الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦١ - الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٣ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


نقابة ألبا «يا جبل ما تهزك ريح»





يحاول البعض من سماسرة المواقف والمزايدات ان يكونوا محسوبين على ضفاف الفئة المتحمسة المدافعة عن النظام وآخرين على الفئة المحسوبة على المعارضة التي تدعم العمال المفصولين من أعمالهم بسبب الأحداث المؤسفة التي مرت بها المملكة منذ فبراير ومارس الماضيين، فكلتا الفئتين تحاول بشكل متطرف قلب الموازين وجرها الى جانبها مهما كانت الظروف وبشتى الطرائق، فنرى أن الفئة المدافعة تحاول بكل الوسائل أن تُخون قيادة نقابة عمال ألبا وتشوه سمعتها بوصفها بالعمالة، وذلك لأنها اتخذت قرار الذهاب إلى دوار مجلس التعاون ومشاركة المعتصمين ابان الأزمة السياسية التي مررنا بها من أجل مطالبات تحث على إجراء إصلاحات سياسية في البلاد، وفي ذات الوقت نلاقي على الجانب الآخر هناك الفئة التي تدعي أنها محسوبة على المعارضة وتدعم ملف العمال المفصولين من أعمالهم، هذه الفئة تـُسقط قيادة النقابة وتصفها بالمتخاذلة وقد وصل بها الحال إلى محاولة تشويه قيادة النقابة والتعرض لسمعة عناصرها وذويهم بشكل شخصي على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية والمنتديات.

لقد وصل الحال بالفئتين إلى فقد الموضوعية وبشكل هستيري تتم محاولة النهش في نقابة عمال ألبا وقيادتها بأي طريقة وشاكلة، كأن نقابة ألبا لا يوجد سواها من ذهب إلى دوار مجلس التعاون ولا يوجد سواها من طال عددا من منتسبيها الفصل من العمل، أو لا يوجد سواها من تأثر ابان الأحداث المؤسفة، وعلى قول القائل بالمثل الشعبي «ما في هالبلد إلا ها لولد)، آلاف مؤلفة قد ذهبت إلى دوار مجلس التعاون وشاركوا المعتصمين، آلاف من العمال من مختلف القطاعات في البلد وقد طالهم الفصل من الخدمة ولم يقتصر الأمر على أعضاء نقابة عمال ألبا وشركة ألبا.

إنني أقول وبكل فخر للمزايدين إنه من يود أن ينال من هذه النقابة الحديدية التي بفضل حكمة قيادتها استطاعت أن تقلل الخسائر والأضرار التي لا سمح الله كادت ان تحصل ولولا وعيها ويقظة من خلفها من الرجالات، لكان هناك آلاف من العوائل قد تيتمت وملايين من الدنانير قد احترقت، كل ذلك بسبب التهور واندفاع البعض وتسرعهم وتقديم عواطفهم ومشاعرهم على المصلحة العامة، حتى وصل بنا الحال إلى هذا الوضع.

ان شركة ألبا ولمن يجهل موقعها هي من كبريات الشركات الصناعية في العالم وقد شـُيدت على أكتاف العمال المخلصين من هذا البلد المعطاء على مدى ٤٠ عاماً من البناء، واستطاع العمال بتفانيهم بالعمل ليلا ونهارا أن يتقدموا بالشركة لما هي عليه الآن من نجاحات تذكر وإنجازات تُشهد. أمام هذا الواقع تطل علينا فئات متبجحة وجاهلة تجهل ما حدث وحصل بالضبط ابان الأحداث المؤسفة لنراها تُخون وتُسقط على مزاجها وعلى طريقة الجنب الذي يريحها، متجاهلة تفاصيل الأمور ولماذا اتخذت قيادة النقابة تلك القرارات الصائبة التي تصب في مصلحة بقاء الشركة وإنقاذها حتى لا تذهب هباء منثوراً.

لقد استطاعت قيادة النقابة الحفاظ على ثوابتها الوطنية والطبقية ودور استمراريتها في حل المشاكل اليومية التي يعانيها العمال البسطاء في وقت لم يكن للعمل النقابي أي أثر بسبب الأوضاع غير المستقرة، فهناك الكثير من النقابات ومسمياتها ولكن قد اندثرت ولم يبق منها سوى اسمها وانضوائها تحت مظلة اتحاد نقابات عمال البحرين، الذي كان سببا مباشرا في تردي العمل النقابي في البحرين بأمانته العامة المسيسة وقراراتها المتسرعة والمتغطرسة التي تعتبر نكسة تاريخية في تاريخ العمل النقابي لن ينساها عمال البحرين أبدا.

لقد أصبح العديد من عمال ألبا ممن خدموا في الشركة سنوات ضحية لقرارات اتحاد نقابات عمال البحرين بعد إعلانه الاضراب العام عن طريق أمانته العامة المكونة من خمسة عشر عضواً اتخذوا قرارا ليس في محله، وأدى ذلك إلى قطع أرزاق أعداد كبيرة من عمال البحرين من خلال فصلهم من أعمالهم في القطاعين الخاص والعام.

لقد سقطت جميع الشكوك والأصوات النشاز التي تُخوّن وتُسقط إدارة نقابة عمال ألبا، وموضوعية الواقع على ذلك انتخابات مجلس الإدارة التي جرت في منتصف أكتوبر الماضي والنتيجة التي أسفرت عن إعادة انتخاب مجلس الإدارة القديم المنتهية ولايته مع تطعيمه بوجوه شابة واعدة وباكتساح واضح قد أبهر الجميع، لقد كان ذلك بمثابة رد على المشككين في نزاهة قيادة النقابة السابقة صاحبة الانجازات التي يشهد لها التاريخ ولا يمكن محوها وقد كان ردا قويا على المغردين المتخفين خلف أسماء وهمية بالمواقع الإلكترونية.

في خاتمة القول نؤكد أن نقابة عمال ألبا ستبقى عبر قيادتها هي الدرع المنيعة التي تدافع عن جميع عمالها بلا استثناء ولن تتأثر بالأصوات النشاز التي تدعو إلى تسقيطها وتخوينها ولن تحيد عن الهدف الذي أنشئت من أجله فيا نقابة ألبا تقدمي وجميع منتسبيك من خلفك و«يا جبل ما تهزك ريح».

عبدالله المعراج



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة