الرياضة
اللاعب المحلل والوزير ذياب في حوار صريح مع «الوفد الإعلامي»:
مستعد لزيارتكم لإبرام اتفاقية شراكة بين البحرين وتونس
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢
هو أحد اللاعبين الكبار في العالم العربي الذين أبدعوا في المستطيل الأخضر، وتألق مع منتخب بلاده في مونديال الأرجنتين .1978 وإذا استذكرنا هؤلاء النجوم العمالقة لابد من المرور على طارق ذياب الذي تألق في التحليل التلفزيوني قبل أن يعتلي عرش الرياضة في بلاده تونس. اللاعب الأنيق الذي يصفه البعض بأنه أنجح من مر بتاريخ لعبة كرة القدم التونسية العريقة.. علاقاته عريضة مع الناس.. صاحب قدرات هائلة.. مبدع.. عبقرى.. ملهم.. قدرته عجيبة على تخيل المستقبل.. قوته في التفكير.. منطقي.. عقلاني.. منظم.. متواضع.. شعاره التحدي.. كل شيء عنده يحتاج إلى إدارة وقيادة حتى يحقق الأهداف المرجوة منه.. سريع الوصول للحلول.. وأجوبته منطقية ومرتبة.. لديه رؤية مستقبلية واضحة.. صاحب ضمير حي.. صاحب ولاء شديد لبلده.. ووفاء نادر حتى في أحلك الظروف.
حاورناه بدولة الكويت الشقيقة أثناء حضوره لحفل الوفاء التي أقامته شركة هاتريك للخدمات الرياضية لتكريم هرم الرياضة البحرينية والعربية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وخرجنا معه بأجوبة لا تخلو من الصراحة:
«الوفد الإعلامي»: ماذا يعني لك حضورك لهذه المناسبة لتكريم الهرم عيسى بن راشد وماذا تعني لك هذه الشخصية؟
«طارق ذياب»: يشرفني الحضور لتكريم الشيخ عيسى بن راشد الذي اعتبره رمزًا من رموز الرياضة البحرينية والخليجية وحتى العربية، أنا في الكويت خصيصًا لحضور تكريم الهرم، إذ يملك الخبرة الكبيرة والبصمات الواضحة على الساحة الرياضة، وأتمنى من المسئولين في كل العالم التعلم من الدروس التي أعطاها عيسى بن راشد للرياضة، كما أشكر الأخ عبدالله الحمدان على إقامة هذا التكريم الكبير في الكويت وليس بالبحرين وربما هي المرة الأولى التي يقام فيها تكريم لمسئول عربي خارج بلاده، وتلك المبادرة جميلة وراقية جدا وتأتي في وقتها بل تعتبر نادرة لأننا دائما ما نكرم الشخصيات بعد وفاتها في حياتها.
«الوفد الإعلامي»: هل الشيخ عيسى بن راشد يملك سمعة في تونس والقارة الإفريقية بالتحديد؟
«طارق ذياب»: بالتأكيد له سمعة كبيرة ليست في تونس فقط بل في كل أرجاء الوطن العربي، لأنه من الشخصيات التي ضحت للرياضة الخليجية والعربية والأسيوية والعالمية وله بصمات خيالية وأتمنى أن يكون التكريم له في كل مكان بمستوى يليق بمكانته المرموقة باستمرار.
«الوفد الإعلامي»: كيف وصلت إلى هذا المنصب؟
الحمد لله وصلت بثقة الجميع تجاهي، ومن ثم يجب أن تكون هذه الوزارة للرياضيين لأنهم عاشوا وضعية صعبة وهم ملمين بمشاكل الرياضة ويعرفون الحلول لها. وإنا منذ استلامي للوزارة بدأت بمعية إخواني المسئولين بها بعمل خطة استراتيجية جديدة بدلا من القديمة التي كانت موجودة بميزانيها منذ سنوات بالأدراج ولكن مجمدة لأسباب مجهولة.
