الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٧ - الأربعاء ١ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٩ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


ميشال ويليامز .. الأسطورة مارليـن مونرو





تجسِّد الممثلة ميشال ويليامز شخصية النجمة مارلين مونرو في فيلم My Week With Marilyn الذي يُعرض قريباً في دور السينما.

ماذا قالت عن هذه الشخصيَّة، وإلى أي حد نجحت في «تقمصها»؟

كانت عيناها تجولان في مختلف أنحاء فندق Beverly Hills وتلقيان، بين الحين والآخر، نظرة خاطفة على نبات البوغنفيلية المزروع أمام مبانٍ سقفها من الطين.

قالت ميشال وهي تتأمل منزلاً كان على الأرجح لمارلين مونرو: «لطالما تساءلت: أي من هذه المنازل كان منزلها؟» المثير للاهتمام أن الأسطورة مونرو، التي جسّدت ويليامز شخصيتها في فيلم My Week With Marilyn، أقامت في هذا الفندق في أواخر الخمسينيات خلال تصويرها فيلم Let’s Make Love.

بعد صمت مقتضب، قالت ويليامز، فجأة، كأنها شعرت بوجود شقراء هوليوود في الغرفةظاهرياً، لا يبدو أن ثمة نقاطاً مشتركة كثيرة بين ويليامز والنجمة التي انتهت حياتها بطريقة مأساوية. كانت مارلين امرأة مثيرة ببشرتها الناعمة، في حين أن ويليامز امرأة عادية.

كانت شخصية مارلين مونرو غير منظمة فكرهها نقاد كثر ولم ترشّح لجائزة «أوسكار». أما ويليامز، فرُشّحت مرّتين لنيل هذه الجائزة، وهي تعشق الأديبين غوستاف فلوبير ووالت وايتمان. كانت الممثلة الراحلة تحرص على تصوير أفلام لأهم شركات الإنتاج، في حين أن ويليامز تفضّل المشاركة في أفلام مستقلة غير تجارية.

على رغم ذلك، شعرت ويليامز في موقع تصوير فيلم My Week With Marilyn بترابط غير مبرّر مع مونرو، واكتشفت معنى كبيراً لأمور سخيفة، لا سيّما بعد قراءة مقالة نشرت في مجلةNational Enquirer. أوضحت ويليامز: «تحدّث هذا المقال عن عالِم روحاني يتواصل مع الأموات، وقد تواصل مع مارلين التي أخبرته أنها موافقة على ما أقوم به. عنى لي هذا الأمر الكثير، في الواقع، شعرت بأنني كنت مفرطة الإحساس خلال عملي في هذا الفيلم، ربمّا لأنني جسّدت شخصية مارلين مونرو، وأحتاج إلى أن يتعامل الآخرون معي برقة وحنان، فكانت أي مجاملة صغيرة يبديها لي مصوّر ما كفيلة بإسعادي أسبوعين وإنعاش روحي ومدّي بالطاقة».

اقتبس فيلم My Week With Marilyn من كتابَي مذكرات كتبهما كولين كلارك الذي عمل حاجباً في موقع تصوير فيلم The Prince and the Showgirl. آنذاك، كانت مونرو تمرّ بفترة عصيبة. مهنياً، كانت تتلقى توبيخاً من بطل الفيلم ومخرجه سير لورنس أوليفيه. أما عاطفياً، فكان زواجها من أرثر ميلر ينهار شيئاً فشيئاً.

اشتهرت مونرو بهشاشتها وضعفها أمام المصاعب، في حين تميّزت ويليامز بقوتها وقدرتها على تخطي التحدّيات والصعوبات، علماً بأنها واجهت في حياتها مواقف بصعوبة تلك التي اختبرتها مونرو. ففي الخامسة عشرة من عمرها، قرّرت ابنة ولاية مونتانا الاستقلال عن أهلها فغادرت منزل العائلة وتوجّهت إلى لوس أنجليس لتشقّ طريقها في عالم التمثيل. في الخامسة والعشرين من عمرها، أصبحت مع هيث ليدجر، النجم الذي شاركها بطولة فيلم Brokeback Mountain والدين لطفلة، إلا أن ليدجر توفّي فجأة، بعد ثلاثة أعوام، نتيجة إفراطه في تناول الأدوية، تاركاً ويليامز أماً عازبة مسؤولة عن تربية طفلتها ماتيلدا.

بعد وفاة ليدجر، وجدت ويليامز صعوبة في شقّ طريقها في عالم هوليوود، فقرّرت أخذ استراحة لمدّة عام لأنها لم تكن متأكدة من طريقة عودتها إلى عالم التمثيل، أو مما إذا كانت ترغب في العودة إليه. بعدما بدأت تخرج تدريجاً من حالة الحداد، استعادت رباطة جأشها وقرّرت اعتماد مقاربة أكثر شجاعة للعودة إلى التمثيل. عندما قرأت ويليامز نص فيلم My Week With Marilyn الذي أحدث فيه أدريان هودجز بعض التعديلات ليناسب فيلم سينما، شعرت فوراً بأنها مجبرة على أداء هذا الفيلم. فخلال مراهقتها، كانت صور مارلين مونرو تملأ جدران غرفتها، واحتفظت بعلبة فيها صور اقتطعتها من الصحف والمجلات تظهر فيها مارلين وهي تركض في حقل فاتحة يديها بفرح وسعادة.

أعجب هارفي وينشتاين، الذي أنتجت شركته الفيلم، بمدى استعداد ويليامز لأداء هذا الدور وبقدرتها على اقتباس أقوال وردت في سيرة مونرو التي كتبها موريس زولوتوي.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة