الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


أوباما: أمريكا عازمة على منع إيران من اكتساب سلاح نووي

تاريخ النشر : الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢



واشنطن - (الوكالات): قال الرئيس باراك أوباما في كلمته عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة عازمة على منع إيران من اكتساب سلاح نووي ولن تستبعد أي خيار لبلوغ تلك الغاية.
وقال أوباما في كلمة عن حالة الاتحاد تركزت على الاقتصاد الأمريكي «لا يساورنّ أحدا شك في أن أمريكا عازمة على منع إيران من اكتساب سلاح نووي، ولن استبعد أي خيارات لتحقيق ذلك الهدف». واستدرك أوباما بقوله إن حل النزاع بشأن البرنامج النووي لإيران حلا سلميا ما زال أمرا ممكنا إذا وفت طهران بالتزاماتها الدولية.
وقال: «ما زال الحل السلمي لهذه المسألة ممكنا وأكثر من ذلك، فإذا غيرت إيران مسارها ووفت بالتزاماتها فإنه يمكنها الانضمام مرة أخرى إلى المجتمع الدولي».
وقد شدد الرئيس الأمريكي بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي العقوبات على قطاعي النفط والمصارف الإيرانيين في محاولة لدفع طهران إلى وقف تخصيب اليورانيوم الذي يسعى الغرب إلى أن يتم تحويله إلى غايات عسكرية.
وكان البرنامج النووي لإيران مبعث قلق كبير لإسرائيل التي لم تستبعد توجيه ضربة أحادية إلى المواقع النووية الإيرانية.
وحاول في كلمته تبديد المخاوف بين الناخبين اليهود في الولايات المتحدة بشأن موقفه من إسرائيل. وقال أوباما «التزامنا الثابت - وأؤكد الثابت - بالحفاظ على أمن إسرائيل تطلب أوثق تعاون عسكري بين بلدينا في التاريخ».
وفي خطابه أشاد أوباما أيضا بإنهاء حكم القذافي، محذرا الرئيس السوري بشار الأسد من أن «أيام نظامه معدودة». وقال «قبل عام كان القذافي، وهو قاتل على يديه دماء أمريكيين، أحد أقدم الدكتاتوريين في العالم.. اليوم، لم يعد موجودا».
وأضاف «وفي سوريا، لا شك لدي في أن نظام الأسد سوف يكتشف قريبا أنه لا يمكن مقاومة قوة التغيير، ولا يمكن سحق كرامة الناس».
وإزاء الأوضاع في العالم العربي الذي يشهد منذ سنة اضطرابات وثورات ضد الأنظمة، وعد أوباما بأن بلاده ستبقى متضامنة مع القوى الديمقراطية في مواجهة «العنف والترهيب».
وقال أوباما إنه «في الوقت الذي تتراجع فيه الحرب، تجتاح موجة تغيير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من تونس إلى القاهرة، من صنعاء إلى طرابلس». وقال أيضا «لا نعلم بالتحديد متى سينتهي هذا التحول المذهل. سوف ندعم السياسات التي تشجع قيام ديمقراطيات قوية ومستقرة وكذلك أسواق مفتوحة لأن الدكتاتورية لا تصمد أمام الحرية».
وقال إن الولايات المتحدة ستناهض العنف والإرهاب في الشرق الأوسط وما وراءه.
وتطرق أوباما في خطابه حول وضع الاتحاد إلى مقتل أسامة بن لادن ومعمر القذافي باعتباره سلاحا للرد على خصومه الجمهوريين في مجال السياسة الخارجية، في سنة ستشهد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وبعدما ركز على إنجازاته كقائد أعلى للقوات المسلحة، أكد أوباما أن الهجوم المعتاد للجمهوريين على الرؤساء الديمقراطيين بأنهم ضعفاء في مجال الدفاع، لن يكون صائبا في عام .2012