«الوفد الإعلامي»: على المستوى الشخصي، كنت لاعبا وبعدها انتقلت إلى مهنة التحليل الرياضي والآن وزيرًا.. كيف ترى هذه النقلة في حياتك؟
«طارق ذياب»: بطبيعة الحال هذه مسئولية كبيرة وهي تكليف وليست تشريفا وتسعدني خدمة بلدي بعد الثورة التي ضحى بها الشعب التونسي الأصيل بشهداء لا يمكن نسيانها وسوف يذكرهم التاريخ للأبد ونحن من واجبنا أيضا ان نضحي ونعمل لهذا البلد وشعبه بكل ما نملك، سأسعى بكل ما املك من طاقة في وضع الحلول لعودة الرياضة التونسية إلى طبيعتها.
«الوفد الإعلامي»: ما هي الخطط والبرامج لإعادة إحياء الرياضة التونسية من جديد؟
«طارق ذياب»: بطبيعة الحال وما املكه من خبرة أرى ان مسيرتنا الرياضية في تونس وفي العديد من البلدان العربية لا تسير على برامج محددة وأتمنى مستقبلا أن يكون هناك تخطيط وبرمجة سليمة، وأنا في منصبي الجديد لدي مشكلة كبيرة في إيجاد وظائف للشباب التونسي، قبل الأمور الرياضية فالكثير منهم عاطل عن العمل ولديه شهادات عليا، ومنذ أن استلمت الوزارة أعطيت الاهتمام الأكبر لتلك المشكلة وبات همنا هو إيجاد العمل لهم وبسرعة ونحن بصدد تحضير خطة لإنهاء تلك المشكلة، كما أن تونس لديها مناطق محرومة من المنشات وتلك مشكلة كبيرة وأتمنى أن نكون بالمستوى المطلوب لتعميم إنشاء المنشات في كل مدن تونس لكل اللعبات، لأن ما شاهدناه حقيقة إن الشباب في عمر 23 مهمش من خلال سياسة الرئيس السابق ونحن في صدد تغييرها.
«الوفد الإعلامي»: ماذا تفسر هبوط مستوى المنتخب التونسي في السنوات الأخيرة؟
«طارق ذياب»: اعترف بأن المستوى ليس بتطلعاتنا رغم تفوق بعض الأندية في بطولات إفريقيا على المنتخبات والسبب إن بطولة الدوري ضعيفة جدا والدليل عدم وجود محترفين تونسيين كبار يلعبون خارج الوطن كما في السابق، وبالتالي منتخبنا الأول ضعيف ولا ينافس على البطولات، ويجب أن نولي اهتمامنا الأكبر الآن على منتخبات الفئات العمرية كافة والمهمشة جدا والتي لا تتعدى الأدوار الأولى في البطولات الإفريقية وهذا ينعكس سلبًا عندما يصلون إلى مستوى الفريق الأول، نحن بصدد إعداد خطة للتركيز على فئات المنتخبات كافة وخصوصا الشبابية من اجل عودة تونس إلى المنافسة وتحقيق البطولات.
«الوفد الإعلامي»: هل كان هناك فساد في الرياضة في ظل الرئيس السابق لتونس؟
«طارق ذياب»: نعم.. كانت الرياضة سيئة للغاية ومسيسة جدا لان القرار يأتي من شخص واحد فقط، لا توجد خطط من الوزير أو المسئولين على الرياضة، بالإضافة إلى إننا كنا تحت ضغط كبير جدا، إلى جانب انعدام الحرية، وبالطبع إذا لم تكن هناك حرية لا يمكنك أن تعمل وتبدع، واعترف بأنه كانت هناك دكتاتورية حتى في الرياضة بجانب السياسة، وهذا خطأ فادح أن يكون إنسان واحد هو من يسير العمل في كل شيء وليس مجموعة أفراد تفكر وتخطط ذات اختصاص بالرياضة لقرب منها وهم أولى من النظر بشأنها وليس غيرهم.
