الجريدة اليومية الأولى في البحرين


قضايا و آراء


«السحق».. هل هذه الديمقراطية التي تريدونها؟

تاريخ النشر : الأربعاء ١ فبراير ٢٠١٢



قبل أن تكون البحرين مجتمعا يأخذ بالديمقراطية في نظامه السياسي كانت على مر التاريخ وطنا يتسع إلى الجميع قائما على التسامح والتآخي بين طوائفه رغم تعدد هذه الطوائف والانتماءات المذهبية والسياسية، وكانت البحرين نموذجا للوطن الراقي في حضاراته وثقافاته، وما جاء مشروع جلالة الملك المفدى الإصلاحي إلا لكي يعبر عن حقيقة هذا الوطن ويتجه به لكي يصبح مجتمعا مدنيا بحق من خلال التعديلات الدستورية والمؤسسات القانونية وغيرها من الإصلاحات التي مازالت تأخذ مجراها، ولكن يبدو أن هناك من لا يريد لهذا الوطن أن يكون كذلك وأن يأخذ مسيرته في تطور المجتمعات البشرية، فهناك من يريد أن يشكل المجتمع وفق رؤيته ووفق منظوره اللذين يُبقي فيهما الوطن في حالة من التخلف والجمود والتمزق.
وما دعوة عيسى قاسم التحريضية على سحق كل من يختلف معه إلا تعبير عن هذه الفئة التي لا تريد للبحرين الخير والأمن والسلام، ولكن هيهات.. هيهات أن يرجعوا بالتاريخ إلى الوراء حيث ان نقطة الماء لا تعود في النهر مرتين في مجراها السابق، ونقول إلى عيسى قاسم إنه يتحدث في الزمن الماضي وان دعوته كزبد البحر الذي يذهب جفاء، ونسأل الشيخ عيسى قاسم: ماذا سوف يكون مصير رجل دين في إيران لو أطلق هذه الصيحة محرضاً الشعب الإيراني على حكومته؟
إن هذا الخطاب الجديد الذي لم نعهده من قبل جاء بعد أن فشلت كل محاولاتكم منذ 14فبراير 2011م في تأزيم الوضع السياسي في البحرين وزجها في أتون حرب أهلية لا يعلم نتائجها إلا الله أخذتم تعاودون الكرة مرة أخرى لعل وعسى ولعل الروح تعود إلى الفتنة التي أردتم إشعالها في البحرين ولكنكم لم تجدوا كل ذلك، وما كان لكم إلا فئة من الشباب الصغار والنساء المغرر بهم تزجون بهم في أعمال شيطانية يكونون هم وقودها، ونحن من جانبنا نقول لكم: عودوا إلى رشدكم فان للبيت ربا يحميه وان البحرين كانت ومازالت وطن الأمن والأمان والمحبة والسلام، نعم كانت ولاتزال وسوف تظل هكذا مادام يحكمها قائد أثبت انه في مستوى المسئولية، القائد الحليم الذي لن ينجر إلى ما تريدون تحقيقه من أهداف شيطانية.
لقد تأكد للعالم أجمع أن هدفكم ليس الإصلاح ولا مطالب سياسية إنما هو ابعد من ذلك، انكم تريدون أن تأخذوا البحرين رهينة لأسيادكم لتنفيذ أهدافهم الإقليمية بعد أن سخط العالم عليهم وأصبحوا في وضع لا يحسد عليه، وانتم تعلمون من هؤلاء الأسياد، تريدون أن تبيعوا وطنكم بأبخس الأثمان من أجل إنقاذهم بعد أن سخط العالم عليهم، وان غداً لناظره قريب، وحفظ الله البحرين ملكا وحكومة وشعبا من كل مكروه.