وقال الرئيس في خطابه الذي أطلق فيه فعليا حملة إعادة انتخابه «للمرة الأولى، ليس هناك أمريكيون يقاتلون في العراق. للمرة الأولى منذ عقدين أسامة بن لادن لا يشكل خطرا على هذا البلد»، مضيفا أن «معظم كبار قادة القاعدة هزموا، وتم وقف دفع طالبان وبدأت بعض القوات بالعودة من أفغانستان». وتوجه أوباما إلى الجيش ومن بينهم قادة الأركان ليشيد بإنجازاتهم وتفانيهم.
وفي دعوة رمزية جدا إلى الوحدة وسط الانقسام الحزبي في أمريكا قال إن علما يحمل أسماء أفراد الكوماندوس الذين قاموا بتصفية أسامة بن لادن هو من «أعز مقتنياته».
وقال «بعضهم قد يكون ديمقراطيا والآخر جمهوريا، لكن ذلك غير مهم. كل ما كان مهما في ذلك اليوم هو المهمة، لم يفكر أحد بالسياسة».
لكن وراء هذه الرسالة العسكرية كان هناك تحد واضح لمنافسيه الجمهوريين بعدم انتقاده في مجال السياسة الخارجية قبل أقل من عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 6 نوفمبر.
ورغم عدة انجازات واضحة في مجال السياسة الخارجية في السنوات الثلاث الماضية، حاول المرشحون الجمهوريون تصوير أوباما على أنه ضعيف في هذا المجال وهو تقليد يعود إلى عهد إدارة كارتر وأزمة الرهائن في إيران.
وبعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في كارولاينا الجنوبية قال نيوت جينجريتش «إن الرئيس أوباما ضعيف إلى حد أن جيمي كارتر يبدو قويا أمامه». أما ميت رومني حاكم ماساتشوستس السابق وأبرز منافس لجينجريتش في العملية الهادفة إلى تسمية مرشح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي، فقد اتهم أوباما - باستمرار - باعتماد «سياسة تهدئة»، وعدم التمكن من وقف إيران في برنامجها النووي.
وتلقى الجمهوريون في الكونجرس - الذين لم تتزعزع معارضتهم لأوباما ويحلمون بهزمه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل - بفتور يوم الثلاثاء خطابه الثالث حول حالة الاتحاد. واستمع البرلمانيون على مدى أكثر من ساعة في مجلس النواب لخطاب الرئيس الذي تحدث عن اقتصاد تكون فيه القواعد متساوية للجميع «ويحظى فيه الجميع بفرصة عادلة، ويتحملون حصتهم العادلة من المسؤولية» وهي رؤية لا يشاطرونه إياها.
وأثناء خطاب الرئيس وقف ديمقراطيون وصفقوا له مرات عدة، فيما بقي الجمهوريون جالسين. وقال جيمس لانكفور الجمهوري الشاب الذي انتخب بفضل موجة تعبئة المحافظين خلال انتخابات نوفمبر 2010 «كان خطاب حملة انتخابية بامتياز». وأضاف «لقد فوجئت إلى حد ما، كان التركيز قليلا على الدين الوطني».
من جهتها عبرت النائبة كاثي ماكموريس-رودجرز عن «خيبة أملها لرؤية إلى أي حد كان الخطاب تكرارا لسياسات دافع عنها الرئيس في السابق وفشلت». من جانبه انتقد النائب لويس جوهميرت بشدة ما ورد في خطاب أوباما بخصوص مقتل أسامة بن لادن والحرب ضد طالبان. وقال «حين يقول إن عناصر طالبان يندحرون، هذا غير صحيح، لقد ظهروا على التلفزيون في أفغانستان وهم يقولون لقد هزمت أمريكا، والآن يطلبون مفاوضات».
ولم يوقف خصوم أوباما من الجمهوريين منذ فوزهم في الانتخابات عام 2010، معارضتهم لسياسة الرئيس. ورغم أنهم يخوضون حملة داخل الحزب لاختيار المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية في 6 نوفمبر، فإنهم لم يقدموا أي تنازل للرئيس.
وقبل أن يصل أوباما إلى مبنى الكابيتول، حذر الجمهوريون من أنهم لن يخصوا الرئيس باستقبال حار. وقال رئيس مجلس النواب جون بوينر صباح الثلاثاء «يبدو أننا سنشهد مجددا ما شهدناه في السنوات الثلاث الماضية».