الرياضة
الكرة الطائرة الحديثة قوّة وسرعة وتدخلات فنية دقيقة
التجربة الهولندية ومزاحمة التحكيم الإلكتروني للتحكيم البشري
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢
دخلت الكرة الطائرة الحديثة عصر السرعة مع بطولة كأس العالم للمنتخبات والتي اختتمت باليابان 2011، وبصم على لقبها العملاق الرّوسي بناطحات سحابه وإرساله الصاروخي الذي بلغت سرعته 120 كلم في الساعة، وأرادت أن توصل رسالة واضحة الإشارة مؤداها أنّ الكرة الطائرة الحديثة أبت أن تتخلف عن ركب العصر الذي تعيش فيه الذي يتميّز بالسرعة في مختلف جوانبه الحياتية. والمنتخب الروسي الذي عاد من جديد إلى منصات التتويج من جديد بعد غياب طويل دام (12 عاما) لم يستعد موقعه إلا بقوة هجومه وإرساله وحائط صدّه وتدخلات مدربه الفنية المثمرة في الأوقات الحسّاسة والمفصلية.
تحطيم الأرقام
والسرعة التي نعنيها هنا ليست سرعة الطائرة الآسيوية التي تتميّز بتركيباتها من وسط الشبكة بالمنطقة الأمامية، ولكن سرعة الطائرة الأوروبية التي لها تركيباتها الخاصة بات ضارب مركز (2) هو محور الفريق واللاعب الذي دائما ما تكون له الكلمة النهائية، ناهيك أنّ الكرة الطائرة الحديثة صارت تعتمد على القادمين من الخلف على شاكلة كرة القدم، وخاصة من مركز(2و6) ودخلت اللعبة منطقة تحطيم الأرقام على مستوى سرعة الإرسال والهجوم، وبات ليبرو الفريق بناء على ذلك يتحصّن بتدريبات خاصة تمكنه من استقبال إرسالات وكرات هجومية تعادل سرعة 120 كلم في الساعة وأكثر، وإذا كان في فترة سابقة يمكن لأي لاعب أن يمارس اللعبة، فإنّ المعايير الجديدة قلبت الأمور رأسا على عقب، فالأطوال صارت أقرب إلى الأبراج وناطحات السحاب، ولم يعد للأقزام محل من الإعراب، ونحن هنا نتكلم على الممارسة المثالية وليس على شاكلة ما نشاهده في ملاعبنا العربية مع بعض الفوارق.
ذكاء روسي
ولم يجد المنتخب الروسي بطل كأس العالم السابقة في اليابان لوقف المنتخب البرازيلي الذي يلعب بسرعة غير طبيعية إلا التعويل على الإرسال الصاروخي - إن صحّ التعبير - وما علينا إلا العودة لمشاهدة لقاء الفريقين في البطولة لنتأكد من أين يأتي البرازيليون بالكرات جراء سوء استقبال الليبرو سيرجيو وهو الذي سبق له الحصول على أكثر من لقب أفضل ليبرو في العالم. وفرض الروس على زملاء جيبا اللعب المكشوف وواجهوهم بحوائط صد أسمنتية خانقة.
ولا يمكن لإرسال أو كرة هجومية تصل سرعتها كما أشرنا إلى 120كلم في الساعة وأكثر إلا أن يكون وراء كل ذلك عضلات مبنية على أساليب علمية في التدريب، إضافة إلى برنامج غذائي مركّز ونظام حياة بعيد عن الارتجال والعشوائية.
تدخلات فنية دقيقة
قال المحاضر الدولي الياباني أداتشي إنّ هناك أكثر من منتخب في كأس العالم الأخيرة التي اختتمت في اليابان يستحق اللقب لتقارب المستويات واللعب بأسلوب متشابه ولاعبين على مستوى عال من الإمكانات والمهارة، ولكن- والكلمة مازالت للياباني- التدخلات الفنية الدقيقة من المدربين في طلب الوقت المستقطع ونوعية التوجيهات والتغييرات المؤثرة والموفقة كل ذلك يلعب دوره في حسم الأمور، مؤكدا أنّ هناك جيشا من المدربين إلا أنّ هناك دائما الأفضل فالأفضل.
