الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

المشاركون في مسيرة شباب صحوة الفاتح:
الإجراءات لا ترقى إلى مستوى الأحداث

تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢



اكد شباب صحوة الفاتح من خلال مسيرة سلمية مرخص بها نظموها أمس انطلاقا من جامع أبي بكر الصديق حتى مبنى الأمم المتحدة بالمنامة ان الدولة لم تتخذ الاجراءات الوقائية التي تحول دون عودة الأيام المريرة التي حصلت بالبحرين على مدى الشهور الماضية.. حيث ان البحرين لاتزال معرضة إلى عودة الخائنين إلى خيانتهم..
وقالوا أيضا من خلال 3 رسائل أطلقوها عبر المسيرة انهم يرفضون الزج برجال الأمن عزلا في مواجهة أخطار المخربين وصنوف الاجرام من حرق ودوس ومحاولات قتل.. وحذروا من أنه اذا لم تتخذ الدولة الاجراءات كاملة فإنهم لن يتورعوا عن اطلاق اللجان الشعبية إلى الشوارع..
وفي الوقت نفسه حذر شباب صحوة الفاتح شعب البحرين من محاولات جر البلاد إلى حرب أهلية طائفية.. وطالبوا المواطنين بألاّ يكونوا طرفا في احداث الفوضى التي يسعى اليها أعداء البحرين، والتي سوف تستغل أسوأ استغلال من قبل الماكرين بغية تحقيق مآربهم.. مؤكدين أنهم سيعملون من ناحيتهم على أن يكون مصير هذه المحاولات الماكرة الفشل.
وقال: إن مواقف الدولة لا ترقى إلى مستوى الأحداث ولا يزال هناك تهاون في سير العدالة وتوفير الأمن.. كما طالبوا الدولة بالنظر بعين النزاهة إلى ما يحدث في البحرين.
(التفاصيل)
حققت أمس المسيرة المرخص لها التي دعا إليها شباب صحوة الفاتح وانطلقت من جامع أبي بكر الصديق بعد صلاة الجمعة حتى مبنى الأمم المتحدة بمنطقة الحورة بالمنامة نجاحا كبيرا، حيث اتسمت المسيرة بالسلمية الشديدة وشارك فيها أكثر من 5 آلاف من أبناء البحرين والمقيمين.
صرح بذلك السيد عبدالرحمن بومطيع عضو اللجنة الاستشارية لشباب صحوة الفاتح وقال: إن المسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة مباشرة والتزمت طريقها المحدد في هدوء شديد، مرددة هتافات شديدة السلمية.. وكان هدفها الرئيسي إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي عبر منظمة الأمم المتحدة، مقتضاها استنكار التدخلات الأجنبية في شأننا المحلي.. سواء أكانت هذه التدخلات عن طريق دول أم منظمات حقوقية.
وأكد المشاركون في المسيرة أيضا الرفض الكامل للتدخل في الأحكام القضائية التي تصدر عن محاكم البحرين بمختلف درجاتها.
وقال: أعلن المشاركون كذلك مساندتهم ووقفتهم الصامدة مع رجال الأمن البحريني لأداء رسالتهم وواجبهم على أكمل وجه.. مع الإدانة الكاملة والرفض المطلق لأي عدوان يقع على أي منهم وخاصة تلك الاعتداءات اللاإنسانية التي تقع من جماعة (حزب الله) البحرينية، وإعلان استنكارهم الحاسم لتلك الدعوة المرفوضة التي أطلقها رجل الدين عيسى قاسم إلى سحق رجال الشرطة.
وقال: حرص المشاركون على ترديد هتافات مؤيدة ومتضامنة مع قادة البلاد الأوفياء.
ومن بين مطالبات المشاركين العمل بأقصى سرعة على تسليح رجال الأمن، ومنحهم المزيد من الصلاحيات غير المقيدة للدفاع عن أنفسهم جراء العدوان الغاشم الذي يتعرضون له، وخاصة عند الاعتداء عليهم بالمولوتوف أو الأسياخ الحديدية ومحاولة الدوس بالسيارات.
وقال السيد عبدالرحمن بموطيع: من أهم ما تميزت به هذه المسيرة هو هذا التنظيم الرائع.. وقد كان المشاركون على اتصال دائم مع المقدم عيسى القطان مدير شرطة العاصمة، الأمر الذي حال دون أي عائق أو انحراف لهذه المسيرة عن أهدافها.
وقد شارك في المسيرة عدد من السادة النواب والشخصيات العامة وممثلي القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية الذين شهدوا بروعة التنظيم السلمي والحضاري لمثل هذه المسيرات.
نص البيان
وفيما يلي نص البيان الذي صدر عن حركة صحوة شباب الفاتح إثر انتهاء المسيرة، وقد صدر البيان تحت عنوان: «ارفعوا أيديكم عن البحرين».
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين الذين حكموا بالعدل وأقاموا الحكم بما أمر الله ففتح الله لهم الشرق والغرب.
