التحالف المستقل
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢
هالة كمال الدين
يقول أينشتين:
«إن أجمل حياة من الممكن أن يعيشها إنسان.. هي تلك التي تعاش من أجل الآخرين.. وهي تلك التي تستحق أن تعاش»!
هذه المقولة تصف بشكل دقيق حياة الطبيب، صاحب أرقى وأسمى مهنة عرفتها البشرية، والتي تعرضت للأسف الشديد في الفترة الأخيرة إلى التسييس، وتم إقحامها في الحراك السياسي، بشكل يتنافى مع مبادئها وأعرافها!
للأسف كثرت في الفترة الأخيرة حالات الشكوى من عدد من الأطباء الذين يتعاملون مع مرضاهم ليس من منطلق مهني وإنساني، بل عقائدي وطائفي، الأمر الذي ترفضه كل الأعراف والمبادئ الإنسانية التي يجب أن يتحلى بها الطبيب ، حتى وصل بنا الحال إلى وجود مقاطعة علنية متبادلة بين الأطباء والمرضى.
لذلك أطلق مؤخرا مجموعة من العاملين في المجال الصحي بالمملكة موقعا حرا للعاملين المستقلين في هذا المجال، وقد أطلقوا على أنفسهم اسم (التحالف الطبي البحريني المستقل)، وهي مجموعة تشمل عددا من الأطباء والجراحين وأطباء الأسنان والممرضين، وغيرهم، وذلك انطلاقا من حرصهم وقلقهم الشديدين على مستقبل الخدمات الصحية في البلاد، جراء التسييس المكثف الذي شهدته هذه المهنة النبيلة فى أعقاب الأزمة.
هناك مدونة طبية دولية تنص على قيم تحكم تصرف كل طبيب، وتدعو أي مريض إلى إبلاغ السلطات المختصة عن الأطباء الذين يمارسون مهنتهم بصورة غير أخلاقية، وقد حثت مجموعة العاملين في القطاع الصحي على التسجيل في الموقع الالكتروني، وأن يقوموا بالتوقيع على بيان يؤكدون فيه ما جرى من أحداث من خلال جمع الحقائق.
تسييس مهنة الطب، ومحاولة الزج بها في الحركات، أو التجمعات السياسية، يعتبر ان تجاوزات سلوكية، ومهنية، وخيانة، يجرمهما القانون، ويرفضهما أي طبيب وهب نفسه لأداء هذه الرسالة الإنسانية!
إن علم الطبيب، وكفاءته، لا يغنيان مطلقا عن أخلاقه، ومن بديهيات أخلاقيات المهنة هو الابتعاد عن تسييسها، وإذا كان التسييس قد أغرق حياتنا حتى النخاع، فعلى الأقل علينا أن ننقذ تلك المهنة الشريفة، وننتشلها من براثن السياسة اللعينة، لتستعيد إنسانيتها من جديد!
والدعوة قائمة الى انضمام شرفاء المهنة إلى التحالف الطبي البحريني المستقل!