المال و الاقتصاد
تحليل اقتصادي:
العقوبات الغربية تؤثر على الإيرانيين.. والتضخم يرتفع إلى 21%
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢
من المقرر ان تدخل حزمة تشديد العقوبات الغربية، وعلى الأخص الأوروبية، ضد إيران حيز التنفيذ يوم الاثنين، وتتضمن قائمة طويلة من العقوبات، يرى محللون انها ستطال المواطن الإيراني العادي من خلال ارتفاع نسبة التضخم، وتزايد عزلة إيران الدولية.
وكانت العقوبات الأوروبية الامريكية، التي بدأت قبل نحو 18 شهرا، وتضاف اليها عقوبات جديدة الاثنين، قد زادت اعباء جديدة على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني اصلا من عدة مشاكل من اهمها التضخم وانهيار قيمة الريـال الإيراني، وهو ما له تأثير على الإيرانيين في الداخل وفي الخارج.
ومن المعروف ان ملايين الإيرانيين يعتمدون بشكل رئيسي على معونات ترسل لهم من اقاربهم في الخارج، وعلى الاخص من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.
وتنقل وكالة فرانس برس عن مواطن إيراني اسمه علي، صاحب محل بقالة شمالي العاصمة طهران، قوله ان كلفة السلع والبضائع الاجنبية المرتبطة بالدولار ارتفعت بين 20 و50% في الأشهر الأخيرة.
ويضيف: من الناحية الاخيرة تراقب الحكومة عن قرب اسعار المنتجات المصنوعة في إيران، والتي تشكل نحو 90% من استهلاك الإيرانيين، فمثلا لم ترتفع منتجات الالبان اكثر من 10%.
الا ان التضخم وصل رسميا إلى 21%، وهو ما جعل القيمة الحقيقية للكثير من السلع الاستهلاكية اعلي بكثير، وهو امر تعقد اكثر بسبب تراجع قيمة الريـال.
ويعرف ان قيمة العملة الإيرانية متضخمة اكثر من قيمتها الفعلية اصلا، لكن البنك المركزي الإيراني سمح خلال الاشهر الاخيرة بتراجعها للحفاظ على الاحتياطيات من العملات الاجنبية، وهو ما جعلها تفقد نحو نصف قيمتها خلال السنة الماضية.
وتراجع الريـال امام الدولار إلى مستويات قياسية، حتى نقلت وسائل الاعلام الاجنبية ان قيمة الريـال غير الرسمية بلغت 20500 ريـال لكل دولار.
وارتفعت بالمقابل جميع السلع المستوردة، مثل اجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة واجهزة التلفزيون والثلاجات وغيرها بنحو 50%.
كما ارتفعت اسعار بعض الادوية المستوردة إلى نحو 30%، واصبحت الكتب باللغات الأوروبية بعيدة عن متناول كثير من الإيرانيين.
وتسببت العقوبات الغربية في اختناق معظم قنوات التعامل المصرفي والتجاري بالدولار واليورو، اذ بات من الصعب على كثير من الإيرانيين ممن يعيشون في الخارج ولديهم اقارب يعتمدون على معوناتهم، ارسالها.
ويقدر عدد الإيرانيين في الخارج بحدود خمسة ملايين، اكثرهم في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.
اما القطاع الآخر الذي تأثر سلبيا وبقوة بتلك العقوبات فهو السياحة، اذ يمضي الآلاف من الإيرانيين اجازاتهم السنوية في الخارج، وبالذات تركيا وتايلاند واندونيسيا ودبي، وايضا أوروبا وماليزيا، ومن شأن العقوبات ان تجعل السائح الإيراني يتردد في السفر بعد انهيار العملة الإيرانية.