أخبار دولية
سقوط أكثر من مائة قتيل أمس.. روسيا تعارض أي قرار يدعو إلى تنحي الأسد
تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢
بيروت - (الوكالات): قتلت قوات الأمن السورية أكثر من مائة شخص أمس الجمعة، في يوم من أكثر الأيام دموية في الثورة الشعبية التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عشرة شهور، والتي يبدو أنها تتطور إلى حرب أهلية. ويحدث التطور المأساوي في العنف، فيما يستعد مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة لعقد اجتماع لمناقشة الأزمة السورية. وأفادت وسائل الإعلام العربية بأن جامعة الدول العربية والقوى الغربية تعمل من أجل صياغة قرار لوقف إراقة الدماء.
وقالت روسيا التي اعترضت هي والصين على قرار هدد بفرض عقوبات على سوريا في أكتوبر الماضي: إنها ستعارض أي قرار جديد يدعو الرئيس بشار الأسد إلى التنحي. وقال نشطاء في سوريا إن قوات الأمن مدعومة بالدبابات ومدافع الهاون شنت عمليات في مدن وسط البلاد حماة وحمص وأيضا معقل المحتجين في إدلب بشمال البلاد.
واعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي أمس الجمعة ان معدلات العنف في سوريا «تصاعدت بشكل كبير» خلال الايام الثلاثة الاخيرة.
وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة ان «معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماه (وسط) وإدلب». واضاف ان «الوضع بما هو عليه الآن من عنف لا يساعد على تهيئة الظروف أمام القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الأخير والتي تهدف إلى دفع كل الأطراف للجلوس الى طاولة الحوار».
وطالب الدابي «بوقف العنف فورا حفاظا على ارواح ابناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية»، مشيرا الى ان بعثة المراقبين «ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف».
وقتل أمس نحو 44 شخصا عندما اقتحم الجنود ضاحية الحميدية في حماة موقع مذبحة القوات الحكومية عام 1982 لقمع انتفاضة الإخوان المسلمين ضد حكم الأقلية العلوية لأسرة الأسد. وهناك نساء وأطفال من بين القتلى أمس الجمعة. وقال ناشط سوري يقيم على أطراف حماة، يدعى أبوعمر وهو اسم مستعار، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف وطلقات الرصاص تسمع في الخلفية «إن الدبابات تهاجم المدينة من أربعة اتجاهات، وتطلق نيران آلياتها الثقيلة بشكل عشوائي».
وقال إن الجثث منتشرة بالشوارع من دون أن تجد من يرفعها، وتوقع أن تزيد حصيلة القتلى، وقال إن معظم مستشفيات المحافظة تعاني نقص أكياس الدم والمستلزمات الطبية الأخرى. وأضاف الناشط الذي يقطن في ريف حماة إن قذائف الدبابات تسقط بمعدل ست قذائف في الدقيقة داخل وحول منطقة شمال حماة.
وأضاف أنه تم قطع الكهرباء وإمدادات المياه عن الأحياء الرئيسية، وهو أسلوب ينتهجه الجيش بشكل دائم عند اقتحام المدن لقمع المظاهرات. وفي محافظة إدلب الشمالية، قال نشطاء إن سيارة مفخخة انفجرت قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش، مما أسفر عن مقتل جندي واحد وإصابة آخرين. وقال نشطاء في مناطق مضطربة أخرى، منها حمص ودرعا وإدلب، إن مسيرات حاشدة خرجت دعما لشعب حماة.
وفي مدينة حلب التي شهدت هدوءا نسبيا منذ أن بدأت المظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، قال نشطاء إن ثلاثة أشخاص قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين في حي المرجة.
يشار إلى أن أكثر من 5400 شخص قتلوا في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة الداعية إلى الديمقراطية في منتصف مارس الماضي بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
كذلك تصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات الامن السورية حيث قتل 12 عنصر امن في هجومين منفصلين استهدف اولهما بسيارة مفخخة حاجزا امنيا في شمال البلاد مما اسفر عن مقتل ستة عناصر، في حين استهدف الاخر بقذائف صاروخية حافلتين لقوات الامن مسفرا عن مقتل ستة عناصر ايضا، بحسب ما افاد مصدر حقوقي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «انفجرت سيارة مفخخة بحاجز امني على مدخل مدينة ادلب مما ادى الى مقتل عناصر الحاجز اجمعين وعددهم ستة».
وفي جنوب البلاد في بلدة المزيريب «قتل ستة عناصر امن واصيب خمسة آخرون بجروح عندما استهدف منشقون عن الجيش السوري بواسطة قذائف ار بي جي حافلتين كانتا تقلهما امام قسم شرطة البلدة» الواقعة في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية.
من جهتها اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مقتل طفل واصابة 11 شخصا آخرين بين مدني وعنصر امن في انفجار عبوة ناسفة في حي الميدان في دمشق تلاه «اطلاق نار من قبل مجموعة ارهابية». كما اعلنت سانا اصابة «عدد من المدنيين وقوات حفظ النظام بمنطقة قطنا بريف دمشق اثر انفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة ارهابية مسلحة في احد شوارع المدينة».
على صعيد آخر بدأت في العاصمة الفرنسية الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة للمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية التي ما زالت التباينات كبيرة في ما بينها. وتنتهي ولاية الرئيس الحالي للمجلس برهان غليون في الخامس عشر من فبراير، ويعاد انتخاب قيادة جديدة لمدة ثلاثة اشهر بموجب النظام الداخلي للمجلس.
وفي خطوة ستحمل دلالات كبيرة اذا ما تحققت، نقلت صحيفة الراي الكويتية أمس الجمعة عن احمد رمضان العضو في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ابلغ وفد المجلس الذي التقاه في القاهرة الاسبوع الماضي وكان هو في عداده «ان المملكة ستعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا رسميا للشعب السوري». ولم يوضح رمضان متى ستقوم السعودية بهذه الخطوة ولا اذا كان الاعضاء الخمسة الاخرون في مجلس التعاون الخليجي سيحذون حذوها في الاعتراف بهذا المجلس الذي بدأت في العاصمة الفرنسية الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة له.