الجريدة اليومية الأولى في البحرين


محطات


الثقة بالنفس.. الطريق إلى التألق والنجاح

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢



القاهرة: وكالة الصحافة العربية
تتكون شخصية الإنسان من مجموعة من العناصر التي تتفاعل وتتكامل مع بعضها، حتى تشكل في النهاية شخصيته التي تميزه عن غيره. فإذا تحدثنا عن الفتيات بالذات، فلا شك أن هناك عوامل كثيرة تتحكم في تكوين شخصية الفتاة على رأسها المناخ الأسري الذي تربت فيه، ومدى تأثر هذا المناخ بالطقس المحيط به، وهل هواء هذا المناخ نقي أم به ملوثات؟ فالعديد من الفتيات بقصد أو بدون قصد ينغمسن في عادات غير صحية تشوه شخصية بعضهن، ونلمس ذلك واضحاً في مرحلة المراهقة، حيث تنزع الفتاة في هذه المرحلة إلى تقليد الأخريات، وبخاصة في المظاهر، كطريقة الحديث أو اختيار أنواع معينة من الملابس أو التحلي ببعض التصرفات السلبية أو السلوكيات الضارة أو المذمومة.
والذي يلفت النظر ويثير الاهتمام، أن الفتاة لا تختار في عملية التقليد شخصية متزنة، وإنما في الغالب تقوم باختيار شخصيات ونماذج غير سوية، وهذه الشخصيات تكون محط أنظار صغار الفتيات، ولا تحظى الفتاة المتزنة بالإعجاب، ولا تنظر الفتاة إلى المكاسب أو الخسائر من وراء هذا، فلا تنظر مثلاً إلى تقليد زميلة لها في الدراسة تمتاز بالتفوق العلمي، أو تقلدها في تثقيف نفسها بدورات علمية مفيدة في مسيرتها التعليمية، وحياتها العامة.
وللتقليد مخاطره على الفتاة، حيث إنها في المستقبل تكون غير قادرة على معالجة المواقف التي تصادفها أو اتخاذ قرارات تخص مستقبلها، وكذلك فقدانها ثقتها بنفسها، وهذا التقليد الأعمى من دون تفكير للزملاء، مثلاً يؤثر على استقلالية حياتها، لأن الزمالة الدراسية تكون في مرحلة عمرية معينة، ولن تلازمها مدى الحياة، وسيأتي اليوم الذي تفترق فيه عنهن.
اكتشفي مواهبك
ويقدم علماء الاجتماع نصيحة مهمة إلى الفتيات، وخصوصاً في سن المراهقة، التي تعد أخطر مرحلة عمرية، بأن تعتمد كل واحدة على نفسها قدر الإمكان، وأن تغرس في نفسها قبل البدء في أي عمل إرادة النجاح، وتؤكد للآخرين ثقتها بنفسها واعتمادها على قدراتها الذاتية لإنجاز الهدف الذي تسعى إليه، من خلال بذل الجهد والتفاني والمثابرة في العمل للوصول إلى النجاح وتحقيق الاتزان في شخصيتها.
وهناك عوامل يجب أن تعلمها الفتاة التي تريد تحقيق النجاح، بخلاف الجمال والمكانة الاجتماعية والإمكانات المادية، فالنجاح ليس ضربة حظ أو ابتسامة من جانب القدر، إنما هو حصيلة جهد دائم وسير طويل واع وفقاً لخطط مدروسة، وأن النجاح من خلال تجارب الواقع ليس مقتصراً على الموهوبين ولا حكراً على المتفوقين، بل هو في متناول كل شخص يبحث عنه بإصرار مع التقدير الدقيق للإمكانيات التي بحوزته حتى يتسنى له توظيفها بالشكل المناسب، والثقة بالنفس لا تعني امتلاك مواهب غير موجودة، بل تعني أن يقبل المرء حالته الحاضرة، كما هي ويحاول تحسينها ورفع مستواها.
مقومات النجاح
ومن عوامل النجاح أيضا أن تواجه الفتاة مخاوفها وتحتاط لها، فلا يكفي أن نقول إننا نخاف من الفشل أو نخاف من فقد الأحبة، بل من الضروري أن نحتاط للفشل بمحاولة امتلاك مقومات النجاح قدر الإمكان واستبدال الخوف بالإيمان والتوكل عليه، ثم إطلاق إبداعات النفس البشرية للعمل بإخلاص بعيدا عن تقليد النماذج الهشة غير المتزنة.
إلى جانب ذلك فإن الفتاة التي تريد النجاح في الحياة، عليها أن تخلص في العمل وأن تكون يقظة في التعامل مع الآخرين، وأن تكون حريصة على النهل من المعارف، والقدرة على تحديد الهدف وتنظيم العمل وإدارة الوقت والعمل بروح الجماعة وتقبل المشكلات، والتعامل معها بصدر رحب واستحداث طرق شخصية مبتكرة لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح.