أخبار دولية
تقرير للأمم المتحدة يؤكد تزايد المخاوف من حركة «بوكو حرام» في إفريقيا
تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ يناير ٢٠١٢
نيويورك - (ا ف ب): بيّن تقرير للأمم المتحدة نشر يوم الأربعاء أن حركة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية تعزز صلاتها بالقاعدة وغيرها من الحركات المتشددة في غرب إفريقيا، مما يثير مخاوف متنامية لدى حكومات المنطقة. وأشارت بعثة أرسلتها الأمم المتحدة إلى منطقة الساحل للوقوف على التداعيات الأمنية بعد سقوط معمر القذافي، إلى أن الهجمات واعتقال مشتبه فيهم من المتشددين وضبط أسلحة ومتفجرات -معظمها تم تهريبه من ليبيا - تزيد من مخاوف تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والبلدان المجاورة لها.
وأشار التقرير إلى أن التخوف الأساسي هو من أعمال إرهابية وتردّي الوضع الأمني. وأضاف أن النيجر زادت موازنتها الدفاعية بمقدار 65 بالمائة، وقلصت الإنفاق على الصحة والتعليم بسبب التهديد الأمني. وأكدت الحكومات الشكوك أن الأسلحة التي كانت مكدسة لدى النظام الليبي السابق تم تهريبها إلى بلدان أخرى من خلال جنود ليبيين سابقين ومرتزقة.
وتابع التقرير: إن سلطات النيجر اعترضت مؤخرا قافلة كانت تحمل 645 كيلوجراما من مادة السيمتكس المتفجرة، فضلا عن 445 فتيل تفجير. وقالت سلطات النيجر إن المتفجرات «كانت في طريقها إلى معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بشمال مالي».
وتابع «اعتراض تلك الشحنة ربما يشير إلى أن الجماعات الإرهابية تتلقى منذ فترة الأسلحة والذخيرة والمتفجرات من مخازن السلاح الليبية». وقال الفريق الذي أرسلته الأمم المتحدة بقيادة ممثل الأمم المتحدة لغرب إفريقيا سعيد جنيت «بعض الأسلحة ربما مخبأة في الصحراء ويمكن بيعها لمجموعات إرهابية مثل القاعدة والمغرب الإسلامي وبوكو حرام وغيرها من التنظيمات الإجرامية».
وقالت البعثة الدولية إن بوكو حرام المتهمة بالمسؤولية عن قتل 185 شخصا في هجمات كانو الأخيرة بشمال نيجيريا، فضلا عن تفجير انتحاري لمقر الأمم المتحدة في ابوجا في أغسطس الماضي وعدد آخر من الهجمات، باتت تهديدا متناميا خارج نيجيريا. وقال التقرير «سيق وجود الحركة كمبعث قلق عند أغلب بلدان المنطقة»، وفي النيجر «يعد تحول الشباب في الجنوب إلى التشدد مبعث قلق على الأخص، حيث يقول
مطلعون إن بوكو حرام تنشط فعلا في نشر أفكارها ودعايتها وفي بعض الحالات نجحت في إغلاق المدارس الحكومية».
«أبلغ ممثلو البعثة أن بوكو حرام أقامت أيضا صلات مع القاعدة في المغرب الإسلامي وأن أعضاء منها من نيجيريا وتشاد تلقوا تدريبا في معسكرات للقاعدة في مالي خلال صيف 2011». وأضاف التقرير أن سبعة من أعضاء بوكو حرام احتجزوا أثناء تنقلهم عبر النيجر متوجهين إلى مالي، وهم يحملون مواد لصنع المتفجرات وأسماء واتصالات بالقاعدة في المغرب الإسلامي، حيث كان من المقرر أن يلتقوا عناصر بها.
والتقى وزراء من مالي وموريتانيا والنيجر والجزائر في العاصمة الموريتانية نواكشوط هذا الأسبوع، في مسعى لتعزيز التعاون بينهم. وتابع تقرير الأمم المتحدة: إن الوضع الأمني المتردي أضر بالفعل بالجهود الإنسانية في بلدان الساحل. فقد أوقفت وكالات الإغاثة حملات التلقيح وبرامج الغذاء «للسكان الأكثر حاجة».
وقال التقرير إنه في بعض المناطق «تسد القاعدة المغرب الإسلامي وعناصر إجرامية هذا الفراغ، حيث تقدم مساعدات وخدمات في مناطق نائية بات فيها وجود الحكومات شبه معدوما». وبدوره يساعد ذلك القاعدة في المغرب الإسلامي على تجنيد العناصر ومد شبكات لجمع المعلومات والسلاح.