نجتمع اليوم والشارع يغلي والأحداث تتسارع، وسط تعامل من الحكومة لا يصل إلى مستوى الأحداث الساخنة. فما زالت التدخلات في سير العدالة تتواصل. وما زال الأمن متزعزعاً يلعب فيه ثلة من الأقزام الذين تجاسروا على القانون وفقدوا من يلجمهم ويعيدهم إلى جادة الصواب. طالبنا في مواقف سابقة، وما زلنا نعلنها بصوتنا العالي: الشعب يريد تطبيق القانون.
نقف اليوم لنوجّه ثلاث رسائل مهمة وملحّة:
الرسالة الأولى: إلى هيئة الأمم المتحدة:
مرت بلادنا في أزمة عاصفة تأججت فيها نيران الأحداث، إلى أن وصلت الحال بهذه البلاد إلى انقسامات سياسية وطائفية متعددة، أفرزت فئة تدعي المظلومية وفئة أخرى ضاقت ذرعاً بمن يعبث بمستقبل البلاد وحاضرها. وعلى إثر ذلك تم تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق أصدرت تقريرها الذي أوردت في طياته إدانات جلية لمدعي المظلومية وكشفت زورهم وبينت كذبهم. ورغم ذلك واصلت زمرة الترويع تشويه الحقائق والعبث بالبلاد وأمنها، وسط تحريض واضح من منابر مسيسة اتخذت الدين مطية لتنفيذ أجندات خارجية لتلك المنظومة العالمية التي وإن تعددت واجهاتها فهي تعبر في نهاية المطاف عن حقيقة واحدة وخطة محددة لفرض رؤيتها، ولا يخفى على أحد أن أبرز واجهات تلك المنظومة ما يسمى (حزب الله). ومن هنا نؤكد أن هذه المنظمة التي ثبت تورطها في العديد من المؤامرات في دول المنطقة، ونخص بالذكر الشعب السوري الذي ما زال تحت سطوة الجلادين والقتَلة وسط صمت عالمي فج مستغرب.
ورسالتنا إلى الأمم المتحدة أن تنظر بعين النزاهة إلى قضية البحرين، وأن يكون لها موقف حازم تجاه التدخلات الخارجية في شئونها. وتحذر ممن تدثر بغطاء الإنسانية وحقوقها ليدخل دهاليز السياسة والكذب ويحقق أطماع أسياده.
الرسالة الثانية: إلى الدولة:
تقدمت بلادنا في مجالات كثيرة وحققت مكتسبات عظيمة بجهود أبنائها المخلصين، وما نود تأكيده هنا أن هذه المنجزات قد تذهب في مهب رياح الأزمات بأسباب أبرزها الفساد وسوء الإدارة. فها نحن اليوم نقف على قرابة حول من أيام مريرة تجرعناها جميعاً بصبر وتفان ولا نرى أن الدولة قد وضعت حداً لمن يلعب بمجريات الأحداث، ولم نر أن الدولة قد وقت نفسها من عودة الجائرين إلى جورهم والخائنين إلى خيانتهم. بل إنها فتحت لهم الباب على مصراعيه ليفسدوا في الأرض. وزجت برجال أمنها عزلا بلا تروس ولا عُدة، يتعدى عليهم هؤلاء الأقزام بالحرق والسحق والدوس ومحاولات القتل.
وهنا يجب على الدولة أن تتعظ من تجربتها السابقة، وأن تتفهم أن الشعب إذا لم يحس بالأمان فلا بد أن يقوم بحماية نفسه من خلال اللجان الشعبية، أو بأي وسيلة قد لا تكون بالضرورة الوسيلة الصحيحة، وسيؤدي ذلك إلى تصادم أبناء الوطن الواحد، وهذا ما يريده أعداؤنا.
ونحن في صحوة الفاتح - كما العديد من شرفاء الوطن - لا نجد مسوغاً لكل هذا التعامل الهزيل من الدولة سوى الاستجابة للتدخلات الأجنبية وخصوصاً الأمريكية منها. كما نحذر من مغبة الاستجابة لمن أوقعوا شعوباً ودولاً في أوحال صراعات متشابكة لا نهاية لها، ونقول للإدارة الأمريكية: اتركوا مشاكل البحرين للبحرينيين وانشغلوا بمشاكلكم.
الرسالة الثالثة: إليكم يا شعب البحرين:
نحمد الله أن حفظ لنا بلادنا من مكر الماكرين، والفضل كله لله سبحانه، ولكن علينا الحذر واليقظة فعدونا اليوم ليس كما الأمس. إن المحاولات متكررة لجر البلاد إلى حرب أهلية طائفية يقتل فيها الجار جاره والمواطن أخاه، تضيع فيها الحقوق ويستغلها من يريد الشر بالبلاد لتحقيق مآربه. وتدخل البلاد دوامة من الفوضى لن تنتهي إلا بتحقيق مطامح الطامعين وتجار الحروب.
ومن هنا فإننا نؤكد أن هذه المحاولات لن تنطلي على شعب البحرين سواء أتت تحت أي ادعاء أو تغطت بأي ستار، فشعبنا واع لما يحاك حوله من مؤامرات ومكائد.
قال تعالى: } ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين{.
حفظ الله للبحرين أمنها، وأدام عليها الخير والنعماء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.