رأفة بالجنود البواسل
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢
بقلم: وجدان فهد
رجال أمننا الساهرون على حمايتنا وحماية عرضنا ومالنا وأرضنا، صامدون ومرابطون في الميادين يواجهون مصائرهم، وارواحهم على كفوفهم تستقبل المنايا والشهادة في سبيل الله والوطن، يتعرضون كل ليلة لمكائد وكمائن تنصب لهم وفق سيناريوهات وخطط لا يجرؤ على رسمها وتنفيذها الا من فقه اصول الغوغائية والارهاب! المواجهة بين الطرفين غير متكافئة البتة فجنود مجردون من السلاح والعتاد، وجموع مدربة تدريبا عاليا على حرب الشوارع وتصنيع المواد الحمضية الحارقة، جنود يترددون في حزمهم على من يعتدي عليهم إبقاء على السلم الاهلي، وجموع تفور وتغلي في عروقها نيران الانتقام وكأنهم يواجهون أعداء وليس اناسا يشاركونهم الانسانية والدين والمواطنة!
هؤلاء الثائرون تدرجوا في تنظيمهم الحزبي وتلقوا تدريبات مكثفة في عدة دول بما فيها امريكا راعية السلام والديمقراطية الشرق أوسطية - ومنها في البحرين - منذ ان اقدمت على تأسيس المعهد الوطني الديمقراطي ةخ برئاسة فوزي جوليد في المنامة وكان قد جاء قرار إغلاق المعهد من الحكومة البحرينية على خلفية الشبهات في ادائه وانحيازه لجمعيات سياسية معينة من دون سواها وتدريبه لكوادرها المتكونة من ثلة من الحقوقيين والصحفيين والبرلمانيين، ومنحهم فرص السفر الى الولايات المتحدة للاطلاع على اجواء الانتخابات ظاهرا، وتهيئتهم للانقضاض على مجتمعهم وتقويض اركانه باطنا بدافع الفوضى الخلاقة!
وطبعا خيار اللجوء الى الأسلحة المتطورة تكنولوجيا ليس مقبولا مطلقا، فنحن لسنا في حرب أهلية وان كنا نقف على شفيرها «بتنويم» القانون! ثم ان في استخدام تلك الاسلحة تهيئة الفرصة لصحوة مزيد من الخلايا النائمة بالمنطقة!
فكفة الطرفين لا تزال غير متساوية فذاك طرف يواجه - حتى في اعتماده على غاز مسيلات الدموع لتفريق المتجهمرين - تهم إنزال العقاب الجماعي بساكني المناطق المأهولة وانا أيضاً مع ضرورة تجنيب السكان نتائج مواجهات ليس لهم يد فيها وتأمين حمايتهم، وان كنت لا ازال اجد في بعضهم أملا لتغليب حس المسئولية واعلاء كلمة الحق لردع ابناء منطقتهم عن اعمال الشغب والعنف القاتل.
والسؤال الوارد ما هو الحل في هذا الوضع؟ حكومة تهدئ وقوى متشددة تصعد، والأدهى فتاوى توجه لسحق الرجال البواسل بدعوى الدفاع عن (الحرائر والصبايا) والمقصد هنا ان يستعان بالنساء في تيسير الاعتصامات واعتبارهن دروعا بشرية يحتمى بها كما تم مسبقا الاعتماد على أطفال المدارس واتخاذهم ذرائع للانقضاض على رجال الأمن، ولكن كبد الحقيقة كما هي موثقة في التسجيلات المرئية ان هذه الحريرة تغرز السيخ الحديدي في ذراع رجل الأمن على غفلة وذاك الفحل من ورائها يرمي الزجاجة الحارقة على الشرطي فتتقطع أشلاؤه ومن ثم يواجه هذا المسكين ان بقي على قيد الحياة مصيره، اوله تقاعد مبكر عن الخدمة لإصابته بحالة العجز عن العمل ومن ثم تتكالب عليه النوائب وسوء الحالة النفسية فيغدو رجلا محبطا امام اسرته وأهل بيته وان كانت رحمة الله واسعة بعباده.
فلا أموال الدنيا تعوض فاقد الصحة صحته وعافيته، والاهم من ذلك كرامته المهدورة، وليست الكلمات العابرة من زواره الوجهاء والبسطاء تضمد جرحه الغائر اذا لم يكن هذا الكلام مقرونا بفعل جدي لإرجاع حقه بقوة القانون والعدل. ولكم أسوة في تجربة بريطانيا بإخمادها الحركة الاحتجاجية في أقل من ٤ أيام واستعادة هيبة الدولة والشرطة. فأمن الوطن هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن التهاون به، فمتى ما تمت خسارته سقطت هيبة الدولة.أنا شخصيا ليس بيدي الحل والربط فانا لست بمختصة في شئون الأمن الوطني لكن وهبني الله نعمة العقل والتبصر فأرى ما هو حق واعرف ما هو باطل ولا يستكين لي بال ان ارى مظلوما من دون أن احمل همه وقضيته، فما بالكم وانا احمل قضية وطني وبلادي وأحاسب عليها امام الله سبحانه وتعالى، كل ما ارجوه من وراء هذه السطور ان أوقظ إحساس كل بحريني بأن لا يرضى بوقوع النوائب على جنودنا البواسل ولا حتى على الناس المدنيين فكلنا راع وكلنا مسئول عن دمائهم وآخر دعائي لهم ان يحفظهم الله ويرد على البحرين أمنها.. اللهم اني قد بلغت.
.