الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


مقتل 31 شخصا في هجوم انتحاري استهدف مشيعين في بغداد

تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢



بغداد - (ا ف ب): قتل 31 شخصا على الاقل واصيب ما لا يقل عن ستين آخرين بجروح، بينهم نساء واطفال، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف أمس الجمعة جنازة في حي الزعفرانية في جنوب بغداد. وقال مصدر في وزارة الداخلية لفرانس برس «قتل 31 شخصا واصيب ما لا يقل عن ستين آخرين، بينهم نساء واطفال، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف جنازة ثلاثة اشخاص قتلوا برصاص مسلحين مساء» الخميس.
وأضاف أن «الانفجار وقع عند الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي في حي الزعفرانية» الذي تسكنه غالبية شيعية في جنوب بغداد. واشار إلى وجود «ثمانية من عناصر الامن بين القتلى و16 آخرين بين الجرحى». وأكد مصدر طبي في مستشفى الزعفرانية ان الكثير من القتلى وصلوا أشلاء.
وفرضت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة حول موقع الانفجار، فيما حلقت مروحيتان تابعتان للجيش العراقي في سماء المنطقة. وكان القتلى يشاركون في جنازة محمد المالكي وهو سمسار عقارات قتل هو وزوجته وابنه قبل يوم في حي اليرموك غربي بغداد.
وأكد احد عناصر الشرطة وقد غطاه غبار الانفجار في موقع الحادث، ان «الانتحاري استهدف موكب مشيعي الضحايا الذين قتلوا مساء الخميس». وادى الانفجار إلى احتراق عشرات المحال التجارية في سوق شعبي قريب اضافة إلى احتراق نحو عشر سيارات بينها سيارة اسعاف واخرى للشرطة، وفقا لمراسل فرانس برس.
وتسبب الانفجار في وقوع اضرار مادية بالغة في المنازل والمباني المجاورة، واحال لون بناية قريبة من ثلاثة طوابق إلى الاسود. وتجمع العشرات من عائلات الضحايا عند مدخل المستشفى القريب من موقع الهجوم، بينهم نساء افترشن الارض وهن يبكين ورجال يتساءلون عن مصير ابنائهم واخوانهم. وتعالى صوت شاب يتحدث في هاتفه النقال، وهو يبكي بصوت عال ليبلغ عن مقتل احد الضحايا.
وعند جناح الطوارئ داخل المستشفى، تعالت صرخات الممرضين وهم يهرولون في جميع الاتجاهات، وقال احدهم «كيف لي ان اعرف؟ انها مجرد ذراع او ساق». من جانبه، قال عماد ربيع (20 عاما)، وهو موظف في امانة بغداد، كان متواجدا لدى وقوع الهجوم، ان «الانتحاري كان يستقل سيارة اجرة صفراء اللون، وفجرها بعد ان اقترب بسرعة من موكب التشييع».
وأضاف ربيع الذي تحدث وهو يرتجف «تطايرت اجساد الضحايا واندلاع حريق في المحال والسيارات وبينها سيارة اسعاف كان تنقل مريض وسيارتين للشرطة احترقتا بالكامل». وتابع «نقلت عددا من الضحايا بينهم فتاة في السابعة من العمر وجدناها على سطح احد المحال التجارية كما عثرنا على رجل مقطوع الرأس واخر مقطع إلى اشلاء». واختلطت قطع الحديد والخشب والملابس الملطخة بالدماء في موقع الانفجار.
بدوره، قال ابوجاسم (57 عاما) وهو يرتدي ملابس عربية، من اهالي الحي، ان «الهجوم يذكرني بالهجمات الدامية في الاعوام الماضية (..) الاحد الدامي او الخميس او الثلاثاء الدامية» في اشارة إلى الهجمات التي وقعت ايام موجة العنف التي بلغت اوجها بين عام 2006 و.2008
وأضاف ابوجاسم متحدثا بعصبية ان «قوات الامن مسؤولة عن وقوع الهجوم، لقد كانوا متواجدين وسياراتهم حول المكان». كما نبه إلى «عدم وجود خدمات طبية كافية ولا حتى غرفة عمليات في مستشفى الزعفرانية، مما يؤدي إلى وفاة اي ضحية او مريض وهو في طريقه إلى مستشفيات اخرى».
ويعد الهجوم الاكثر دموية منذ 14 من يناير عندما قتل اكثر من خمسين زائرا شيعيا في هجوم انتحاري بحزام ناسف غرب مدينة الناصرية، جنوب بغداد. وتصاعدت الهجمات في عموم العراق منذ الرحيل الكامل للقوات الامريكية عن البلاد في 18 ديسمبر الماضي، ودخول البلاد في ازمة سياسية حادة بعد صدور امر اعتقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتهمة دعم الارهاب.
ورغم تراجع العنف في العراق عن ذروته ما بين عامي 2006 و2007 ما زالت الهجمات شائعة، فقد قتل اكثر من مائتي شخص في هجمات منذ استكملت القوات الامريكية انسحابها في الثامن عشر من ديسمبر، بحسب محصلة لفرانس برس.