الرياضة
أسس النهوض والارتقاء بالكرة البحرينية:
جدوى الاستفادة من مشروع اللجنة الفنية العليا بالاتحاد
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٢
وضع مجموعة من الرياضيين حلولا منطقية من شأنها تفعيل عمل اللجنة الفنية العليا باتحاد الكرة والتي يرأسها الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس الاتحاد رئيس لجنة المنتخبات والتي يقع على عاتقها النهوض بالكرة البحرينية والارتقاء بها على أسس متينة ودعامات قوية لا تتأثر بالظروف المحيطة، وقال الرياضيون في استطلاع أجراه »أخبار الخليج الرياضي« إن الكرة البحرينية تعاني منذ زمن طويل ظروفا مأساوية صعبة انعكست على أداء المنتخبات الوطنية على اختلافها وان المطلوب في المرحلة القادمة تفعيل دور اللجنة الفنية بما يتناسب وحجم العمل المقرر أن تقوم به في المستقبل الجديد مع توجه الاتحاد لإنشاء استاد رياضي ضخم في منطقة الصخير يحتضن فعاليات كرة القدم المحلية.
إدارة العقول المفكرة
قال حسن زليخ لاعب منتخبنا الوطني والنادي الأهلي سابقا إن مفهوم إنشاء اللجنة الفنية أمر إيجابي للغاية وكان من المفترض أن يتم العمل عليه بصورة مبكرة تتناسب وطبيعة العمل الكبير الذي يقع على عاتق اتحاد الكرة، وأضاف: اللجنة الفنية العليا مقترح يجب تفعيله عبر إدارة العقول المفكرة لمواضع صنع القرار في الاتحاد وان نجاح عمل هذه اللجنة يتطلب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وإتاحة الفرصة أمام المفكرين والأكاديميين في إبداء الآراء المختلفة الهادفة للارتقاء بمستوى عمل اللجان الداخلية وتحسين جودة مخرجاتها، وأوضح قائلا: إن النجاح الذي نلمسه اليوم في الكرة العمانية على سبيل المثال هو نتاج لإدارة العقول المفكرة لملفات اتحاد الكرة هناك وهو ما لمسنا انعكاسه على أداء المنتخب العماني والدوري العام لديهم، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في كرة القدم بسلطنة عمان وهي تجربة فريدة من نوعها يتوجب علينا الاستفادة من معطياتها.
وقال حسن زليخ: هناك جوانب فنية وإدارية تقوم بها اللجنة الفنية والاختصاصيون المفترض وجودهم فيها تتمثل في تقديم المقترحات التي من شأنها النهوض بالواقع السلبي وتطوير الأداء العام عبر دراسات وبحوث علمية تستند إلى الواقعية، ومن ثم نبدأ بعملية التخطيط التي ستقوم بانتشالنا نحو الأفضل والمستقبل المشرق، ويرى زليخ أن من الخطوات الأولى لعمل اللجنة الفنية باتحاد الكرة هو وضع خطط كفيلة بإيجاد منشآت رياضية تستوعب القاعدة، مع إيجاد مدربين على مستويات عالية من الكفاءة يقومون بالإشراف على الحصص التدريبية في الأندية ومن لا يستطيع توفير المدرب الكفء على الاتحاد أن يدعمه ويسانده ماديا في خطوة هادفة من شأنها الوقوف على الأفكار التدريبية المطروحة على الناشئة وصغار السن، وأعرب زليخ عن أمله في أن تكون اللجنة الفنية العليا هي المخرج الجديد لأزمات الكرة البحرينية متمنيا أن يوفق القائمون عليها في إبراز الصورة الجميلة لكرتنا ولعقولنا الجبارة التي تنتظر الفرصة للإبداع والتطوير.
ممثلو الصحافة الرياضية
وقال محمد صالح بوبشيت حارس منتخبنا الوطني ونادي البحرين سابقا إن من مقومات عمل اللجنة هو وضع ممثلين عن الصحافة الرياضية في لجان صناعة القرار باتحاد الكرة وإشراكهم في عملية البناء المستقبلية وتذويب جليد الخلافات الموجود مع بعض المحررين إن صح التعبير، وأضاف بوبشيت: لا يتوقف عمل اللجنة على إيجاد هذه الشريحة من المجتمع الرياضي فحسب وإنما يستوجب ذلك إشراك الأكاديميين والمختصين في المجال الرياضي والإدارة الرياضية وهناك الكثير من الكفاءات البحرينية القادرة على إفادة الاتحاد أمثال الدكتور حسين جعفر ونبيل طه والشيخة حصة بنت خالد آل خليفة المشرفة على المنتخب النسائي لكرة القدم، لافتا إلى أهمية وجود اللاعبين القدامى أصحاب الفكر الرياضي المتطور أمثال حسن زليخ وفؤاد بو شقر وخليل شويعر.
