أخبار دولية
مقاتلو القاعدة ينسحبون من رداع وسط اليمن بوساطة قبلية
تاريخ النشر : الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢
عدن - الوكالات: افاد شيوخ قبليون وشهود ان مقاتلي القاعدة اخلوا كليا ليل الثلاثاء الاربعاء مدينة رداع الواقعة في وسط اليمن والتي سيطروا عليها قبل اكثر من اسبوع، وذلك بعد نجاح وساطة قادها شيوخ قبائل.
وذكر بيان منسوب إلى تنظيم القاعدة ان الانسحاب من المدينة تم بعد التعهد بالافراج عن 15 سجينا، فيما افادت مصادر قبلية لوكالة فرانس برس انه تم بالفعل تقديم هذا التعهد للمسلحين، كما تم تهديدهم بان رجال القبائل سيحاربونهم ما لم ينسحبوا.
وقال شيخ قبلي ان مئات من مقاتلي القاعدة اخلوا المدينة اثر وساطة قبلية. وأكد الشيخ «لقد غادروا المدينة». وكان مسلحو القاعدة بقيادة طارق الذهب، شقيق زوجة الامام المتطرف الامريكي-اليمني انور العولقي الذي قتل في 30 سبتمبر في ضربة امريكية في اليمن، استولوا على رادع في 16 يناير مقتربين بذلك من صنعاء بعدما عززوا وجودهم في جنوب وشرق البلاد.
وقد افادت مصادر قبلية ان عناصر القاعدة انسحبوا بشكل كامل من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها في مدينة رداع وخصوصا مدرسة العامرية وقلعة رداع ومقر المخابرات واتجهوا إلى مقر إقامة قائدهم طارق الذهب في بلدة مجاورة.
وذكر احد الوسطاء ان «المفاوضات التي قادها الشيخ حاشد القوصي والشيخ عبدالكريم المقدشي بالتعاون مع ممثلي مديريات رداع السبع ادت إلى اتفاق يقضي بخروج طارق الذهب وجماعته من المدينة وتحقيق مطالبه وذلك بإطلاق سراح المعتقلين الـ15 في سجون المخابرات» ومن بينهم نبيل الذهب، شقيق طارق. وأكد أن «الذهب غادر رداع إلى مقر إقامته التي تبعد 30 كلم عن المدينة».
واطلق سكان مدينة رداع الاعيرة النارية في الهواء وخرجوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بخروج المتطرفين من مدينتهم بحسب ما افاد سكان في المدينة.
وتشهد رداع يوم الاربعاء تظاهرات ينظمها المناوئون للرئيس علي عبدالله صالح. وجدد المتظاهرون اتهاماتهم للرئيس والموالين له بالسماح للقاعدة بالسيطرة على المدينة، ورددوا شعارات مثل «يا عفاش ما في فايدة، اهل رداع يد واحدة»، في اشارة إلى صالح. وهتفوا ايضا «من رداع الف تحية، نحنا خلصنا المسرحية».
الى ذلك، أكد بيان منسوب لمجموعة انصار الشريعة، وهي الاسم الذي تتخذه القاعدة في رداع وفي مناطق اخرى من اليمن، ان التنظيم وافق على الخروج من رداع مقابل شروط. وهذه الشروط هي «تشكيل لجنة من اهالي البلاد تسلم لها المرافق العامة وتقوم بإدارة الوضع امنيا وقضائيا وفق الشريعه الاسلامية» و«عدم التعرض لانصار الشريعة في تحركاتهم وان تترك لهم الحرية الكاملة في نشر دعوتهم» و«الافراج عن 15 اسيرا سجنوا ظلما في سجون الأمن السياسي». وذكر البيان انه تم الافراج عن احد هؤلاء هو ناصر عبدالرب الظفري فيما «تم تسليم رهينة (للمسلحين كضمانة) مقابل الافراج عن بقية الأسرى».
وعقد شيوخ القبائل امس اجتماعا لبحث الاوضاع في المدينة، وبحثوا بحسب الشيخ احمد عبدالولي العزي «أوضاع وترتيب حراسة المقرات الحكومية التي سلمها أنصار الشريعة». وحول اسباب اقدام التنظيم في الاساس على احتلال المدينة، قال العزي ان «دخولهم كان من اجل تنفيذ مشروعهم «رداع إمارة إسلامية» وقد اخذوا البيعة من بعض الأشخاص الذين تسرعوا في ذلك في مبايعة زعيم التنظيم ناصر الوحيشي وكبيرهم أيمن الظواهري».
الا ان الشيخ القبلي أكد أن «التنظيم قوبل برفض جماهيري وشعبي وخصوصا من شباب المدينة الذين استطاعوا وقف توسعهم وضيقوا عليهم الخناق وحصلت صدامات بينهم ادت إلى مقتل ستة اشخاص».