«الوفد الإعلامي»: بعيدا عن تونس وهموم الرياضة... هل تابعت منتخب البحرين في الفترة الأخيرة؟
«طارق ذياب»: منتخب البحرين رغم إمكاناته المحدودة مقارنة بدول مجلس التعاون إلا انه يقدم مستويات جيدة ودائما أراه متواجدا في بطولات الخليج أو تصفيات كأس العالم مؤخرا، وكان قاب قوسين من الوصول إلى كأس العالم، ويسعى للمنافسة والوصول إلى القمة باستمرار، لكن ما أراه أن اللاعب الخليجي عامة لا يملك الطموح لديه للاحتراف الخارجي وتفكيره دائما محدود ومستواه مدة لا تتعدى 5 سنوات وربما أكثر بقليل بعكس اللاعب العربي في إفريقيا الذي عندما يؤمن مستقبله يرتفع مستواه وينتقل إلى أوروبا بأسعار عالية ولديه حلم باللعب في الأندية الكبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة وغيرها وهذا ليس موجود في اللاعب الخليجي رغم توفر الإمكانيات له وخصوصا المال عندما يحصل عليه جراء انتقاله من ناد إلى ناد في بلده أو في ناد خليجي فتراه يقتل طموحه لأنه ضمن مستقبله وهذا عائق كبير، رغم إننا شاهدنا بعض المنتخبات والأندية وصلت إلى كأس العالم وحققت كأس آسيا ولها حضور ومنافسة قوية مع كل المنتخبات المتطورة وعليه يجب من وجه نظري على اللاعب الخليجي التفكير في اللعب بالخارج بالدوريات الكبيرة، مثلاً اليابان لاعبيها ألان يلعبون في اكبر الدوريات الأوروبية وبات منتخبهم قوي جدا.
«الوفد الإعلامي»: البحرين تحديدا ماذا ينقصها لتحقيق البطولات رغم تحقيقها مؤخرا ميداليتي الخليج والعرب.. وهي ربما تكون أقل من الطموح؟
«طارق ذياب»: أولا أنا اجهل النظام المعمول به في البحرين لكرة القدم وسنحت لي الفرصة في مشاهدة المنتخب البحريني ورأيته ممتازا رغم الإمكانات المتوافرة لديه لاستفادته من عنصر اللاعبين المحترفين بالخارج في السابق وألان تغير المنتخب كليا وعليه يجب من الآن الاعتماد على الشباب وجلب المدربين الكبار لهذه الفئة ويوجد عيب كبير ليس في البحرين وحسب بل في العالم العربي كافة بأن الهرم المتبع مقلوب وذلك بجلب المدربين الكبار الأفضل ذو المبالغ الخيالية للمنتخبات الكبار وليس الفئات الذي بهم المخزون الشبابي الذي يستطيع السير لسنوات بالخطط الموضوعة، لكن المنتخب البحريني الحالي قادر على تحقيق البطولات.
«الوفد الإعلامي»: هل سنشاهد منتخب تونس يعلب في ارض البحرين؟
«طارق ذياب»: بالعكس نتشرف باللعب في البحرين وكنا نتساءل سابقا لماذا الدول العربية لا تلعب مع بعضها البعض ونادرا ما تشاهد دول الخليج التي تمتاز بالفنيات تلعب مع دول شمال إفريقيا المشابه بلعبها للدول الأوروبية التي تعتمد على اللياقة والقوة للاستفادة من الطرفين وأنا ذكرتها للمسئولين في إفريقيا منذ أشهر ماضية بأننا يجب علينا اللعب مع الدول الخليجية المتطورة ليس بكرة القدم فقط وإنما بكل الألعاب الفردية والجماعية الأخرى لزيادة الاحتكاك والاستفادة من الإمكانيات المتوافرة لديهم.
«الوفد الإعلامي»: هل هناك اتفاقيات شراكة بين البحرين وتونس؟
«طارق ذياب»: يوجد لدينا مثل هذه الاتفاقيات مع البحرين وبعض دول مجلس التعاون ولكن ينقصها التفعيل ونحن نرحب بوجود منتخبات البحرين في تونس ومستعد لزيارة البحرين للتباحث بشأنها مع المسئولين بها.