الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مقالات


من كان على الحق .. فلا يشوه!

تاريخ النشر : الاثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢



انكشفت الأمور وستنكشف معانيها وعواقبها عن الذين يلعبون بعقول شباب الوطن ويجرونهم إلى نفقٍ مظلم لا نهاية له إلا في مخيلتهم.. أولئك المنتفعون من مجريات الفوضى العارمة في بلدنا الحبيب، ومن الواضح أن أنانية هؤلاء المنتفعين تحتل موقعاً مميزاً في المجتمع، وقد تكفلت عواقب الأحداث ببيان حجم هذه الأنانية ومداها لديهم.
ولا بد لكلٍ منا أن يحتار تفكيره ويطول وقوفه في الوصول إلى المصير المجهول الذي ابتكرته مخلفات مجريات الأحداث الأخيرة، والتي تبين أن المتسببين فيها لا يملكون مقومات القائد الفذ، بل إنهم أبواق ينعقون فوق المنابر، وإن أقوالهم لا تتوافق مع المصلحة العامة للوطن والمواطن، ولأن حب الله والوطن خرجا من أهدافهم ونواياهم، رغم أن حب الله والوطن أكبر من حب الإنسان لآبائه وأبنائه وإخوانه وزوجه وعشيرته وأمواله وتجارته وبيته، لأن الوطن هو المكان الذي يجمع ويحفظ كل هذه القائمة العزيزة.
وإن رجعنا إلى الحق سنستوضح منه أبعاد حب الله والوطن، وسنجدُ أنفسنا أمام نتيجة واضحة هي أن الإنسان المؤمن والمواطن الغيور على وطنه لا يحب إلا الله عز وجل وما رضي الله عنه بحبه وما أمر الله به أن يُحب، فالمحبوب في الأساس هو الله لا محبوب غيره، ومن حبه يتفرع حب الأشياء الأخرى، وتتكون سائر مظاهر الحب المشروع المستمد مشروعيته من رضوان الله عز وجل.
إن مشروع حب الله والوطن رحبٌ مترامي الأطراف، ومن الخطأ أن نحدد له سقفاً أو حدوداً، ولا شك أن حب بعض المفردات التي تقدم ذكرها سلفاً قد تصل بصاحبها إلى حد لا يقر له معها قرار، بل قد يصل به الأمر إلى حدوث المهالك في سبيل ذلك الحب، بينما حب الله والوطن والأرض والناس هو الذي يجب أن يكون الحب الأوحد في قلب كل إنسان عاش على أرض الوطن لاحتضانه وفوزه بمحبة الله ورضاه.
وعندما نضع أمامنا هذا المفهوم النظري لحب الله عزوجل والوطن إلى جانب المفهوم التطبيقي العملي، يمكننا أن ندرك غفلتنا وبُعدنا عن المفهوم الحقيقي والأساسي لضرورة العمل الجاد في مجال عدم تشويه الحق، وللأسف الشديد أن الذين يحركون الشارع في البحرين يعلمون ذلك جيداً بل أكثر من ذلك، ولأنهم منتفعون مادياً وذاتياً فهم لا يعملون بنظرية حب الله والوطن في باطن الأمور!