الجريدة اليومية الأولى في البحرين



نظرية إسقاط حكم «المشيخات الخليجية».. 2

تاريخ النشر : الاثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



بالأمس تحدّثنا عن فكرة نظرية «إسقاط حكم المشيخات الخليجية»، كما تحدثنا عن الدعم الأمريكي والدعم الإيراني لاستنساخ العملاء في دولنا على شاكلة «أحمد الجلبي»، وذكرنا بعض الشواهد.
مواصلة للحديث، لنا أن نتساءل ولكم أن تفكروا، كيف تتعامل أمريكا بحرص على تطبيق الديمقراطية في البحرين، بينما هي تصمت عن دول أخرى في المنطقة!
البحرين بالنسبة إلى بقية دول الخليج -إذا استثنينا الكويت- تعتبر متقدمة في إشراك الشعب في اختيار سلطاته التنفيذية التي تمثّله، مع وجود حاجة ملحّة إلى تطوير تلك المشاركة ونوعيتها، بينما هناك دول أخرى ما زالت لا تفكّر حتى في إشراك الشعب في القرار السياسي، لكن بالمقابل نجد أمريكا لا تسأل عنها!
الديمقراطية في البحرين تمثّل «حصان طروادة» الذي تلعب به أمريكا مع دول الخليج وإيران بسبب وجود المكوّن الشيعي.
في الوجه المقابل الأنظمة الخليجية ما زالت بعيدة جداً عن حجم وخطورة التحديات التي تحيط بها، وما زالت تفكّر بعقليات بدايات الاستقلال، وبعقليات حكم «شيخ القبيلة» و«سم طال عمرك» و«الشيوخ أبخص».
الشعوب الخليجية كغيرها من الشعوب العربية انتقلت إلى مرحلة النّضج السياسي، الذي بدأ يستوعب المخاطر المحيطة، وبدأ يعرف كيف تمّت التضحية به عبر عقود لتحقيق مصالح سياسية لأنظمة الحكم في الخليج.
الشعوب الخليجية لديها ولاء ومحبّة لقيادتها، لكن ذلك لم يعد يشفع لأحد ما أن يلعب نفس الدور القديم في الاستئثار والسيطرة، كما لم يعد مقبولاً استبعادها عن المشاركة في اتخاذ القرار السياسي وكأنّها لم تبلغ الحُلم بعد!
لم يعد مقبولاً أبداً أن تتحوّل دولنا الخليجية إلى حدائق منزلية خلفية، يتم التحكّم بثرواتها وقراراتها السيادية من جهات عليا، بينما الشعوب مغيّبة، وكأنّما «ما في البلد إلاّ هالولد»!
لم يعد مقبولاً أن يتم التحكّم في ثروات الشعوب ليساء توزيع الثروات بصورة تبعث على «القرف»، حيث تجد فيها من يمتلك الأراضي والجزر التي تقطعها بالسيارة مدة نصف ساعة، بينما الشعب يتعارك على وحدات إسكانية تساوي حجم (حمّام واحد) -أجلّكم الله- من فلل «أصحاب السعادة»!
لم يعد مقبولاً أن يتم التحكم في حقوق البشر بحيث تُسحب جنسيات مواطنين أصليين بسبب اختلافهم مع سلطة معينة، وكأنّ حقّ المواطنة بات لعبة يتحكّم بها أصحاب المصالح والمنافع! تخيّلوا ونحن نعيش في هذا القرن، ما زال بعض من يعيش في دولنا الخليجية أباً عن جد، يطلق عليهم لفظ «البدون»!!
لم يعد مقبولاً استفزاز جماهير الشعوب الخليجية بسباقات وفعاليات ومشاريع مشبّعة بالفساد، تستنزف المليارات من ثروات الشعوب، بينما يضيّق على البشر في حقوقها المعيشية إلى «حدّ الكفاف» لدى بعضها!
دولنا بحاجة إلى استيعاب متقدّم لما حدث في المنطقة من تغيّرات، كما أنّها بحاجة إلى مصالحة حقيقية مع الناس.
على جميع دول الخليج أن تبادر إلى الوحدة الخليجية لحفظ أوطاننا من المخططات الخارجية التي تواصل الليل مع النهار لتهديد أمننا وعروبتنا وهويتنا، كما عليها أن تبادر إلى تلك الوحدة لأنّ الضعيف في عالم اليوم لا يستطيع البقاء، ولنا في أحداث البحرين الأخيرة العبر والدروس التي لا تنتهي.
على دولنا القضاء على منابع التطرف الطائفي، وألا تتردد في تطبيق القانون بحذافيره على جميع المتلاعبين بأمن وسلامة دولنا، لأنّ أولئك يمثّلون أكبر اختراق لمنظومتنا الخليجية.
برودكاست: «العدل أساس الملك»، ومتى ما حصّنت أنظمتنا الخليجية حكمها بالعدل والوحدة الخليجية والتوزيع العادل للثروات وتطبيق القانون بصرامة، فإنّ تلك المخططات ستتكسّر نصالها، ولن تستطيع الصمود أبدا.