أخبار البحرين
«الوسط العربي الإسلامي» ترفض أعمال التحريض
تاريخ النشر : الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢
نتابع في جمعية الوسط العربي الأحداث الأخيرة التي تعصف بالوطن والتي نرى أنها لا يمكن بحال من الأحوال أن تدفع إلى استقرار وأمن البلاد، فما يحدث من حرق وتكسير هنا وهناك في صورة طائفية لا تنتمي إلى هذا الشعب وتاريخه في التعايش والتآلف بين طوائفه المختلفة تدفع بنا جميعا إلى طريق لا نرتضيه ولا نريد السير فيه، وما نراه أن هذا الطريق يؤدي حتما إلى المزيد من إشعال الفتنة والحرائق في ربوع هذه الأرض.
إننا ومن منطلق وطني بحت وخوفا على هذا الوطن ومستقبل أبنائه ندعو الجميع ومن مختلف الجهات إلى التوقف عن هذه الأعمال والبعد عن العنف والحرق والتكسير المتعمد، وندعوهم إلى ان يضعوا نصب أعينهم أن هذه الأعمال لن تكون نهايتها إلا سوداء على الجميع وسيكون المواطن والوطن هما أكبر الخاسرين مما يجري. إن حرق المحلات والأماكن العامة وسد الطرق والعنف المفرط؟ إن ذلك ليس هو السبيل الأنجع لمعالجة المشاكل او الحصول على الحقوق بل هو تكريس لتلك المشاكل وتعميق لها وهو في نفس الوقت تضييع لحقوق المواطن ومكتسباته ومستقبل الوطن.
الوطن وفي هذا الوقت بالذات بحاجة إلى توحيد الجهود والبحث عن نقاط التلاقي والألفة.. الوطن في هذا الوقت بحاجة إلى أيد تبني لا تهدم.. أيد تجمع ولا تفرق.. بحاجة إلى عقول منفتحة على الجميع.. عقول تعرف الطريق وتفتح المنافذ.
إننا من أجل وطن يسع الجميع ويهدف إليه الجميع نرفض ما يجري حاليا من أمور لا علاقة لها بالوطن والوطنية التي عهدناها وطنية تبني لا تهدم، ففي جميع الهبات الشعبية التي عشناها أو قرأنا عنها ومنذ عشرينات القرن الماضي لم تقترن بهذا العنف والتخريب لأنها كانت تمثل عملا وطنيا حقيقيا.
إننا وفي هذا الوقت العصيب لابد لنا أن نعبر عن رفضنا المطلق لعمليات التحريض واستخدام المنابر الدينية من أجل ذلك واستخدام الألفاظ البعيدة عن الدين والوطنية من على تلك المنابر وتحويلها إلى منابر هدم للوطن والإنسان بدلا من مواقع تبني الوطن وتقوم الإنسان، ولو أن من يقوم بذلك حاول مراجعة الذات وتقييم ما دعا إليه وما صاحب تلك الدعوات من أفعال لأيقن مدى وجسارة الخطأ الذي أقدم عليه ولقدم اعتذارا لكل من تأثر بتلك الأعمال.