وأوضح حارس منتخبنا الدولي سابقا أن المهم هو الاطلاع على التجارب الجديرة بالاهتمام وإرسال مجموعة من المدربين الوطنيين لأخذ التجربة من الدول المتقدمة رياضيا، وهنا أطرح مثالا واقعيا عايشته عندما كنت مع منتخب الناشئين في أوزبكستان في فترة سابقة وعرفت أن المنتخب الهندي الذي يلعب معنا في نفس المجموعة قد تدرب في مانشستر يونايتد وأن المنتخب التايلاندي أصبح رقما صعبا في القارة الآسيوية ومنتخبات كبيرة كالسعودية وأستراليا تعاني عندما تواجهه، وأكد بوب شيت أن علي بن خليفة يعمل بجد واجتهاد ويحتاج إلى من يسانده ويدعم مخططاته ويعينه على التوظيف الصحيح للكوادر البشرية معربا عن ثقته بقدرة رجالات الاتحاد على النهوض بواقع الكرة شريطة توافر الدعم المادي المناسب.
نظام المكافآت والتسويق
وطرح الرياضي زهير توفيقي مدير العلاقات العامة بشركة جيبك وهي واحدة من الشركات التي تدعم القطاع الرياضي وبقوة فكرة اعتماد نظام مكافآت واضح المعالم ينهض بأداء اللاعبين في الأندية المحلية في المقام الأول ويستفاد منه على صعيد المنتخبات الوطنية، وقال زهير توفيقي: أعتقد أن نظام المكافآت في الأندية الوطنية لا يعمل بالصورة الصحيحة وهناك تجارب كثيرة سمعنا بها وقرأنا عنها بخصوص احتجاجات لاعبي بعض الأندية على عدم حصولهم على المكافأة بعد الفوز في مباراة ما، وهذه المعضلة تمثل هاجسا حقيقيا في المستوى العام للاعب وتؤثر على جوانبه النفسية والفنية، مشيرا إلى ضرورة وقوف الاتحاد إلى جانب اللاعبين والضغط على الأندية في هذا المجال.
وأضاف: لابد أن تتوافر لدينا خطة بعيدة المدى لإنشاء ملاعب رياضية كبيرة وخطوة إنشاء استاد الصخير تمثل نقلة في الاتجاه الصحيح ومن الضروري أن تتوالى الأفكار التطويرية الخاصة بالبنية التحتية الرياضية على أمل استيعاب الكم الكبير من اللاعبين وتوجيههم نحو المسار الصحيح، وأكد توفيقي قائلا: الاتحادات الرياضية بشكل عام تفتقر إلى الخطط التسويقية التي تتعامل مع الرعاة بحرفية عالية، وتجبرها على التردد في توفير الدعم المادي لأنشطتها وهنا تكمن المشكلة عندما تشتكي الاتحادات من إعراض المؤسسات والشركات الكبرى في دعم برامجها متناسية أن جوهر المشكلة يتمثل في سوء الإدارة والتخطيط الجيد، وتطرق توفيقي إلى جانب سلبي آخر يؤثر على النهوض بواقع الكرة المحلية قائلا: يفترض منّا الابتعاد عن المجاملات والمحسوبية وأن نضع الرجل المثالي في المكان المناسب من دون النظر إلى اسمه وشخصه، فهناك أشخاص يحبون الظهور ويتمسكون بالمهام الرئيسة في العمل من دون فائدة ترجى منهم، موضحا أن أنديتنا تزخر بهذه المشاكل المستعصية.
وأشار زهير توفيقي إلى ضرورة الاهتمام بالكفاءات البحرينية ودعمها بما يتناسب ومكانتها الفنية والعلمية، وأن إنشاء اللجنة الفنية العليا باتحاد الكرة يستوجب النظر في التخصصات الفريدة من نوعها والتي تستطيع تقديم الدعم والمساندة وتحقق الإيجابية للبرامج المطروحة، لافتا إلى وجود مشكلة حقيقية لا يمكن حلّها إلا بالمصارحة والمكاشفة والعمل بمبدأ الشفافية، وأعرب توفيقي عن أمنيته في أن يعكف المسئولون باتحاد الكرة على تصحيح أوضاع البيت الداخلي في المقام الأول ومن ثم يعملون على تصحيح وتعديل واقع الأندية التي تشتكي في كل مرة من قلة الدعم وغياب الدافع في الإنجاز، مؤكدا أن مشاكل الكرة البحرينية صارت مؤرقة وتنتظر الحل الجذري الذي ينتشلها من واقعها المرّ ويقودها إلى مرحلة جني الثمار وإعادة المكتسبات المفقودة.