أخبار البحرين
الشيخ عبدالله سالم المناعي:
الإسلام بريء من فتاوى سفك دماء المسلمين
تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢
في خطبة الجمعة بجامع الخالد أمس قال فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي: إن ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من الفتن وما ينشأ عنه من سفك الدماء وتخريب المنشآت والفتاوى التي نسمعها من منابر المعارضة لحمل السلاح والتحريض وإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن وتكسير الممتلكات العامة والخاصة وسرقتها وقتل رجال الأمن وضرب الاقتصاد البحريني لا شك أن هذه الفتاوى خطرها عظيم.. لقول الله عز وجل: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف 33). اتقوا الله أيها الناس في هذا الوطن.. اتقوا الله في بلادكم ودياركم وأوطانكم.. أفيقوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عند الله الذي لا يغفل ولا ينام سبحانه وتعالى.
تعوذوا بالله جل وعلا من الفتن.. تعوذوا بالله جل وعلا من الفتن التي تحرق الدين وتحرق العقل وتحرق البدن وتحرق كل خير، تعوذوا بالله منها فإنه لا خير في فتنة أبدا فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتعوذ بالله كثيرا من الفتن وكان عليه الصلاة والسلام يحذر من الفتن، ولهذا لما ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه - كتاب الفتن ابتدأه بقوله باب قول الله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)، وكان رسول الله يحذر من الفتن، ذلك أن الفتن إذا أتت فإنها لا تصيب الظالم وحده وإنما تصيب الجميع. ويبعثهم الله يوم القيامة على نياتهم وكما تثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يتقارب الزمان ويقل العمل ويلقى الشح وتكثر - أأأأو قال تظهر ؟ الفتن. نعم يا عباد الله من رحمة نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أن حذرنا من الفتن كلها، (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة).
قال المفسرون وابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: وإن كان المخاطب بها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكنها عامة لكل مسلم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحذر من الفتن.
نقول للوفاق ومن تابعها ومن كان على شاكلتها: إن الشعب البحريني بجميع أطيافه ومذاهبه لن تستطيوا أبدا النيل منهم، وهم الذين وقفوا في وجوهكم مرددين بوقفتهم الشريفة للوطن وقيادته وقالوا لا للطائفية.. لا للإرهاب.. لا للتعدي على ممتلكات الوطن.. نعم للوطنية والولاء لقيادة الوطن ورموزه.. نعم نقولها لهم، فكل فرد من أفراد هذه البلاد بعدما انكشف مخطط الإجرام وزعزعة الأمن سيكون كل فرد على أهبة الاستعداد لبذل نفسه وماله لخدمة وطنه وشعبه وقيادته. عباد الله: إنني في هذا المقام أحببت أن أذكر بهذا الأمر، لأننا نرى صحوة شبابية إسلامية راشدة بإذن الله في هذه البلاد صحوة مباركة، نرجو منها أن تسلك طريق الخير والاستقامة.. نرجو منها ان تكون ثابتة على العلم النافع لأن شبابنا اليوم يحرصون كثيرا على العلم النافع الذي يخدم بلادنا والامة الاسلامية على طريق اهل السنة والجماعة.
ان الفتن اذا لم يرع حالها ولم ينظر إلى نتائجها فإنه سيكون الحال حال سوء في المستقبل ان لم يكن عند أهل العلم من البصر النافذ والرؤية الحقة ما يجعلهم يتعاملون مع ما يستجد من الاحوال او يظهر من الفتن، على وفق ما أراد الله جلا وعلا وأراده رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فالضوابط والقواعد لا بد أن ترعى فإن الضوابط بها يعصم المرء نفسه من الوقوع في الغلط، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باتباع هديه وسنته وحذرنا من كل ما يخالف هديه وطريقه فقال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة) سنن أبي داوود وفي مسند أحمد.
وقال كذلك (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي). ان البدع والمحدثات في الدين أصل كل بلاء وفتنة وان الشيطان يحرص كل الحرص على صد الناس عن الدين.. ويجب علينا اخوة الاسلام ان نعمل بما عمل به الصحابة، فصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعون بعدهم والأئمة ائمة اهل السنة والجماعة كان لهم سيرة عملية في الفتن اذا ظهرت، وفي الاحوال اذا تغيرت، رعوها واخذوا فيها بالأدلة وطبقوها ورعوها عمليا، لهذا لن يزيغ بصرنا ولن تزيغ عقولنا اذا اخذنا بما عملوا به وبما اخذوا به من الادلة وبما ساروا فيه بالسيرة العملية، وهذا من رحمة الله جلا وعلا بنا انه لم يتركنا من دون قدوة نقتدي بها، فالعلماء اهل السنة والجماعة هم الذين يرجع اليهم في فهمهم وفي رأيهم وفي علمهم، لانهم علموا من السنة وعملوا من قواعده الكلية ما يعصم من الخطأ وما يعصم من الانفلات.
ان الغيورين حينما يبينون خطورة المعارضة المجازفة في الفتوى فتاوى التحريضية ويقول ما يقول بمواجهة رجال الامن وقتلهم، فإنا نعلن للعالم بأسره ان الاسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ والفتاوى وان ما جرى في بلادنا من سفك الدماء المعصومة وازهاق الانفس البريئة واعمال التدمير والتخريب والافساد والارهاب لهو من الاعمال الاجرامية المحرمة، ولا يجوز ان يحمل الاسلام واهله المعتدلون جريرة هذه الاحداث التي هي إفراز فكر تكفيري منحرف مما تأباه الشريعة السمحة والعقول المستقيمة، وهذا ليس بمبرر ولا مسوغ للخطأ فالعنف لا يعالج بالعنف، واذا كان المصلحون يرون الامة ممزقة والممتلكات مغتصبة والمقدسات مستلبة، فهل المخرج من هذه الرزايا بتكفير الولاة والخروج على الجماعة وحمل السلام في وجه الامن والعساكر. ألا يفيق هؤلاء.. الا يعتبرون بمن حولهم.. ألم يقرأوا التاريخ ليدركوا كم اضر هذا الفكر بالامة وصدها عن دينها وخوف شبابها من التمسك بالسنة والتزام الشريعة.
نعم يا عبادالله
الدعوة موجهة بحرارة إلى شباب الامة باليقظة والانتباه واخذ الحذر من كل انحراف فكري بجانب منهج الوسطية والاعتدال. احذروا يا شباب الاسلام من الفتاوى المنحرفة، وان يثبتوا على منهجهم الصحيح رغم التحديات والمتغيرات، وان يلتحموا بولاتهم وعلمائهم، فوالله لن يصلح حال الامة الا بالقيام بأمر الدين ونصرة حملته والذب عن أعراض الصالحين والمصلحين وإعلاء راية الحسبة والدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة.