أخبار البحرين
يونيدو خلال مؤتمر صحفي يعلن إطلاق مشروع الرواد الزراعيين
الحاضنات الزراعية تناسب شح الأرض في البحرين
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) انطلاقة برنامج الأمم المتحدة لـ «رواد الأعمال الزراعيين» في مملكة البحرين صباح امس تزامنا مع معرض البحرين الدولي للحدائق، وما حققه من حضور ونجاح محلي وإقليمي ودولي.
جاء ذلك خلال عقد المؤتمر الصحفي في مبنى (اليونيدو) بالمنطقة الدبلوماسية، تحدث فيه الدكتور هاشم حسين الرئيس التنفيذي لمكتب اليونيدو في البحرين معلنا تدشين مشروع جديد يعرف باسم «الرواد الزراعيون» من جهة، ومعلنا من جهة أخرى دور كل من المركز العربي الإقليمي لتدريب وتنمية رواد الاعمال والبنك الإسلامي لدعم هذه المبادرة في التدريب والتمويل وذلك باعتبارها مبادرة تطلق للمرة الأولى في العالم بهدف إعداد رواد أعمال في الزراعة بمختلف دول العالم.
وأكد الدكتور هاشم، وهو يواصل حديثه، ان اليونيدو يهمها ايضا ان تضع أرض مملكة البحرين دائما في مقدمة الدول التي تجرب فيها برامجها وخططها التنموية، وبالتالي اصبحت مملكة البحرين في نظر اليونيدو منطلقا لتدشين مختلف المشاريع التنموية المفيدة للبحرين وشعبها ولشعوب أخرى، كما تشهد بذلك برامج التنمية الصناعية التي طرحتها اليونيدو على مدى السنوات العشر الماضية، ومدى النجاحات التي تحققت في هذا الخصوص.
فرص عمل للشباب
وأضاف أن هذا المشروع بقدر كونه مشروعا اقتصاديا يهدف إلى إيجاد فرص عمل لقطاع عريض من الشباب واعدادهم للاستثمار والعمل في القطاع الزراعي، يهدف إلى المساهمة إلى حد ما في حل مشكلة الامن الغذائي سواء في البحرين أو في الدول العربية من خلال التوسع في التجربة البحرينية، متوقعا نجاحها كما نجحت المشاريع السابقة، وبالتالي العمل على نقلها إلى دول أخرى.
وذكر ان الدراسات الحديثة في هذا الشأن تشير إلى ان دول الخليج يتوقع ان تستورد مواد غذائية بقيمة 51 مليار دولار مع مطلع عام 2020، أي ضعف ماهو عليه في الوقت الراهن، وهذا عبء كبير يتطلب وضع حلول له زمنية ومقننة ضمن خطط زراعية مدروسة، واستخدام تكنولوجيا وآليات متطورة في الزراعة مع تعليم جيل يعرف معنى الزراعة، وثقافته واهتمامه كبيران في هذا المجال.
وتابع الرئيس التنفيذي لمكتب اليونيدو: بالإضافة إلى حاجة المتدربين إلى الإشراف الإداري ومتابعة تجاربهم، وتوجيه النصائح لتحقيق الغاية المنشودة ونوه إلى أن هذا الحجم من الاستيراد (استيراد المواد الغذائية) وتصاعده عاما وراء آخر سيظل تحديا كبيرا أمام مستقبل دول الخليج، متى ما علمنا انها دول تفتقر إلى الأراضي الزراعية والماء.
الاستثمار الزراعي
أما فيما يخص الوضع الزراعي في البحرين، فقد ذكر الدكتور هاشم ان المشاريع الزراعية في البحرين محدودة وتحتاج إلى زيادة الإنفاق والاستثمار المالي لاستخدام تكنولوجيا متقدمة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تشجيع ودعم المستثمرين (رواد الأعمال) المهتمين بالتنمية في القطاع الزراعي، مشيرا في هذا الجانب إلى استعداد منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) للتعاون مع وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي وشركاء آخرين.
