألوا أنفسهم بأي فتوى فاسدة يجيز ذلك النظام الدموي لجلاوزته وجلاديه أن يطلقوا النار على المواطنين العزل في الشوارع، ويشنقوا أي معارض يرفع عقيرته بالاعتراض على سياساتهم أو يطالب بشيء من الحقوق السياسية أو الإنسانية التي تكفلها كل الأديان السماوية والمواثيق والمعاهدات الدولية من دون حتى إتاحة الفرصة له للدفاع عن نفسه أو للحصول على محاكمة عادلة؟!
سيندم في الغد القريب إخواننا الشيعة الذين يستميتون اليوم في الدفاع عن نظام ملالي إيران وفي تنفيذ أجندته التدميرية التي تخدم الأهداف الأمريكية والصهيونية، سيندمون حين يرون إخوانهم أهل السنة الذين عاشوا وإياهم قرونا طويلة في سلام ووئام ومحبة وارتبطوا معهم بعلاقات مصاهرة وثيقة وتقاسموا معهم لقمة واحدة وتجاوروا معهم على أرض واحدة تتم إبادتهم مثلما حدث في العراق ثم تدور الدائرة على الشيعة العرب أنفسهم لتصفيتهم بالعمليات الانتحارية والانفجارات المدبرة وأحكام الإعدام الصادرة عن محاكم (ثورية) تلفق تهم العمالة والخيانة ومعاداة أهل البيت لأي شخص يرفض هيمنة طواغيت طهران حتى لو كان أكثر أهل الأرض التزاما بمذهبه الشيعي.
أفيقوا يا إخواننا الشيعة العرب قبل أن يجرف الطوفان أوطانكم كما اجتاح الأحواز بالأمس البعيد والعراق بالأمس القريب، وضعوا أيديكم في أيدي إخوانكم أهل السنة لصد الهجمة الأمريكية الصهيونية القادمة قريبا جدا على أيدي نظام طهران الذي باع نفسه للشيطان.



salah_fouad@hotmail.com