الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٥ - الاثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٧ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


وحدة الدول الخليجية ومواجهة التحديات المستجدة





ماذا يعني سبعة وثلاثون خطرا يهدد امن الخليج خارجيا وداخليا؟ وما هو الدور الذي تلعبه التيارات الإسلامية في زيادة العدد واحدا؟ وهل يعني ذلك اننا نعيش نفاقا سياسيا دينيا؟ لكن الأهم لدينا كشعوب خليجية أن الرسالة وصلت.. فشكرا لك يا ضاحي خلفان على تلمسك بواطن الأمور، والكشف عن المستور، لكن كيف يمكن للأنظمة الخليجية معالجتها الداء بعد استفحاله؟

أكذب لو قلت ان ضاحي لم يصب في رأيه، فقد قالها: كلمة حق خرجت من ذمته اتجاه قادة وشعوب دول مجلس التعاون، فهو رجل يرى ما لا يراه الآخرون.

لا يهمني الآن الأخطار الخارجية بقدر الكيفية التي مارست فيها التيارات الإسلامية النفاق السياسي بهدف الوصول إلى مراكز القرار، ولماذا سمحت الأنظمة الحاكمة لتلك التيارات ممارسات غير شفافة معها؟ فهل نصدق ان هذه الأنظمة لا تعلم ما يحاك لها من مؤامرات؟

بنظري كمواطن، إن ما يعنيني هو استمرار العيش الآمن من دون استحواذ تحزبي أو طائفي ديني أو عرقي، حيث يحتاج وضعنا هذا إلى الآلاف من الحواس حتى يمكن إبعاد دولنا عن المخاطر التي تتهددها.

لنأخذ كيفية نجاح تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة وخاصة إمارتي دبي وأبوظبي في الخروج عن دائرة تخندق التيارات الإسلامية المتطرفة التي تؤمن بتنظير «الإسلام الحركي».. فهاتان الامارتان رسمتا لهما استراتيجيتين أمنية وفكرية تتناسبان مع متطلباتهما الإنسانية وخدمة المواطن لوطنه، فعاشتا بمنأى عن تلك التيارات التي تتمحور منهجيتها في إلغاء الآخر للوصول الى السلطة واحتكارها.

يتضح لنا ان ذلك التيار الإسلامي الذي ذكره ضاحي هو تيار «الاخوان المسلمين»، والذي كان أول من قام بمباركة قيام الثورة الإيرانية الذي يرى فيها «انها إفراز من إفرازاته الفكرية القائمة على الإسلام الحركي».. وان عليه السعي إلى تكوين هلال خاص به يمتد من تونس إلى اليمن مرورا بليبيا ومصر وغزة والأردن وينتهي بدول الخليج العربي، أسوة بالهلال الذي تقوده «الثورة الخمينية» المتمدد من إيران الى لبنان مرورا بالعراق وسوريا.

علينا أن نعترف ان مشكلتنا ليست من الإخوان بعد أن أصبحوا قوة تنتظر منها الشعوب العربية «إرجاع القدس» و«مقاطعة المنتجات الأمريكية» البلد الداعم للمحتل الصهيوني، لكن علينا التمعن في تخوف رجل أمني محنك من هذا «التنظيم» وتهديده أمن الأنظمة الخليجية.. فهل هذه النظرة صحيحة؟

لابد أن نوضح أن النظرة التي خص بها القائد العام لشرطة دبي هذا التنظيم مستندة إلى أساس «دولة الإسلام الحركي»، ولا يهمنا ذلك بقدر ما يهم أنظمة الحكم في دول الخليج.

بالتأكيد، الرجل مطلع على منهجية هذا التنظيم في اللقاءات السرية، وسعيه في إقامة الإمارة السرية، وتوجهات بعض قادته بالتحالف مع إيران، وشهر العسل الذي يعيشه حاليا مع الولايات المتحدة وتعهداته بضمان أمن إسرائيل.

طبعاً.. الله هو خير حافظ .. ولكن نفهم ان ما أراده ضاحي من رسالته هو أن تعلم الأنظمة الخليجية أن الخطر ليس واحدا، وان هناك من يتحكم بمفاصل الحياة المهمة داخل بلدانهم.

ربما ضارة نافعة، والحمد لله الذي يسّر من هذه الفتن والمحن التي نعيشها معرفة بالصديق والعدو وحان موعد الفسطاطين بحول الله عز وجل، فلتختر الأنظمة الخليجية الاستمرار بالبقاء أو مواجهة هذه التحديات.

مختصر القول يكمن السر في بقاء هذه الأنظمة والاستمرار وحدة دول الخليج، حيث ان السنوات الخمس القادمة ستكون سنوات «مخاض» على مستوى الأمن الخليجي من النواحي السياسية والأمنية والعسكرية، فهل من سبيل؟

* مستشار هيئة المجلس العالمي للصحافة



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة