الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة


موقف رياضي

تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢



تعرفنا على كرة القدم منذ أيام الدراسة في المراحل الثلاث الابتدائية والاعدادية والثانوية ثم في معهد المعلمين تخصص تربية رياضية لمدة سنتين وكلما تعرفنا عليها ازددنا جهلاً بها وطلبنا المزيد وصارت بالنسبة إلينا كالهاجس اليومي نسابق الزمن حتى نزداد معرفة وكانت معارفنا في تلك الفترة لا تتعدى كرة القدم المحلية وانبهرنا بالمحرق الذي كان يهزم الفرق تباعاً ثم النسور والنهضة والرفاع الغربي والعربي والترسانة والحد والحالة وغيرهما من الأندية والفرق المحلية، ومع ولادة بطولة الخليج العربي لكرة القدم عام 1970 توسعت المعارف الكروية ومع المشاركات الآسيوية ازداد التبحر ومع بابكو التي تعرض أحداث كأس العالم في الاندية عبر الشاشة المتنقلة ومن دور السينما القديمة والحديثة ثم الفضائيات في العصر الحديث والاطلاع على المراجع والتثقيف المستمر عرفنا أن كرة القدم في العالم المتطور غير كرة القدم التي عندنا أو حتى عند الدول العربية.
في الدول المتقدمة هناك البساطة في التعامل مع جوهر كرة القدم لا تعقيد ولا التزامات إنما انضباط، فمن ينخرط في الكرة لا بد أن ينضبط ومعنى الانضباط الحقيقي لا يتحمله إلاّ الرياضي والمدرب والاداري من الجنسين القادرين على ضبط النفس في حدود عالم كرة القدم لأن من ينظر إلى هذا العالم يعتقد انه صعب لكن على العكس كلما ازددت انضباطاً ازددت تبحراً وصارت كرة القدم مثل كأس الماء البارد تتناوله في كل مكان لأن الكرة غذاء كامل المنفعة لمن يريد أن ينتفع وغذاء فاسد لمن يريد أن يفسدها بأفكاره وعقده النفسية المتشابكة.
علينا أن نقارن ما يحدث في العالم وفي أوروبا بالذات من تقدم تقني وصل إلى درجة البحث المستمر عن تطبيق كرة قدم تكنولوجية كما يفكر الآن الاتحاد الدولي (فيفا) لإنقاذ خط المرمى من الشكوك حول ما إذا كانت الكرة قد عبرت أو لم تعبر الخط، وفي مجال التدريب نشاهد الكثير من التقدم في كرة القدم فالفريق يساعد المحللين الكرويين بتسهيل الكتابة عن المباراة لأن طريقة اللعب واضحة وتحركات اللاعبين تسير وفق مخطط مدروس ولا يتحرك الظهير الأيمن إلاّ بخطة مرسومة ولا يمرر الكرة إلاّ بعد أن يسيطر عليها تماماً ثم يستخدم عقله في التمرير والتحرك، وكل ذلك يجري بالانضباط ولا يأتي عبر الأقمار الصناعية أو يُقدم على طبق من ذهب، على هذا الأساس التقييمي تعرف كرة القدم المثقفة ولا تعرف كرة القدم الأمية الجاهلة التي تتحكم في اللاعبين ولا يتحكمون فيها والفارق كبير بين السماء والأرض.