الجريدة اليومية الأولى في البحرين



حكايات من الزمن الجميل

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢

محميد المحميد



أول السطر:
لزعلمنا - من مصادر مطلعة - بأننا في اللحظات الأخيرة من معرفة وجود كمية مشجعة من النفط في إحدى الآبار الجديدة في المياه المحيطة للمملكة. وإذ نأمل الخير عند سماع إعلان الخبر بشكل تفصيلي بعد أيام قليلة، فإننا نسجل الشكر والعرفان للمهندسين وخاصة البحرينيين الذين بادروا إلى دفع عملية الاستكشافات النفطية بعد أن يأس منها الكثير.. مبروك للوطن والمواطنين.
حكاية في الزمن الجميل:
- امرأة مطلقة حكم عليها بالسجن مدة ثلاثة شهور في إحدى القضايا.. وقد أنهت فترة الحكم الصادر بحقها ورجعت إلى أبنائها، وكل ذلك كان بفضل الله وبسبب وقوف ومساندة طليقها الذي لم يتوان لحظة في مساعدتها وتقديم يد العون إليها، في الوقت الذي ابتعد فيه عنها جميع معارفها وأصدقائها.
وقد أعلنت تقديم الشكر الجزيل والعرفان إلى طليقها على موقفه المشرف معها.. وقالت له: «أنا مستعدة لأن أكون خادمة تحت قدميك من أجل عيون أبنائي ومن باب رد الجميل لك». كما قدمت أسفها إلى كل شخص يطالبها بدَين وتقول له إنني سوف أعمل وأجتهد من أجل إرجاع المبالغ التي في رقبتي وأطلب العفو السماح من كل من له دين عندي، وسأكون تحت حسن ظن الجميع.
ما سبق ذكره عبارة عن رسالة لامرأة تم نشرها منذ يومين في الزميلة الأيام)، وقد استوقفتني الرسالة التي أتصور أن عددا كبير من القراء لم يتوقف عندها ربما لأسباب كثيرة وانشغالات أكثر، ولكنها رسالة تحمل حكاية إنسانية جميلة ورائعة في إعلان امرأة الواقعة وإخلاص زوجها السابق في الوقوف معها في محنتها رغم الانفصال، لأجل العشرة السابقة والأبناء والوفاء الذي كان بينهما.
ربما كنا اليوم في حاجة إلى أن نسلط الضوء على مثل هذه الوقائع، وأتمنى من القائمين على برنامج (أنا البحرين) في هيئة الإعلام تخصيص حلقة لمثل هذه الحكايات التي تعكس قيم الوفاء والتعامل وحفظ العشرة بين الناس مهما باعدت بينهم الأقدار والظروف والأيام، ولربما كانت محاكم البحرين تزخر بقضايا وحكايات عديدة بعضها مفرح وأغلبها محزن ومؤلم، ولكن حان الوقت لتسليط الضوء عليها.
كم من صديق فارق صديقه، وكم من أخ خاصم أخاه، وكم من زوج هجر زوجته وأبناءه، ولكن لحظة الشدة والضيق كان الوفاء والاستجابة والفزعة، وهي أخلاقيات عالية ورفيعة خاصة بهذا المجتمع، وبالتأكيد هناك قصص إنسانية ليست كذلك، ومن المستحيل لظروف عديدة عودة المياه إلى مجاريها بين أفرادها، ولكن يجب أن يتم تسليط الضوء عليها والتوقف عندها، فالقضايا الاجتماعية والإنسانية هي صلب تماسك المجتمع وقوة العلاقات بين أفراده، ولربما أشغلتنا السياسة وفتاوى (السحق) الصادرة عن عيسى قاسم عن التوقف عند هذه الحكايات، ولكن البحرين العزيزة وشعبها الكريم أكبر من كل ذلك ومن الفتاوى الطائفية المجنونة.
حتى الآن لا أعرف اسم المرأة التي كتبت الرسالة، ولا أريد أن أعرفها، ولكن الحكاية والرسالة التي نشرتها تستحق التوقف والشكر والتفكير.
آخر السطر:
حكما هي آخر الأخبار والمستجدات عن الطالب البحريني المفقود في الدولة الأوروبية؟