الجريدة اليومية الأولى في البحرين



حكاية «ميادة» مع شركة الطيران

تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢

محميد المحميد



** أول السطر:
علمنا من مصادر مطلعة أن بعض الموظفين «السائقين» في الدولة يقومون بنقل المخربين بسيارات تابعة لإحدى الوزارات والهيئات لتجاوز نقاط التفتيش الأمني ودخولهم للمناطق.. فهل ينتبه المسئولون في الوزارات لمثل هذه المخالفات..؟
** حكاية ميادة:
ميادة مجيد معارج.. شابة بحرينية ذهبت مع أسرتها الى العراق الشقيق في زيارة خاصة، وعندما عادت إلى البلاد أمس قالت لي لقد رأينا الموت بأم أعيينا في رحلة العودة بسبب شركة طيران (.....)، وحلفت بأغلظ الأيمان أنها لن تسافر مع تلك الشركة مرة أخرى لما واجهته من متاعب ومشاق في الرحلة، فماذا حصل لها..؟
تقول ميادة دخلنا مطار النجف عند الساعة العاشرة صباحا، وكان موعد إقلاع الطائرة الساعة الثالثة إلا الربع، ولكن تأخرت الطائرة لأسباب لا نعرفها حتى الساعة السادسة مساء، أي مدة ثلاث ساعات متواصلة، وما ان أقلعت الطائرة عند الساعة السادسة مساء وتنفسنا الصعداء حتى أبلغنا طاقم الطائرة في السادسة والنصف بأن هناك خللا في مكيف الطائرة وسنقوم بالهبوط الاضطراري في مطار دولة الكويت مدة عشر دقائق، وقد تم إنزال واقي التنفس للمسافرين نظرا الى قلة الأوكسجين وانخفاض كمية الهواء داخل الطائرة، وعمت حالة من الخوف والهلع لدى جميع المسافرين، وخفنا على أنفسنا في تلك اللحظة ونحن بين الارض والسماء تحت رحمة الله عز وجل، حتى هبطت الطائرة في مطار الكويت بسلام، ولك أن تتصور حالة المسافرين في تلك اللحظات العصيبة والمؤلمة.
وحينما هبطت الطائرة في الكويت بقينا داخلها حتى الساعة الثامنة مساء، أي أن العشر دقائق تحولت إلى ساعة كاملة، ولك أن تتصور كيف هي الحالة النفسية للمسافرين جراء هذا الانتظار، وبعد شد وجذب ومطالبة من المسافرين بالنزول في قاعة الترانزيت، سمح لنا بالنزول ولكن دون أي أمتعة او طعام او ماء. في قاعة الترانزيت بمطار الكويت طال بقاؤنا حتى الساعة الثانية فجرا، أي أن العشر دقائق امتدت إلى ست ساعات، مما جعل المسافرين يضجون بالاستياء من المعاملة وسمح لنا بدخول مطعم خاص ثم تم تفتيش المسافرين مرة أخرى قبل الصعود للطائرة عند الساعة الثالثة فجرا.
بعدها أقلعت الطائرة متوجهة الى مطار الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الذي هبطنا فيه عند الساعة الخامسة فجرا، وكان من المفترض أن تقلع الطائرة متوجهة الى البحرين عند الساعة السابعة صباحا، ولكن قيل لنا ان هناك تأخيرا حتى الساعة العاشرة صباحا، وهكذا زاد استياء المسافرين وتضاعفت معها حالة الضغط النفسي مع عناء السفر والتعب والمشقة.
في الساعة الحادية عشرة صباحا هبطت الطائرة أخيرا في مطار مملكة البحرين، في رحلة استغرقت من النجف حتى البحرين مدة 20 ساعة، عشنا فيها أسوأ لحظات العمر في السفر، ولا ندري كيف تتعامل شركة طيران (....) المشهود لها بالتميز بمثل هذه المشكلة التي أشعرتنا بعدم الثقة والاستياء، وبودنا لو تقوم الشركة بمبادرة من أجل الاعتذار على الأقل للمسافرين.
تلك هي حكاية المواطنة البحرينية ميادة مجيد معارج وأسرتها وباقي المسافرين في رحلتهم من العراق إلى البحرين مع شركة طيران (....)، وأتصور لو أن هذا الأمر وقع مع شركة طيران الخليج مثلا لقامت الدنيا عند الرأي العام والإعلام وربما حتى جهات أخرى، ولكن الأمر وقع مع شركة أخرى وربما يسكت البعض عن الموضوع، ونحن نطالب شركة الطيران بتعويض المسافرين، كما ندعو الجهات المسئولة عن شئون الطيران في البحرين الى الاجتماع مع تلك الشركة وباقي شركات الطيران حفاظا على أرواح المسافرين البحرينيين وسمعة شركات الطيران التي تقلع من البحرين وأهمية الالتزام بالمواعيد ووضع خطط احتياطية لأي ظرف.
عموما حمدا لله على سلامة الوصول يا ميادة.. وحمدا لله على سلامة ووصول جميع المسافرين.
** آخر السطر:
في عام 2008م تم اعلان مشروع «مرصد بحريني» لمتابعة وتطوير الخطاب الديني وترشيد المنابر، ومنذ ذلك التاريخ لم نسمع أي شيء عن تفعيل المشروع، وأتصور أن خطبة عيسى قاسم «اسحقوه».. نموذج صارخ لما يجب تطبيق المشروع عليه ضرورة.. فهل من جواب من وزارة العدل ومن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومن إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية.