أخبار دولية
خبراء الوكالة الذرية يزورون إيران في أجواء متوترة مع الغرب
تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢
فيينا - الوكالات: يتوجه فريق من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية غدا الاحد إلى إيران سعيا لاستئناف الحوار مع طهران حول برنامجها النووي المثير للجدل في اجواء متوترة مع الدول الغربية.
واوضحت الوكالة الاممية ان الزيارة التي ستدوم ثلاثة ايام ويقودها رئيس المفتشين البلجيكي هرمان ناكرتس تهدف إلى «تسوية كل القضايا المهمة» العالقة بشأن البرنامج النووي الايراني الذي تشتبه الدول الغربية الكبرى في انه يهدف إلى صنع السلاح الذري.
ويرى عدد من الخبراء ان الهدف مبالغ فيه على ما يبدو لان مفتشي الوكالة لن يستطيعوا الوصول إلى المنشآت المشار اليها في تقرير الوكالة الدولية في نوفمبر والذي وجه انتقادات شديدة إلى ايران. وقال الفنلندي اول هينونن الذي كان رئيس الوفد قبل هرمان ناكيرتس واصبح اليوم مستشارا لدى مركز علوم بلفير للشؤون الدولية التابع لجامعة هرفارد بالولايات المتحدة «انها ليست مهمة تحقيق» مضيفا «يبدو لي انها ستكون مناقشات على مناقشات». ووافقه الراي الفرنسي برونو ترتري استاذ الدراسات في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية بالقول «لا يتوقع منها شيء بالنسبة إلى الملفات الاساسية».
من جانبه اعلن السفير الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة مع وكالة الصحافة الايرانية ايرنا «اننا سنتعاون معهم على اسس تقنية» داعيا المفتشين إلى اعتماد «نهج مهني».
وتتهم طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتظام بأنها اداة بيد الدول الكبرى - وفي مقدمتها الولايات المتحدة - وتعتبر اخر تقاريرها «مسيسا».
وعرض المدير العام للوكالة الياباني يوكيا امانو في ذلك التقرير عدة عناصر اعتبرت ذات مصداقية، تشير إلى ان إيران عملت - خلافا لما تقوله - على اعداد السلاح النووي، لكن طهران رفضت ذلك جملة وتفصيلا. وتبنى مجلس حكام الوكالة الدولية حينها قرارا دعا فيه إيران إلى التعاون فورا مع الوكالة.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ان المفتشين «سيحاولون الحصول على اجوبة لتلك الاسئلة وعلى إيران ان تساعدهم في ذلك».
وتحقق الوكالة منذ ثمانية اعوام، من دون التمكن من الجزم، فيما اذا كان البرنامج النووي الايراني مدنيا حقا - كما تقول الجمهورية الاسلامية - واذا كان يخفي ايضا اغراضا عسكرية.
ولم يمنع نشر التقرير الاخير وما اثاره من ضغط دولي شديد، إيران من الانطلاق في انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة في موقع فوردو تحت الارض في منطقة جبلية بحيث يصعب الهجوم عليه، في قرار اعتبرته الدول الكبرى استفزازا.
ولصنع القنبلة الذرية يجب تخصيب اليورانيوم بنسبة تسعين في المئة.
وبعد ذلك اقر الاتحاد الاوربي عقوبات على صادرات النفط الايرانية لتضاف إلى عدة عقوبات اتخذتها الامم المتحدة ضد ايران.
والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست مسؤولة عن المناقشات السياسية مع إيران التي تجريها مجموعة الخمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا)، وهي متعثرة.
واكد الخبير ماركس هيبز من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في لندن «قد نحصل بعد مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمناقشات (المحتملة) مع مجموعة خمسة زائد واحد، على الاقل في مرحلة اولى، على التزام بخريطة طريق من اجل مفاوضات على المدى الطويل» مضيفا «لم نشهد شيئا من هذا القبيل منذ 2003».
وفي دافوس، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الجمعة إيران والدول الكبرى إلى استئناف الحوار حول الملف النووي الايراني، مؤكدا انه «ليس هناك بديل» عنه لتسوية هذا الوضع. واضاف يجب على إيران ان تمتثل «تماما» لقرارات مجلس الامن الدولي.
في الوقت ذاته دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الجمعة إيران والدول الكبرى إلى استئناف الحوار حول الملف النووي الايراني، المتعثر منذ سنة.
وفي مؤتمر صحفي على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، دعا الامين العام مجموعة الخمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) وايران إلى «فتح الحوار» مؤكدا ان «ليس هناك بديل» عنه لتسوية هذا الوضع.
واضاف يجب على إيران ان تمتثل «تماما» لقرارات مجلس الامن الدولي.
وذكر بان كي مون بـ «القرارات الخمسة التي صادق عليها مجلس الامن الدولي منها اربعة تتضمن عقوبات على ايران». وقال الامين العام «يجب على إيران ان تمتثل تماما لقرار مجلس الامن وكل الاعضاء يتحملون مسؤولية الامتثال تماما» لتلك القرارات وان طهران «لم تفعل ذلك بعد». واضاف «يجب على (الايرانيين) ان يثبتوا ان اهداف برنامجهم النووي هي حقا سلمية وهو ما لم يفعلوه».
وقد اعرب بان كي مون عن «قلقه العميق» مما تضمنه تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من «احتمال وجود بعد عسكري في برنامج التطوير النووي الايراني» الذي تقول طهران انه «سلمي» محض.
وقد اخفقت اخر المناقشات بين الدول الكبرى وايران حول الملف النووي الايراني في يناير في اسطنبول 2011، بسبب سوء التفاهم بين مجموعة خمسة زائد واحد التي تريد التركيز على الملف النووي وطهران التي تطالب بمعالجة عدة مواضيع اخرى على نفس المستوى ولاسيما الامن الاقليمي.
واعتبرت الولايات المتحدة يوم الخميس اخر التصريحات التي ادلى بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بشأن استعداده لاستئناف المحادثات حول برنامج بلاده النووي، غير كافية. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان «ما لم نسمعه، وهو ما نطالب به منذ عدة اشهر في المجالس الخاصة ومنذ عدة اسابيع علنا، هو رد رسمي على رسالة» مجموعة خمسة زائد واحد.