رأي أخبار الخليج
تحية وطنية لحمد بن عيسى
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢
منذ أن تولى حمد بن عيسى مقاليد الحكم في بلادنا قبل نحو 13 عاماً، عاش الوطن مرحلة تاريخية كانت حافلة بالإنجازات والمكتسبات والمشاركات الدستورية والشعبية الديمقراطية، فضلاً عن التحولات النوعية في الحريات العامة والفردية التي يشعر المواطن بها في كل المجالات.
كل هذه التحولات والإصلاحات الديمقراطية شهدتها بلادنا قبل أن تفرض القوى الغربية على بعض المجتمعات في المنطقة العربية الاتجاه إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية، بالإضافة إلى ما بات يعرف حالياً بظاهرة «الربيع العربي».
ومع كل هذه الحقائق الجلية، يؤسفنا القول إن هذا الوطن يمر بمحنة تسببت فيها فئات مسيّسة من ذوي الأجندات الطائفية ذات الرؤى الضيقة الأفق التي باتت مكشوفة تماماً للرأي العام في البحرين، بعد أن اتضح أن غايتهم هي الاستيلاء على الحكم.
إن استخدام تعبير «الاستيلاء على الحكم» هو توصيف محايد لما كانوا يخططون له من تدبير سيئ لمصير هذا الوطن، فالحقيقة أنه لا يمكن لأي نظام سياسي سواء أكان ديمقراطياً أم غير ديمقراطي أن يقبل أن تقوم فئات متطرفة بفرض شروطها بالعنف وبالأساليب غير الشرعية من دون وضع أي اعتبار لأمن البلاد ومستقبل اقتصادها ومصير الوطن.
فهؤلاء الخارجون عن الشرعية يعتقدون أنهم وحدهم على حق، أما الغالبية العظمى الصامتة من أبناء هذا الشعب فهم على باطل. مع أن حقيقة مواقفهم باتت مكشوفة بل مفضوحة تماماً، سواء للمواطنين والمقيمين أم لدول الجوار والعالم الغربي، لأن ما يجري في البحرين يتنافى كليا مع الروح الوطنية أو المبادئ الحقوقية والديمقراطية والدستورية.
بل نقول أكثر من هذا، إن هؤلاء الذين أوصلوا البلاد إلى هذه الحالة قد فشلوا فشلا ذريعاً في مخططهم المشبوه.
إن روح الوطنية الحقة تفرض على هؤلاء لو كانت قلوبهم على الوطن أن يعلنوا على الملأ فشلهم كسياسيين لأنهم زجوا بأبناء قومهم في كوارث لم يقدروا عواقبها الجسيمة، ونتج عن ذلك حدوث شرخ وانشقاق في الصف الوطني.
كل هذا يحدث، وملك مثل حمد بن عيسى الصبور الرؤوف الرحيم في ممارسة الحكم بروح أبوية حانية يواصل الليل بالنهار عبر اتصالاته وجهوده المكثفة ومبادراته الوطنية، مثل الدعوة إلى حوار «التوافق الوطني» أو قراره التاريخي بتشكيل اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق التي أصدرت التقرير الشهير المعروف باسم «تقرير بسيوني» أو من خلال اللجنة الوطنية لتنفيذ توصيات تقرير بسيوني، فإنه عمل دوماً بإخلاص للخروج بالبلاد من هذه المحنة، ولمّ الشمل الوطني وحماية الوشائج والروابط التاريخية التي وسمت باستمرار علاقات أبناء شعب البحرين.
لقد كنا نتمنى في مثل هذا اليوم الأغر الذي هو مناسبة عيد ميلاد جلالة الملك أن تكون مناسبة للبهجة والفرح الشعبي العام، نسعد بها جميعاً، فهي مناسبة سارة لرجل أحب بصدق شعبه وترجمت كل ممارساته إيمانه العميق والراسخ بالمبادئ الديمقراطية في الحكم.
فلو أردنا أن نحكم بإنصاف على عهد حمد بن عيسى طوال 13 عاماً، فلا بد أن نسجل له حكمته ونزاهته وتعاليه عن كل الصغائر رغم كل الأحداث الأليمة التي شهدتها بلادنا، ورغم كل المواقف غير العقلانية التي اتخذتها القوى السياسية التي تمثل ما يسمى «المعارضة»، لأن المعارضة أيضاً لها أصول وقيم ومبادئ وأولها مبدأ عدم الإساءة إلى الوطن أو الإضرار باقتصاده.
ومع ذلك نقول إن التاريخ سوف ينصف حمد بن عيسى ومواقفه الوطنية المخلصة لأبناء شعبه.
وبهذه المناسبة الغالية، يطيب لنا أن نتقدم باسم هذه الجريدة الوطنية وقرائها بأسمى آيات التهاني القلبية لجلالة الملك، داعين العلي القدير أن يديم عليه نعمة الصحة والعافية ليواصل دوره التاريخي خدمة لوطنه وأمته.