واستدرك من جهة أخرى: لكن على الرغم من أن البحرين محدودة الأرض الزراعية، فإنه يمكن إقامة مشاريع زراعية عليها وذلك من خلال اعتماد التقنيات الحديثة التي لا تتطلب أرضا واسعة ومساحة شاسعة من خلال ما يعرف بـ (المحميات الزراعية) يراعى فيها ظروف الأنواء الجوية والآفات الزراعية وكميات المياه المعالجة مع استغناء واضح عن حجم ومساحة التربة قياسا مع الزراعة التقليدية.
المراحل الأربع
وأماط اللثام في نهاية حديثه عن المراحل الأربع التي يتكون منها برنامج تنمية المشاريع الزراعية، وهي، أولا: إعداد وتمكين الرواد الزراعيين من خلال التدريب وصقل المواهب وتحديد كيفية إنشاء مشروع صغير، وكيفية تحقيق التنمية المستدامة فيه.. ثانيا المشورة والربط التكنولوجي من خلال خبراء متخصصين في مجال الزراعة لمساعدة المستثمر على استخدام التقنية والآلة الحديثة. ثالثا - الربط المالي: بعد انتهاء من وضع خطة عمل المشروع، يتم تعريف الرواد بالمتطلبات المالية للمشروع، وتقييم إمكانياته، وتوضيح متطلبات الحصول على قروض من بنك البحرين للتنمية وبنك الإبداع على سبيل المثال.
الاحتضان نوعان
رابعا ؟ الاحتضان: بعد الحصول على التمويل، يصبح الرائد الزراعي قادرا على البدء الفعلي في العمل والتنفيذ من خلال فريق العمل، وتحديد المشروعات الأولية التي تحتاج إلى احتضان خارج الجدران، أو الاحتضان داخل الجدران (داخل البيوت). وأوضح معنى (الاحتضان داخل البيوت)، قائلا: يعني إنشاء حاضنة متخصصة للمشاريع الزراعية تكون مجهزة بالمعدات والآلات الأساسية والمختبرات التي من شأنها مساعدة رواد الزراعة على تحقيق طموحاتهم».
واختتم الدكتور هاشم بأن تجربة الحاضنات الزراعية المزمع تجربتها في البحرين تأخذ مابين 3 و6 شهور، وسيتم نقل هذه التجربة بعد نجاحها إلى دول عربية أخرى مشددا على ان الهدف من هذا المشروع هو ان تسهم اليونيدو كمنظمة دولية تنموية في توفير فرص عمل للإنسان أينما تواجدت على أرض دولة ما، مشددا في الوقت ذاته على ان الاستثمار في الإنسان هو من افضل الاستثمارات لكونه يخلق جيلا متعلما يجيد أكثر من مهنة، وعليه تتعدد فرص الخلق والإبداع في مثل هذه الحالات التي نحن في أقطار العالم العربي بأمس الحاجة اليها.
تجربة بحرينية
ومن جهة أخرى، قامت «أخبار الخليج» بعمل لقاء مع أحد رجال الأعمال من الشباب البحريني، ويدعى (محمود الطويل) الذي التحق بأحد برامج التدريب في اليونيدو في سنة 2006، وقدم لهم دراسة مبسطة عن (مشروع عمل حديقة فيها حوض أسماك بالمنزل)، منوها الى ان الأمر كان أشبه بالهواية بالنسبة إليه، ولكن طموحه كان اكبر، فتحولت الهواية إلى مصدر رزق حيث التحق بالعمل بعد التدريب في مؤسسة للمساحات الزراعية والحدائق ثم ترك العمل لديها.
وتابع: ثم بدأ العمل في مشروعه الخاص «مشروع الزينة أحواض وأسماك» مشيرا إلى انه يريد تطوير المشروع من خلال الحاضنات بدعم اليونيدو وبتمويل من بنك البحرين للتنمية وغيرها من المؤسسات المالية، وألمح إلى أنه قد باشر التنسيق مع أصحاب عمل من السودان بحكم خبرتهم في مجال الزراعة، بينما يتولى هو تربية اسماك الزينة، مشيرا إلى أهمية تعميم ثقافة أسماك الزينة لدى المواطنين والمقيمين وأثرها في توفير الراحة النفسية في المنزل والسكن ومكان العمل.