كأنك موجود معنا
لم يجد المحاضر الدولي جعفر نصيب إلا أن قال لنا (كأنك موجود معنا في الاجتماع) ويقصد اجتماع لجنة الحكام بالاتحاد الدولي الذي عقد في سويسرا مؤخرا، عندما طرح عليه الملحق الرياضي السؤال التالي: كيف يساير التحكيم سرعة الطائرة الحديثة؟ وجاء رده قائلا: هذا السؤال طرح أثناء الاجتماع وكأنك موجود معنا، واتفق معك على أنّ الطائرة الحديثة تغيرت وباتت أكثر سرعة وقوّة إلا أنها صارت تفتقر إلى الحكام ذوي الاختصاص والقادرين على مسايرتها في تطورها، إذ شهد ميدان التحكيم في الآونة الأخيرة تقلّص أصحاب الكفاءات ولم يبق منهم إلا القليل، وهم على موعد مع الابتعاد لظروف الاعتزال خلال العام القادم، وهذا يفرض على اللجنة الأخذ بأيدي الحكام الجدد، وضخّهم في البطولات للاحتكاك واكتساب الخبرات بهدف تكوين صف ثان يكون في مستوى الحكام المبتعدين، مطالبا في الوقت نفسه إعطاء السيدات فرصة لولوج ميدان التحكيم إذ يرى نصيب أنّ هناك الكثير منهنّ يملكن القابلية وكل ما يحتجن إليه هو الاحتكاك والمشاركة المستمرتين.
متطلبات التحكيم
وتطرق نصيب إلى متطلبات التحكيم في ضوء تطور اللعبة حتى يسايرها واضعا سرعة البديهة في المقام الأول والتركيز الذهني وقدرة النظر، ولذلك - والكلمة لنصيب - يخضع الحكام في البطولات العالمية لفحص طبي بدني قبلي واختبارات ذهنية وهو إجباري ومن لا يجتازه يستبعد من البطولة.
كاميرات ضبط
وكشف الخبير نصيب أنه تمّ التطرق في الاجتماع إلى وضع كاميرات على شاكلة ما هو مستخدم في ملاعب التنس لضبط كرات اللمس (التج، والكرات الداخلية) جراء سرعتها إضافة (لتعدي خط الوسط وملامسة خط الهجوم)، وأكد أن التجربة فعلت في الدوري الهولندي عندما وضعت (8 كاميرات) وتم استعراض التجربة في الاجتماع الأخير بحضور رئيس الاتحاد الهولندي ومسئولين من التلفاز الهولندي وأحد الاختصاصيين إلا أنّ التجربة لها من الإشكال الذي يتمثل في تكرار اللحظة التي تكون فيها الكرة داخل او خارج الملعب، عندها يرجع للاختصاصي الموجود خلف الجهاز والجالس بجنب (الجوري) للأخذ برأيه وخاصة لما يكون قرار الحكم خاطئا وتكرار مثل هذه الألعاب يعطي وقتا إضافيا للمباراة، لافتا نصيب النظر إلى أنه بادر اثناء الاجتماع إلى طرح سؤال متعلق بالكلفة المادية التي تصل إلى قرابة (1500 دولار) تعطى للأجهزة الفنية المنفذة لهذا البرنامج في كل مباراة وهذا عبء ماليّ كبير بحسب وصفه.
حسين إمام والمقترح نفسه
وقال نصيب - للأمانة - قدم حسين إمام المدير الفني للاتحاد القطري للكرة الطائرة المقترح نفسه السابق والمتعلق بوضع كاميرات ضبط خاصة للألعاب الدقيقة والسريعة.