الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

في ندوة دافوس بعنوان «خريطة الاستثمار في عام 2012»
خبراء: الأزمات تطرح فرصاً فريدة لإرساء قواعد نمو عالمي مستدام

تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢



سلسلة كبيرة من التحديات الصعبة تواجه مجتمع المال والأعمال وصناع القرار والسياسات حالياً بجميع أنحاء العالم. ولكن المؤكد والواضح من وراء العناوين العريضة المحبطة أن هناك فرصاً فريدةً لإرساء قواعد صلبة لتحقيق نمو عالمي مستدام، ويتحقق ذلك من خلال إقامة مشروعات حقيقية تهدف إلى تلبية احتياجات الأسواق الناشئة بما لها من قاعدة سكانية هائلة وسريعة النمو. جاء ذلك في كلمة أحمد هيكل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة – الشركة الرائدة في مجال الاستثمار المباشر بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتبلغ قيمة استثماراتها 9 مليارات دولار أمريكي – ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، سويسرا.
وضمن كلمته الافتتاحية بالمنتدى الاقتصادي العالمي، وقبل قيامه برئاسة جلسة حوارية تحت عنوان «خريطة الاستثمار في عام 2012»، قال أحمد هيكل: «إننا نجتمع هنا الليلة من مختلف بقاع عالم باتت تحاصره الغيوم والعواصف من جميع الاتجاهات». متابعاً «أن هذه العواصف غالباً ما تكون وخاصة بأوضاع وظروف كل منطقة على حدة. ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على سبيل المثال، نرى استمرار موجة الانتفاضات والثورات الشعبية وما يصاحب ذلك من نزاعات وصراعات سياسية، أما على المستوى العالمي فإننا نجد أنه حتى في المناطق التي تحظى باستقرار سياسي نسبي، تواجه تحديات من نوع آخر تتمثل في حالة تراجع ثقة المستهلك والمستثمر وتباطؤ النشاط الاقتصادي مصحوباً بزيادة سريعة في أسعار السلع وصعوبة التمويل».
ويؤكد هيكل أنه لا يوجد مبرر لأن تكون الانتفاضات الشعبية والكوارث الطبيعية والانهيارات النووية وعجز الديون من أهم صفات عصرنا، حيث يرى أن هذه التحديات تمثّل فرصة فريدة لرسم مستقبل اقتصادي مشرق، ويكمن تحقيق ذلك في الابتعاد قليلاً عن الفرص التقليدية والتركيز على تلك التي تحقق العوائد القوية عبر مخاطبة المشكلات وقضايا العصر الحقيقية.
إن المرحلة الراهنة تمثّل فرصة غير مسبوقة لمجتمع الأعمال والقطاع الخاص، حيث تتعرض حكومات الأسواق الناشئة والأسواق الجديدة إلى ضغط متزايد وتوقعات شعبية يقابلها عجز ومحدودية موارد الموازنات العامة واستمرار التباطؤ في الأسواق المتطورة، وبالتالي يمكن أن يقوم القطاع الخاص بإيجاد وتفعيل الحلول اللازمة لمعالجة بعض من أهم قضايا العصر.
وتابع هيكل «في الوقت الذي بادر فيه مجتمع الاستثمار بالرحيل عقب قيام الثورة المصرية، نجحت شركة القلعة في جذب استثمارات رأسمالية وقروض تزيد قيمتها على 300 مليون دولار خلال عام 2011 لدعم 19 شركة في أنحاء المنطقة، كما نجحت في ضخ سيولة نقدية بقيمة 325 مليون دولار إلى ميزانية الشركة. ويدل ذلك على نجاح شركة القلعة في بناء استثمارات حيوية تعمل على خلق وتعظيم القيمة للمستثمرين كما تعمل على توفير حلول عملية للمشكلات والقضايا الوطنية».
وأوضح أن التركيز على إيجاد مثل هذه الحلول العملية لا يقتصر على مصر فقط، بل يمتد ليشمل 15 دولة بدايةً من إعادة هيكلة سكك الحديد القومية بكينيا وأوغندا ووصولاً إلى زراعة محاصيل مهمة في السودان وجنوب السودان.
واختتم هيكل حديثه مشيراً إلى أن الكثير من المؤشرات تؤكد وجود تشابه كبير بين عامي 2011 و2012. ولذلك فإن ما يتعين عمله الآن بدلاً من الاحتجاج والتذمر من كثرة الغيوم أن نبادر بالاستثمار في الشركات والمشروعات التي تسهم في حل القضايا والمشكلات المختلفة.